طباعة هذه الصفحة

د. بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى

مواعظ الأئمة لا تجد آذانا صاغية و لا قلوبا واعية

عزيز.ب

«اللهفة» وغياب ثقافة الاستهلاك فاقمت ظاهرة التبذير خلال رمضان

أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، أن «اللهفة» تلازم الكثير من الجزائريين، خاصة في مثل هذا الشهر الفضيل رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف المؤسسات التعليمية إلى جانب المساجد وغيرها من المؤسسات الأخرى، مضيفا أن الظاهرة تزداد من سنة لأخرى حتى بالنسبة لميسوري الدخل، والدليل، حسبه ما يحمله عمال النظافة من أمام المنازل وهو ما يوحي بالمبالغة في الإسراف والتبذير.

أضاف غلام الله خلال استضافته في ركن «ضيف الشعب» بأن «اللهفة» ليست السبب الوحيد في تفاقم ظاهرة التبذير والإسراف خلال شهر رمضان بل هناك أسباب أخرى على غرار عدم التحكم في ميزانية البيت وغياب الثقافة الاستهلاكية لدى المواطن الجزائري رغم أن الدين الإسلامي حذر من مغبة التبذير في النعم وبالأخص نعمة الخبز، واستدل بنصوص من الكتاب، لتوضيح موقف الشريعة الإسلامية من سلوك التبذير والتشديد على أهمية التعامل معها بحذر شديد، إذ يقول عز وجل في محكم تنزيله: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا» الإسراء 26-27.  
و يعد سلوك التبذير حسب المتحدث، ذنبا يرتكبه الإنسان دون إدراك له، سواء كان التبذير في الحليب أو الخبز، وذلك حتى وإن كان الفرد أو المجتمع عموما في بحبوحة، إلا أن التعامل بحذر مع نعم الله يبقى بمثابة تكليف شرعي يتوجب على الإنسان المسلم الالتزام به واحترامه، لأن الهدف منه هو ضبط سلوك الجماعات وتنظيم طبيعة استهلاكها بما يخدم مختلف جوانب الحياة حتى الاقتصادية منها.
غلام الله أوضح بأن التبذير خطأ يعاقب عليه الله سبحانه وتعالى عباده، مشيرا أنه بدلا من أننا نربح الأجر ونتصدق بما هو فائض نصبح نرتكب إثما حينما نبذر وهو فائض، شتان بين هذا وذاك، داعيا العائلات إلى ترشيد استهلاكها خلال شهر رمضان وهو ما يجعلها من دون شك  تخفض من ميزانيتها إلى جانب تبني مبدأ القناعة، للحد من تفاقم ظاهرة التبذير والإسراف في الشهر الفضيل وتقنـين ميزانيتها بما يتوافق مع أهدافه.