طباعة هذه الصفحة

هو ذا قلبي من أربكه؟

حسين عبروس

حيـن يسرقنـا الوقـت
والقـوتُ والمـوت
من حلمـنا
في المثنـى القريـبْ
حيـن يُسلـِمنا كوكب للظلام
بلا سبـب للسـّؤال الغريب
يختفـي صـوتُ كلّ البلابـل ِ
من شجر وارف ٍبالظلال
يُعرّش في القلب ليل النّحيبْ
كنـت أذكـر أنـّي رسمـتُ
على بابنـا المشرقيّ صباحـاً
تأخّـر عن موعـد رائـق ٍ
في عيـون الصغــارْ
كنت أذكر ضوءًا يـــشـُحّ
عـن حيّـنا في البعيـــدْ
والوجـوهُ يطـوف بهـا
نصفُ عيد ٍ
ونصف ُ وعيدْ
فَمَنْ يدرك الآن كلّ الخطى؟
وعلى دمنـا احتفـال الشهيدْ
وعلــى دمعنــا صـــورة
للوليـــدْ
طلـع الحـزن من غفـوة ِ
الساهـر المنتشـي
بضجيـج النهار الجديد ْ
وترجّل َفي العمر حلمٌ جميلٌ
عـن الرَكْــب ِخلـف القفــار
التـي لا أريــدْ
وأنا نصفُ مذبوح الوريدْ
والقوافي خَرَاجُ النشيدْ
فإلى أيّ بَرّ ٍ نمُدّ الخُطـَى؟
والدروبُ على رَسْلِهَا انكسار
على بَحرها في (المديدْ)
والبلاد على حزنها
تـَــألفُ الآن ما لا تريدْ
هـو ذا قلبـي يشـــُذ  
عن النـَبْض من أرْبَكهْ؟
من أقام على شاطئيه الحريق َ
وتمنـىّ المزيــد
وسـدّ عليه الطريق؟
من أباح دمي لــِدَمـِي
وتَسـَرْبَلَ بالفـرح المشتهى
وتثاقـل في الجهتيــن
وغنـّى المزيدَ المزيد