طباعة هذه الصفحة

«أنت الملكة»

مهتدي مصطفى غالب/ سورية

 
تهدر جميع الأنهار في جسدي
وتهز النواقيس عنان السماء
وثمة نشيد يملأ الدنيا
طولا وعرضا
أنتِ وأنا فحسب،
أنتِ وأنا فحسب يا حبيبتي
نسمعه
أيتها الصباحات المضيئات والحالمات بالعطر والفراشات
أيتها الشموس الطالعات من خدورها
أيتها النساء الحافيات الراقصات
على جمر الأيام وعجين العذابات
هل رأيتن كوكباً من روح الطبيعة
أونجماً شارداً في فضاء الجسد
يبحث عن حضن دافئ
يرتل صلواته في محراب عشقه السرمدي
أيتها الساحرات ..
الشيطانات الغارقات في الشعوذة والجمال
هل رأيتن أمي ؟؟!!
أيتها المتصوّفات في محاريب رابعة وليلى
والرومي الذي بكى مذبوحاً من العشق
والحلاج الذي صُلب على أعصاب جسده حتى الفناء
والسهروردي الذي عرف عرشه فاعتلاه
هل رأيتن أمي ؟؟!!
أيها الفلاسفة الماسكين عصا الحكمة من طرفيها
أيها الشعراء المحترقون بصقيع أيامكم
أيها المفكرون المعلقون في أقفاص الإيديولجيات
أيها النحاتون بأزميل الوقت صخر أحلامكم
أيها الفنانون الممسكون بأوتار روحكم
تعزفون الحقيقة التي انسترت بحجاب معناها
أيها المؤرخون
رواة الحكايا الخارجة من كأس الوقت وألاعيبه المخيفة
هل رأيتم أمي ؟؟!!
أيتها الفراشات
التي تلون بساط اللون برقصاتها
هل رأيتن أمي؟؟!!
أيتها السمكات السابحات
في بحر روحي وأفكاري وانتظاري
هل رأيتن أمي؟!
أيتها العواطف العزيزات على ملكوتي
الرائحات صوب تلال همي
هل رأيتن أمي ؟
أمي تلك العيناها
نور من فضاء الحبِّ
وشفتاها مباسم من مفردات الخير
أجفانها وكنات طيور العطاء
أمي
التي تسرق الهم عني
أمي التي تقطف ثمار الظلم عن شجرة الحياة
أمي
حمامة مكسوة بالدم والحنين
ومسكونة بالرحيل إلى صباحات لا تعرف الحرائق
تنشر هديلها تنويمة للأعين المتعبة
أمي تلك العيناها
نور من فضاء الحبِّ
وشفتاها مباسم من مفردات الخير
أجفانها وكنات طيور العطاء
أمي
التي تسرق الهم عني
أمي التي تقطف ثمار الظلم عن شجرة الحياة
أمي
حمامة مكسوة بالدم والحنين
ومسكونة بالرحيل إلى صباحات لا تعرف الحرائق
تنشر هديلها تنويمة للأعين المتعبة
تتربع عرش قلبي
صولجانها بكائي وحرائقي
تاجها القلق والهلع واللهفة على زغاليلها
لا أجنحة لهم سوى روحها
أمي ...
الجالسة على عرش قلبي
الذي حطمته الدهور والعذابات
هاهو في راحتيك ينبعث كالعنقاء من الرماد
أمي ....
يا صباحاً لم تغب شمسه بعد
يفتتح الأيام
يقرأ في سفر تكوينها
يصوغ من ثوانيها
سلاماً ومحبة وفجيعة
أمي
أيتها الشاردة عبر أفق الكلام
والتكلف والتشظي والإزدهار
طلي كالنهار
اسرحي في حقول الدمع
كأشرعة الهواء
كانعتاق الضوء من عتمته
وهويبحث عن حليبه
جرجريني على سفوح انتظارك المرِّ
إنقلاب
أمي ..
تعالي
نرمي قناديلنا
تضيء خطوات لكلمات
عصافيرنا ..
أحلام القرى
التي تنتظر مطر الغربة
لتخرج من كفيها
باقات من حبق الدقائق
تصنع خمراً
من أجيج الحرائق
وتغزل شمساً من عناق الماء والأرض.