طباعة هذه الصفحة

وحصادُ مجدك يا جزائرُ أخضرُ

حواس العلي - سوريا

- إيهٍ، أبنتَ العربِ، سيفُكِ أحمرُ
وحصادُ مجدِكِ - يا جزائرُ - أخضرُ؟!
- كلُّ السيوفِ تئنُّ من أغمادِها
ويظلُّ سيفُكِ دونَ غمدٍ يُشهَرُ
- يتيمّمُ التاريخُ، منكِ طهارةً
وإذا سقيتِ المجدَ، ماؤُكِ كوثرُ
- ضحّيتِ للدنيا، وكنتِ إمامَها
كيلا يعيشَ على المدى مستعمرُ
ـ لوما لويتِ الرّيحَ دامَ بكاؤُنا
فبقيتِ أنتِ، وماتَ غمّاً خيبَرُ
ـ لوما لويتِ الريحَ ظلَّ بكاؤُنا
حُزناً، ومن أجفانِنا يتقطَّرُ
ـ لَكأنَّ أرضَكِ بالشهادةِ طيبةٌ
وبنوكِ في ساحِ البطولةِ حيدرُ
ـ فتحطّمتْ أحلامُ باريسَ الّتي
يمشي إليها الخوفُ غولاً يكبُرُ
- وتلبّدتْ بسمائِها أحزانُها
إذ لم يعدْ يضوي إليها النيِّرُ
- صدقَ الّذي بالحقِّ قال مقولةً :
هيَ لعنةٌ، فلتكسروها تُكسَرُ
- يا أمّةَ المليونِ تيهي وافخري
غنّتْكِ شامٌ في عُلاكِ وتدمُرُ.
- ما ماتَ مَنْ جعلَ الشهادةَ دربَهُ
ليمرَّ منها الحالمونَ ويعبروا
- يا أيُّها الشعبُ الّذي بنضالِهِ
لليومِ تُنشدُهُ الحياةُ، وتفخرُ
- ذاكَ الّذي بذلَ الدماءَ رخيصةً
مذْ قالَ للموتِ الرهيبِ: ستُقبَرُ
ـ قدْ علّمَ الدنيا حكايةَ أمّةٍ
تجدُ الحياةَ من الشهادةِ تُنشَرُ
- ما أروعَ التاريخَ يكتبُ مجدَهُ
دمُكِ الطهورُ وكلُّ زندٍ أسمرُ!!
- منكِ النسيمُ يهبُّ فيكِ صبابةً
ويهيمُ غيمُكِ بالشهيدِ، فيُمطِرُ
- تشتاقُكِ الأقلامُ في همساتِها
ويتوقُ من زهْوٍ إليكِ الدفترُ
- أشكوكِ يا أختي، هوانيَ بائسٌ
وهوايَ للأحبابِ فيهِ تحجّرُ
- وأنا الّذي أعطى العروبةَ لونَها
مالي أرى جلدي بها يتغيَّرُ؟!!
- حتّى كأنّيَ سامريٌّ عندَها
مَسٌّ هوايَ، ومنهُ كم تتطيّرُ!!
- أشكوكِ يا أختي هوانيَ أمّتي
ضحّيتُ من عمري لها، تتنكَّرُ!!
- عبثوا بأطفالي وحِنطةِ بيدري
فغدا الربيعُ على فمي يتصحَّرُ
- أنا ما شكوتُكِ - يا جزائرُ - يائساً
لكنَّ حظيَّ في الحياةِ مُبعثَرُ
- أعطيْتُ إخواني سنابلَ فرحتي
ولأجلِ صاعٍ أطعموني:َ أهدرُوا
- دميَ البريءَ بكلِّ فجٍّ عابرٍ
وبكلِّ وادٍ قد جرتْ ليَ أنهرُ
- إيهٍ جزائرُ، والحقوقُ سليبةٌ
والمسجدُ الأقصى يئنُّ ويضجرُ
- باعوهُ يا أختي برخصِ رمالِهم
وأنا وأنتِ مِنَ الأسى نستغفرُ