طباعة هذه الصفحة

أغاني توشّحت بها الرسوم المتحركة لأكثر من عقدين

الغناء في الجزائر ديْن عليّ

أسامة إفراح

طبع جيلا كاملا في المنطقة العربية بأغانيه وشاراته التي توشّحت بها الرسوم المتحركة لأكثر من عقد من الزمن.. خريج الفنون الجميلة المتخصّص في النحت، عرف كيف ينحت بموسيقاه وكلماته في قلوب وعقول الأطفال، وجزء من الكبار، ليكسب جمهورا لا يتقادم مع مرور الزمن.. هو الفنان السوري الجزائري طارق العربي طرقان، الذي أكد لنا خلال نزوله ضيفا على “ الشعب” بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أنه سيغني في الجزائر عن قريب، وهو ما اعتبره “ديْنا” وجب الوفاء به.
أكد طارق العربي طرقان أنه يعتبر الغناء في الجزائر دَيْنا عليه، واعتبر أن الفنان المحترف يملك أرضية لوجيستية تحضر له الحفلات والمواعيد، وهو ما لا يملكه طرقان: “أنا لا أتعامل مع متعهد حفلات، وغالبا ما كانت الدعوات التي أتلقاها تأتيني من أبنائي الذين كبروا”، يقول في إشارة إلى جمهوره الذي كان من الأطفال سنوات التسعينيات. وأضاف طرقان أنه كان بودّه أن تكون زيارة الجزائر قبل اليوم بعشرات السنين.
بالمقابل، قال طرقان إنه التقى بوزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ودار الحديث حول إمكانية القيام بعمل جديد موجه للأطفال، كما التقى مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، في إشارة إلى إمكانية أن تكون هنالك حفلات قادمة، “وآمل أن تكون هذه الحفلات في أكثر من ولاية”، يقول طرقان، الذي حدّثنا أيضا عن لقائه بمحمد نواري محافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم، واحتمال تقديم عمل ما في الصائفة المقبلة (موعد المهرجان).
 أردف طرقان قائلا: “حتى لو لم يكن هنالك دعوات رسمية، فإن الهدف الأول من الزيارة كان التعاون مع الأصدقاء في الجزائر، للعمل بطريقة تقليدية”، وذكر من بين هؤلاء المخرج مونس خمار ابن الشاعر بلقاسم خمار.
من جهة أخرى، اعتبر طرقان أن الشارة الغنائية للرسوم المتحركة شكلت في مرحلة معينة بديلا لأغنية الطفل الغائبة، وحتى الأغاني السابقة، التي وصفها بـ«الهدهدات” (أو أغاني ما قبل النوم)، هي أغان تعجب الكبار أكثر من الأطفال. أما حكاية الطفل فذهبت مع الجدّة، والآن حتى الرسوم المتحركة لم تعد تقوم بهذا الدور.
وعن سؤالنا بخصوص طريقته في العمل، خصوصا في بداياته بمركز “الزهرة” بدمشق، قال طرقان إن ترجمة الرسوم المتحركة (أو تعريبها) كانت سليمة، وكان يُقتطع من العمل كلّ ما يسيء لثقافتنا وتقاليدنا، تعاد صياغة العمل على هذا الصعيد، وهي ما يمكن تسميته مرحلة الإعداد والمونتاج.
أما عن تعامله مع الشارات وتأليفها، يقول: “لم أكن أحبذ الاستماع إلى الشارة الأصلية لكي لا أتأثر بها، وهناك فقط شارتان أصليتان أو ثلاث سمعتها فيما بعد وعن طريق الصدفة”.. ويطلع طرقان على ملخص العمل حتى يكتب كلمات الشارة، وعلى سبيل المثال فإن قصة “موكلي” فيها شيء من قصة حي بن يقظان، “لذا كان يكفي الاطلاع على مجمل القصة لكي يكتب كلمات الأغنية”، يقول. أما في حالة الكرتونات الرياضية مثل كرة القدم، فقد تتم دبلجة 10 أعمال في نفس الوقت، وهنا ينبغي التساؤل: ماذا سنقدم وما هي القيمة المضافة المقدمة للشارة؟.
وأقرّ طارق العربي طرقان بأن وقت الإنجاز كان قصيرا، “قد أبقى يومين أو ثلاثة أفكر فيما سأكتب، ليس اعتمادا على تفاصيل ما، كلمات “سيمبا” مثلا رؤية ووجهة نظر في الغابة، فالغابة فيها قوانين تسري على الجميع، والمفترِس هناك له طريدة فقط وليس بنك من الطرائد”.