طباعة هذه الصفحة

البروفيسور نورالدين اسماعيل رئيس مصلحة الأوبئة والطب والوقائي بمستشفى باشا:

لا وجود لحالات إصابة بحمى الضنك في الجزائر

صونيا طبة

لسعة بعوضة النمو لا تشكل خطرا على صحة المواطن

نفى رئيس مصلحة الأوبئة والطب الوقائي نور الدين إسماعيل تسجيل أية إصابة بالفيروسات التي تنقلها بعوضة النمر في الجزائر ،عكس ما روج عن وجود 3 حالات لمرض حمى الضنك «لادانغ» ،مؤكدا أن ذلك غير صحيح خاصة وأن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستتشفيات لم تصرح بأي حالة تخص الفيروسات الثلاثة الخطيرة والمتمثلة في «زيكا» و»شيكونقونيا» و حمى الضنك.
رغم انتشار بعوضة النمر في بعض ولايات الوطن الساحلية على غرار وهران ، جيجل ، تيزي وزو والجزائر العاصمة إلا أن لسعاتها حسب البروفيسور نور الدين إسماعيل - الذي حل ضيفا على جريدة «الشعب» - لا تشكل أي تهديد لصحة المواطن ،خاصة إذا لم تكن حاملة للفيروسات ،التي إذا سجل وجودها في الجزائر فإنها مستوردة ينقلها المسافرون من بلدان أخرى إلى الوطن .
وحسب توضيحــــــات البروفيســـــور من منبر «ضيف الشعب»  فان بعوضة النمر Aedes albopictus تحاول أخذ مكان أنواع البعوض الأخرى ،وهي مقاومة للبرد والحرارة الدنيا ،ورغم أن التكاثر يتم بين فصلي الربيع والصيف إلا أنه بإمكانها ترك بيضها حتى في الشتاء ،وهي تقاوم برودة الطقس إلى غاية حلول موسم الحر لتتحول إلى بعوضة ،كما تفضل الرطوبة للتكاثر وتتغذى من دم الإنسان ،مشيرا إلى أن إناث  هذا البعوض هي التي تحمل فيروسات مختلفة قد تصيب الإنسان بعد لسعاتها وانتقالها من شخص إلى آخر، اذ تتواجد بكثرة في البرك  المائية حيث يسهل عليها التبييض.
وأوضح أن بعوضة النمر تختار الأماكن النظيفة لتبيض فيها وبالتحديد تتكاثر في الأماكن الممتلئة بالمياه مثل حاويات تخزين المياه والصهاريج والأحواض وحتى الحشائش والأعشاب والأشجار ،وتتكيف مع البيئة البشرية ويتكاثر بشكل كبير في المناطق الحضرية كثيفة السكان، وهو ما يجعل دور المواطنين - على حد تعبير البروفيسور - هاما جدا في القضاء على أماكن تكاثر يرقات هذا النوع من البعوض من خلال إخلاء خزانات المياه من الماء وتفادي تجمعها أو تغطيتها حرصا على عدم دخول البعوضة ولكي لا تضع بيضتها.
وفيما يخص الأمراض التي يمكن أن تنقلها البعوضة أجاب البروفيسور أن من بين 20 فيروسا يمكن أن يحمله هذا النوع من البعوض توجد 3 أمراض تندرج ضمن قائمة الفيروسات التي تهدد صحة الإنسان وتتفاوت مضاعفات الإصابة بها حسب الحالة الصحية للمريض وجهازه المناعي ،قائلا أن الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر ما بعد الإصابة بالفيروس هم الذين لايملكون مناعة قوية كالأطفال الصغار وكبار السن والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة .
كما أضاف المختص أن فيروس «شيكونغونيا» أقل خطورة من فيروس «زيكا» و حمى الضنك ،هذه الأخيرة التي تحتوي على 4 أنواع ،ولسعة واحدة من البعوضة التي تنقلها قد لا تشكل خطورة على المصاب إلا أن اللسعة الثانية قد تخلف مضاعفات أكثر حدة ،زيادة على أن فيروس «زيكا» يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الجنس ،موضحا أنه لا يوجد أي علاج أو لقاح يمكن استخدامه لمكافحة هذه الفيروسات.
وتطرق رئيس مصلحة الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى مصطفى باشا إلى الحديث عن أهم التدابير الوقائية التي يجب الاعتماد عليها داعيا المواطنين إلى ضرورة الوقاية من لدغات البعوض التي تحدث أثناء النهار بالدرجة الأولى من خلال التخلص من أماكن تكاثره خاصة في المياه الراكدة والمخزنة وإبلاغ المصالح المختصة في مكافحة هذه الحشرة اذا تم اكتشافها في مكان ما للحد من انتشارها بالرغم من ان بعوضة النمر يمكنها مقاومة مبيدات الرش التي تستعمل في كل مرة وتصبح غير فعالة للقضاء عليها .
كما أشاد البروفيسور نور الدين إسماعيل بالتجربة الجزائرية في  مكافحة داء الملاريا حيث استطاعت القضاء على مخاطر الإصابة بالمرض ،من خلال تعزيز السبل الوقائية ، إذ لم يتم تسجيل أية حالة في الجزائر وإنما أغلبية الإصابات مستوردة من الخارج ،وهو ما يجعل الجزائر قادرة على التصدي لبعوضة النمر التي لا تختلف عن الملاريا في طرق انتقال العدوى مستبعدا انتشار أمراض خطيرة ناتجة هذا النوع من البعوض في الجزائر ،ولكن لا يعني عدم توخي الحذر وإتباع إجراءات وقائية تمكن من تفادي جميع المخاطر .
كما دعا جميع المواطنين إلى اتخاذ كل الإجراءات الوقائية للقضاء على برك المياه التي تسهل على البعوضة عملية التكاثر وضرورة تنظيف المحيط وعدم تخزين المياه ،كما أن السلطات المحلية مطالبة بتسخير كل الإمكانيات للقضاء على البعوضة في الولايات الساحلية الأكثر عرضة لانتشارها.