طباعة هذه الصفحة

الدكتور محند أرزقي فراد:

الوحدة في إطار التنوع الثقافي

سهام بوعموشة

 المصالحة مع المكون الأمازيغي منعرج هام جدا في تاريخ الجزائر

 الأمازيغية تأثرت باللغة العربية والإسلام

إعتبر المؤرخ والباحث امحند أرزقي فراد من على منبر جريدة «الشعب» المصالحة مع المكون والذاكرة الأمازيغية منعرجا هاما جدا في تاريخ الجزائر، من شأنه دعم اللحمة الوطنية بين مكونات الهوية الجزائرية، خلافا لما يتصوره البعض قائلا:« أنا جد سعيد بترسيم الأمازيغية كلغة رسمية لم أكن أتصور أنني سأعيش هذه اللحظة التاريخية التي ناضلت من أجلها لسنوات »، منتقدا البعض الذي يرى أن وجود أكثر من لغة وطنية يشكل خطرا على إستقرار الجزائر وهذا غير صحيح.
في هذا الصدد، أوضح الباحث باعتباره مؤرخا أنه لوعدنا  14 قرنا إلى الوراء لم نجد صراعا ولم يطرح مشكل بين العربية الأمازيغية، بل العكس الذي خدم العربية في شمال إفريقيا هم الأمازيغ، قائلا إن أحسن من ألف في النحوالعربي هو ابن المعطي الزواوي صاحب الألفية في القرن 13 هـ، والبصيري وأصله أمازيغي من منطقة دلس، هناك أقلام وألسن من الأمازيغية إلى العربية، وحسبه فإن أفضل وأقوى وحدة هي الوحدة في إطار التنوع الثقافي، لأنه موقف رباني ورد في القرآن الكريم، مثلما هوحاصل في الدول الأوروبية.
وأضاف ضيف «الشعب»، أنه من المتفائلين في المستقبل، لكن ما يزال ينتظرنا عمل كبير لأن هناك ضبابية في الذاكرة الأمازيغية، كون هذه الأخيرة كانت مقصية لعقود، هناك من ينكر وجود شيشناق قائلا إن هذه الضبابية نتيجة لإقصاء المكون الأمازيغي، في حين أن الحركة الفكرية الإصلاحية قد إعتنقت هذا المكون كإبن باديس، أحمد سحنون في قصيدته «العامل الجزائري» فيه أبيات شعرية يعتز فيها بالمكون الأمازيغي رغم أنه ليس أمازيغيا، ومحمد صالح رمضان من القنطرة ببسكرة، مبارك الميلي في كتابه الهام «تاريخ الجزائر القديم والحديث»، أحمد توفيق المدني في كتابه «الجزائر».
وأشار إلى أن مصالي الحاج رفض المكون الأمازيغي، وهو بداية ظهور الأزمة البربرية، التي فضل المتحدث تسميتها بأزمة هوية، وكان يأمل في أن تتبنى الجزائر غداة الإستقلال موقف الحركة الفكرية الإصلاحية، الذي كان سيوفر علينا الكثير من المتاعب، على حد قوله.

 إنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية خطوة جبارة في الإتجاه الصحيح

وبالمقابل، أبرز المؤرخ محند أرزقي أهمية إنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية التي تعد مكسبا كبيرا وخطوة جبارة في الإتجاه الصحيح، أملا في أن تتغلب المقاربة العلمية على المقاربة السياسية وأن لا تكون الأكاديمية مجرد هيكل صوري وشكلي للإستهلاك المحلي، وحسبه فإن هناك تسرع في تشكيل هذا المجمع الأمازيغي لأن العامل السياسي هو الذي تغلب، وكان من الأفضل فتح نقاش واسع يشارك فيه إعلاميون وممثلو الأحزاب والمجتمع المدني من أجل الإحاطة بالموضوع، متسائلا في أي إطار سيتم ترقية الأمازيغية؟.
وأوضح أننا ورثنا الأمازيغية بثلاث أبجديات بالجنوب تكتب بأبجدية التيفناغ ومنطقة القبائل تكتبها بالأبجدية اللاتينية، وبعض المناطق تكتبها بالحرف العربي، مؤكدا أن أجدادنا قبل 1962 يكتبون الأمازيغية بالحرف العربي وهناك مخطوطات تثبت ذلك، قائلا:» ورثنا وضعية يجب التعامل معها بعقلانية، ما هو الوعاء التاريخي الذي سنرقيه فيها هل هو وعاء الحضارة الإسلامية الذي عاشت معه الأمازيغية 14 قرنا وأخذت منه الكثير من المصطلحات ثم تمزغت، مشيرا إلى أن لديه كتابا بعنوان: « الأمازيغية، وسؤال الانتماء» يتحدث فيه عن تأثر الأمازيغية باللغة العربية والإسلام.
ويرى ضيف منبر «الشعب» أن الحل لتفادي الإصطدام بين اللغات، ضرورة تأسيس ثلاثة مخابر الأول خاص بالحرف اللاتيني، والثاني خاص بالحرف العربي ومخبر يبحث في حرف التفيناغ، وحسبه فإن أولوية الأولويات هو إنقاذ ما تبقى من الأمازيغية، لأن أجدادنا لم يدونوا تاريخهم لأنهم تأثروا بالإسلام، واحتضنوا اللغة العربية حين تأسيس المماليك استخدموا اللغة العربية كلغة علم وإدارة، لهذا بقيت الأمازيغية لغة شفوية.
داعيا لفسح الساحة للمنافسة العلمية بين الأبجديات الثلاث، كل يكتبها على طريقته وبعد فترة زمنية معلومة، القيام بالتقييم، واختيار الأبجدية ذات الفائدة، مشيرا إلى أنه رفض العضوية في الأكاديمية وكان يرغب في المشاركة في وضع المشروع كونه يعرف الموضوع جيدا، متأسفا لعدم إشراك العديد من الباحثين الأكاديميين الذين هم على دراية أفضل بالموضوع في قائمة المؤسسين للأكاديمية، مثل الحاج محند الطيب الذي ترجم القرآن الكريم، حميد بوحبيب.