طباعة هذه الصفحة

المستشار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف مشرية:

الاحتفال بالمولد النبوي “واجب “

حياة / ك

الحفاظ على الموروث العقائدي لضمان “الأمن الفكري”

اعتبر يوسف مشرية أن الاحتفال بذكرى مولد خير الأنام محمد – صلى الله عليه و سلم -”وقفة” ليس على نمطية الأشياء لأنها سيرة المصطفى “التي تربينا وترعرعنا عليها”، داعيا النخبة أن  تستغل هذه المناسبة الدينية لتكريس ثوابت الهوية الوطنية.
أبرز الباحث مشرية الذي نزل، أمس، ضيفا على جريدة “الشعب” أن ذكرى مولد سيد الخلق تتزامن و الأسبوع الوطني  للقرآن الكريم، وقد اتخذت الجزائر موقفا ضد النزعة المتطرفة للغرب تجاه الدين الحنيف والتي أرادت بها تشويه الإسلام، ومحاولة النيل من رسول الرحمة من خلال الصور الكاريكاتورية ، التي نشرتها بعض الصحف الغربية في سنوات خلت، وذلك من خلال إطلاق على شهر ربيع الأول “شهر النصرة “.
كما اعتبر الباحث مشرية مناسبة المولد محطة لتكريس ثوابت الهوية الوطنية، وأضاف انه يراد من خلاله بعث رسالة قوية لمن يرّوج لصراع الحضارات، و رد على الذين يرمون الدين الإسلامي بالتطرف والإرهاب، “و هذا غير صحيح لأن الرسالة المحمدية جاءت للعالم كافة، وهي رسالة حضارية تسوّق للتعايش معا بسلام و تحبذ لغة الحوار و احترام آراء الغير، و قبول الآخر، لكن بالحفاظ على الهوية الوطنية”.
ورفض المتحدث في مداخلته الخوض في الخلافات “الخلاف الفقهي الفرعي”، الذي يريد أن يشوش على هذه المناسبة الطيبة المباركة، من خلال الجدل القائم حول جواز الاحتفال بالمولد من عدمه، لكنه أكد على المغزى من المناسبة، وهو استذكار سيرة المصطفى (ص)، من خلال الجلسات العائلية، التي تدخل في إطار” صلة الرحم “، مشيرا إلى فضل الاحتفال بالمولد النبوي في المحافظة على الهوية الوطنية خلال فترة الاحتلال الفرنسي الذي دام أكثر من قرن من الزمن ، الذي أراد طمس الهوية والدين  وكانت المقاومة  تتم من خلال القصائد الشعرية التي تمدح الرسول الكريم المتوارثة كابرا عن كابر.
وأكد المتحدث في هذا السياق على ضرورة الحفاظ على هذا الموروث العقائدي “ للتأمين الفكري”  و يرى  أن الذي يذيب الجليد و ينهي الكثير من المشاكل هو الحوار والجلوس مع الآخر، مشيرا إلى أن فكرة إنشاء المجالس العلمية تهدف لكي تكون هذه الأخيرة فضاءً لمحاربة الأفكار المتطرفة، والطائفية التي أرادت التغلغل في الجزائر، والتي من بين ما قامت به  محاولة  التشويش على مناسبة المولد.
قال مشرية في هذا السياق، انه لا يمكن الفصل بين حب الدين وحب الوطن، مشيرا إلى أن ظهور الطوائف يعود إلى تعدد وسائل الإعلام ،التي أصبحت مصدرا ينتهل منه الجزائريون معلومات ويستمعون إلى  فتاوى تمرر من خلالها أفكار تخالف المرجعية الدينية الوطنية.