غزّة أمل وفرح، قناديلها البيضاء، تهدي الأشقاء، روحها الطاهرة النقية، أنها غزة الباقية ما بقى الأشقاء، إنّها أيقونة أمة، تصر على البقاء، ومحال أن تُطفئها حرب الإبادة السوداء.
تلك الحرب التي ينفذها الطاغية الارهابي نتنياهو، إنّ ما يجري في غزّة من حصار وتجويع وإبادة لشعبنا الفلسطيني، لهو مما يُدمع العين فتسيل دماً ويدمي القلب ويفطر الفؤاد، فإلى الله المُشتكى، ونتساءل:
كيف يرى العالم المتحضر الذي يتشدق بحقوق الإنسان، صبي يحمل زجاجات مياه فارغة ويبحث عن مكان لملئها بمياه الشرب، بعد أن أجبر القصف الاجرامي في غزة مئات الأسر على الفرار من منازلها واللجوء إلى المدارس التي تديرها وكالة الأونروا، بعد أن لحقت أضرار كبيرة بالبنية التحتية الأساسية، بما في ذلك آبار المياه الجوفية وأحواضها، ومحطات تحلية المياه، ومحطات الصرف الصحي، وشبكات توصيل المياه.
إن المتأمل في المشهد السياسي سيلحظ أن الكابوي الأمريكي يسعى لفرض مسار سياسي بهدف الاستئثار بغزة، ووضع قواعد انطلاق لحل لم يعد بعيد، لعوامل مختلفة، وصفقات غير معلنة مع أطراف اقليمية متعددة، وفرض حلول سياسية تتجاوب مع دولة الاحتلال وقادته النازيين الإرهابيين القتلة، وبعيداً عن التهديدات التي تطلق في تل أبيب.
السّادة الأفاضل:
لقد أصبح واضحاً، أن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لن تجد لها نهاية قريبة، وتم التوافق الصامت على ديمومتها.
ويبقى السؤال الذي يداهمنا: هل يسارع العالم الذي يدعي الرقي والتحضر بالضغط على حثالات البشر من اليمين المتعصب ويوقف الحرب؟ هذا ما ستوضحه الأيام القادمة، وتبقى غزة الأبية تحمل وجع الأرض وعذابات النزوح.