طباعة هذه الصفحة

الأربعاء الأسود

نصر الغزي- العراق

غيوم تتجمع في وسط السماء
كأنها زوبعة في فنجان القدر..
حول بعضها تدور غربان سود
لا أعلم ما بها.... نذير شؤم
على أسوار بلدي ..
تحاول اختراق السماء
بشتى الطرق
بين الموت أو إلقاء
طرفة عين...
هل سوف تمطر ؟ ؟
أم أنها الريح العقيم
تأخذ كل شيء ...
ولا تدع لنا فرصة
وداع المحبين..  
وجوه تتغير ملامحها
شريط الذكريات
يمر من أمام أعين الرجال
دعاء أم ودموع أب وبكاء طفل
ولقاء حبيب ..
بعد ذلك التحليق المميت
فوق سماء البليدة....
أصبحت أصواتهم تختنق
بين أنين الراحلين..
لا أعلم لماذا يحتضر
أبني بخير..
تحدثت معه قبل دقائق فقط
أخبرني بأن الجزائر في القلب
ينبض..
سوف تحلق في السماء طائرة
ابتسمي يا أمي سوف أعود إليك
سوف أروي لك قصة قصيرة
عند إخوتي...
السماء يتغير جمالها
بدأت كأنها يوم القيامة...
من يدي سقط كوب ماء
ماذا هناك ...
أرواح في كل مكان
بين السماء والأرض
بين أنين الأمهات..
ألم يمزق بقايا الروح
لم يبق سوى الله لنا...
هل حدث شي
ماذا أصاب التلفاز
سقط القلب بين يدي
أين هو الهاتف المحمول
لماذا لا يجيب
لقد قال سوف أعود إليك
وأنا أعلم بأنه صادق
فوق أكتاف المودعين عاد
يحتضن علم ...
حتى ترتوي أرض بلدي
تنزف أروح ألم الوداع....
يا بني مازال هناك
متسع من الوقت
لكي أقبل خدك
سوف التحق بك
عن قريب لا تخف يا بني
أنا وأنت نذهب
من أجل الأرض والعرض
تلك الجزائر الخضراء
بلد الشهداء
وطن الأوفياء…