طباعة هذه الصفحة

مـاذا لـــو تزوجنــا دون حـــب؟

سعيد فتاحين

-ماذا لو تزّوجنا ولم نحب بعضنا البعض إطلاقاً، وأصبح هروبنا من الحياة كشريكين تحت سقف واحد يشّكل لنا صراعًا نبتسم فيه بكل زيف أمام الأهل، ونردد كلمات الحب والخوف ولكننا لم نشعر بذلك أبدًا.
-ماذا لو زوجتني أمي بكِ حسب أهوائها، أحدثك عن دوستويفسكي وتحدثيني عن آخر تسريحة شعرٍ لكِ، ولم نكن في الحب متجاورين، لم نكن كغصنين متعانقين لشجرة واحدة، وجمعت بنا الأعوام عبثًا، وأصبح الزّواج موضةً وليس مودَّة، كيف أقنع النّاس أنني متزوج وأنا في الشّارع أبدو كمراهق يصطادُ الفراشات.
-ماذا لو لم نستطع تكوين جملة أو حوار جميل بيننا، أو لحظات تجعلنا ننسى الدنيا، ماذا لو عشنا حياةً خالية من الفنّ، كآلات لإنجاب الأطفال ولم نشعر بالوجود يومًا، و يهرب الإنسان من صديقته خوفًا من أن يتلاشى.
-ماذا لو عادت النّوارس في الصباح الباكر يومًا ونحن على حافة المرافئ نتباكى عن إبننا الضّائع في عرض البحر، ونبكي عنوةً على الأطلال، ونخاف من الإنجاب بعد كل هذا الذي بيننا.
-ماذا لو عدت سكيرًا من آثار هذا الزواج ومن مشاكل مدير يقف أمامي كآلهة توزع صكوك الغفران، وماذا لو رسبت مع أول امتحان ترقية، وفي كل صباح في سجال مع كأس الحليب.
-ماذا لو سئمت الجدران من صراخنا، وهرب الجميع من المحن، وسكن الظلام قلوبنا، والبداية هي أنني لا أليق بك ولا تليقين بي ولم نلق ببعضنا البعض منذ البداية، أحببتني لغرض منتهي الصلاحية، وكان الحب محاولة شرعنة شريكين غير متناسقين كالماء والزّيت، ولم نكن يومًا ندرك ماهو الحب