طباعة هذه الصفحة

النفاق الأوروبي العام هو ما يغذي الصراع بالمنطقة

لا مفاوضات فيما يخص خيارات الشعب الصحراوي وممثليه في الوقت الراهن

سهام بوعموشة

أعرب إتيان بليهس عن الجمعية البلجيكية- الفلسطينية مناضل من أجل القضية الصحراوية عن قلقه من النفاق الأوروبي، الذي يغذي النزاع بالأراضي الصحراوية والفلسطينية المحتلة نتيجة الاحتلال، مما يؤدي إلى اليأس ودفع الشعوب المستعمرة للإنتفاضة،  مؤكدا في ندوة نقاش نظمتها يومية «الشعب» أمس حول الوضع في مخيمات اللاجئين الصحراويين وموقف المجتمع المدني الأوروبي وتحركاته تجاه القضية أن،  إسرائيل والمغرب وجهان لعملة واحدة.

في رده عن سؤال حول دور المجتمع المدني البلجيكي مقارنة  بالبرلمان الأوروبي الذي مقره ببروكسل، و الميكانزمات المعقولة لدفع الحكومات خاصة المسؤولين الأولين للدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا لتكون خاضعة للقانون الدولي خاصة ميثاق ونصوص القانونية للأمم المتحدة، أوضح المناضل إتيان بليهس أن الجمعية ومجموعة من الصحفيين مثل الجمعية الفلسطينية التي يقودها العضو الأسبق للبرلمان «بيار قالون» يعملون  على قدم وساق في سبيل إقناع البرلمانيين الأوروبيين لإيجاد مخرج للقضية الصحراوية، بحيث يتقربون   من البرلمان لاستجواب نواب البرلمان عبر البطاقات البيضاء أو الالتقاء بهم مباشرة حول قضايا الصحراء الغربية وفلسطين، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية واضحة المعالم مقارنة بالقضية الصحراوية، لهذا يجب أن نتحدث باستمرار عن القضية الصحراوية.
في هذا الصدد، كشف إتيان بليهس عن تنظيم الانتخابات المحلية ببلجيكا  في 14 أكتوبر الجاري  ، بحيث ستقوم الجمعية  باستجواب المجتمع المدني و استهداف المنتخبين الجدد حول موقفهم من هذه القضايا و إمكانية الدفاع عنها خلال عهدتهم، ، بالإضافة إلى الانتخابات الفيدرالية البلجيكية التي من المتوقع تنظيمها شهر مارس أو أفريل القادم وبعدها ستكون الانتخابات الأوروبية ، ليتم استجوابهم لمعرفة الإجابات، قائلا:» ننتهز هذه الفرص للمرافعة عن قضية الصحراء الغربية وفلسطين وجعل القادة السياسيين يتفاعلون مع هذه القضايا» ، مشيرا إلى أن العمل صعب كون البرلمانيين والسياسيين البلجيكيين لديهم هيئة مغربية منتخبة يدافعون عنهم ومن الصعب الحديث عن جبهة البوليساريو والصحراء الغربية، داعيا لكسر هذا الصمت.
وأضاف:» إن ما يثير قلقي هو النفاق العام الذي يغذي الصراع، مما يؤدي إلى اليأس ودفع الصحراويين للمواجهة المسلحة لاسترجاع استقلالهم، وهذا ما يذكرنا بالجزائر التي قاوم شعبها الاستعمار لنيل حريته».
وفي سؤال آخر حول غياب الإرادة السياسة لإيجاد مخرج للقضية الصحراوية، قال ممثل الجمعية البلجيكية- الفلسطينية أن زيادة الضغط وزرع الخوف على الشعوب سيؤدي إلى انفجار وساعتها من يتحكم في الوضعية هل الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو المينورسو ، موضحا أن  المؤسسات الدولية تم إنشاءها لتفادي هذه الصراعات، لكن ما نراه اليوم هو أن هذه الهيئات  تقوم بعمل واحد وهو توليد الصراع أو صب الزيت على النار، على حد تعبيره، داعيا لضرورة إيجاد الحلول لقضايا تصفية الاستعمار. متسائلا كيف للمغرب التي أخذت إستقلالها أن تقوم بإحتلال دولة أخرى مخترقة القانون الدولي والإنساني.
 ^ سارة باندرتزن: إذا كانت قرارات الإتحاد الأوربي مناقضة للشرعية الدولية على جبهة البوليساريو اللجوء مجددا إلى المحكمة الأوروبية
من جهتها، أوضحت  ممثلة عن مرصد الثروات الطبيعية الصحراوية سارة باندرتزن في ردها عن سؤال حول التفاوض بين الإتحاد الأوروبي والاحتلال المغربي فيما يخص ثروات الصحراويين، أن اللجنة الأوروبية قررت التفاوض مع إقصاء الطرف الصحراوي فيما يخص خيارات الشعب الصحراوي، مضيفة أنه لم يتم استشارة الشعب الصحراوي أو ممثليه وهو جبهة البوليساريو ولهذا فإن الإتفاق باطل لأنه لا يستثني الأراضي الصحراوية من هذا الاتفاق خاصة فيما يخص اتفاقية الصيد البحري، أضافت تقول.
في هذا السياق أشارت باندرتزن ، إلى أن اللجنة ستعرض الاتفاق على البرلمان الأوروبي شهر جانفي القادم ليبت في أمره، وحسبها فإنه في الوقت الراهن ليست هناك مفاوضات فيما يخص  خيارات الشعب الصحراوي وممثله وهي جبهة البوليساريو، قائلة:» إذا كانت قرارات الإتحاد الأوربي مناقضة للشرعية الدولية وللعدالة الأوروبية، فإنه  على جبهة البوليساريو اللجوء مجددا إلى المحكمة الأوروبية للطعن في هذا الاتفاق».