طباعة هذه الصفحة

أساتذة جامعيون وطلبة يرافعون لإجرائها عاجلا

انتخابات رئاسية قبل انقضاء 2019 ضرورة...والحل في الـ«إي ـ فوت»

فريال بوشوية

 قاطرة المجتمع تقدم حلولا عملية وتضمن مشاركة الجزائريين بقوة  

الذهاب إلى انتخابات قبل نهاية السنة بات ضرورة لاعتبارات سياسية واقتصادية بدرجة أولى، لاسيما وأنه يعول عليها في أن تكون الحل للخروج من الوضع الراهن، والتأسيس لمرحلة جديدة تتميز بإصلاحات جذرية يجسدها رئيس الجمهورية الذي سيختاره الجزائريون، حل ناجع وفق رؤية أساتذة جامعيين وطلبة استضافتهم «الشعب» أمس، طرح ذهب إليه نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح عندما اعتبر استدعاء الهيئة الناخبة منتصف الشهر الجاري تاريخا مناسبا.  
كيف السبيل إلى تنظيم انتخابات رئاسية لا بديل عنها كمخرج للأزمة التي تعيشها الجزائر؟ وكيف يتم كسب ثقة الهيئة الناخبة وتشجيعها على المشاركة بقوة في استحقاق يفرز رئيس جمهورية يتمتع بالشرعية الشعبية لتكريس الإصلاحات؟ الحل موجود بسيط وسهل التجسيد ممثلا في الانتخاب الالكتروني الضامن لشفافية قدمه أساتذة جامعيون اقترحوا إشراك الطلبة في العملية الانتخابية في مبادرة هي الأولى من نوعها.
في الوقت الذي يترقب الجزائريون حلولا للذهاب سريعا للانتخابات الرئاسية من الطبقة السياسية، تم إغفال قاطرة المجتمع ممثلة في الجامعة الجزائرية عموما بأساتذتها وطلبتها، رغم أنهم قدموا حلولا ملموسة وعملية، تضمن مشاركة الجزائريين بقوة  إجراء انتخابات شفافة  تنظيم الانتخابات الرئاسية في أسرع الآجال أي قبل انقضاء 2019، من خلال اعتماد التصويت الإلكتروني بصفة جزئية تضمن الإعلان عن النتائج مباشرة من مكاتب الاقتراع.
وقد اتفق المشاركون في ندوة نقاش احتضنتها «الشعب» أمس فتحت منبرها أمام الأسرة الجامعية، على أن الاستحقاقات الانتخابية بمثابة طوق نجاة، مشددين على ضرورة تنظيمها في أقرب الآجال، آجال لا ينبغي أن تتجاوز السنة الجارية بات ضرورة لتجنيب الجزائر، أي انزلاق من جهة، وليباشر رئيس الجمهورية الذي يختاره الشعب الجزائري الإصلاحات وتجسيد مطالب الشعب من جهة أخرى.

الإعلان الآني عن نتائج الاقتراع

وبعد الإجماع على ضرورة تنظيم رئاسيات في العام 2019، تم طرح إشكالية استرجاع ثقة الناخب في الفعل الانتخابي، لحمله على المشاركة بقوة في اختيار رئيس جمهورية يتمتع بالشرعية الكافية واللازمة لقيادة مرحلة لن تكون بالهينة قياسا إلى المعطيات الاقتصادية، التي تستلزم استقرارا في الشق السياسي في أقرب الآجال للتفرغ إلى الأولويات، والحل موجود حسبهم ولا يحتاج إلا إلى قرار ـ حسبما أكد الأستاذ الجامعي بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا سيف الله بوراوي ـ الذي تحدث عن الانتخاب الإلكتروني أو ما يعرف بــ . « e-vote » .  
واستنادا إلى الأستاذ بوراوي فإنه ورغم أن الذهاب إلى الانتخاب الالكتروني بصفة كلية أمر مستحيل في الوقت الراهن، إلا أنه يمكن الذهاب إليه بصفة جزئية، لكن كيف تتم العملية ؟ الرد بسيط وواضح يكون الانطلاقة من فريق عمل فعال بالاعتماد على الأساتذة والطلبة الجامعيين، على أن تمر العملية بخمس مراحل تكون الانطلاقة من قاعدة المعلومات وهي موجودة حاليا على أن يتم حمايتها واستعمالها لغرض محدد، على أن تتبع بمراجعة القوائم الانتخابية، وترافق الخطوة بالدعم اللوجيستيكي والبشري، وتكون المحطة الموالية يوم الاقتراع وما قبل النهائية عملية الفرز، قبل إعلان النتائج.

لا مجال للطعن في الانتخابات، التكنولوجية تضمن شفافيتها

وردا على سؤال يخص تقنية «e-vote « التي وفي حال اعتمادها تؤشر على مرحلة جديدة تتميز باعتماد التكنولوجيا في العملية الانتخابية، أوضح الأستاذ بوراوي بأنها تظهر في النتائج، فالانتخاب الإلكتروني سيجنب انتظار 24 ساعة للإعلان عن النتائج النهائية، لأن الإعلان سيتم بطريقة فورية وعلى مستوى المكاتب مباشرة بعد انتهاء عملية الفرز، وبالتالي لا مجال للتزوير ولا حتى الحديث عنه، وبالتالي لا مجال أيضا للطعن في الانتخابات التي ستضمن الوسائل التكنولوجية الحديثة شفافيتها.
من جهته، الأستاذ عبد المجيد زعلاني الخبير في القانون الذي حرص على التوضيح أن الجامعة قاطرة المجتمع نحو التقدم، على أن يتحمل رئيس الجمهورية الذي تفرزه الانتخابات مسؤولية تجسيد المشروع الكبير الذي يبدأ من النهوض بقطاع التربية الوطنية، لافتا إلى أن كل هذه الخطوات في حاجة إلى إطار قانوني.
وبرأي ذات المتحدث الذي أعرب عن أمله في الوصول سريعا إلى انتخابات، فإن الأخيرة لا بد أن تؤطر وليس هناك ألف حل لإضفاء الشفافية عليه ـ أضاف يقول ـ والحل الوحيد في هيئة لتنظيم العملية الانتخابية التي ينبغي أن تكون في لب أي حوار في الوقت الحالي، والأمر ليس صعبا ـ حسبه ـ ذلك أنه يمكن إعداد نص قانوني يخص اللجنة دونما الخروج عن الدستور أو التعارض معه يحدد مهامها.

لا مجال للشروط التعجيزية...

وذهب الأستاذ الجامعي نور الدين نصر الله، في نفس الاتجاه مشددا على ضرورة الذهاب إلى انتخابات في أقرب وقت وتحديدا في غضون الفترة المتبقية من هذه السنة على الأكثر، دونما شروط تعجيزية على أن يكون الشعار المرفوع «جزائر حرة مستقلة ..جزائر العزة والكرامة»، مشددا على ضرورة إقحام الجامعة من خلال أساتذتها وطلبتها في الحوار، ليكلل بمقترحات ملموسة.
واعتبر أستاذ علم الاجتماع إدريس بوداود، بأن الاستحقاقات المرتقبة مفتاح وباب النجاة، وجزم الأستاذ في الاقتصاد محمد أوحمنة بأنها وحدها من تعطي الشرعية لرئيس الجمهورية الذي ستفرزه، فيما طرح الأستاذ خروب عدة إشكاليات كيف يكتسب المواطن الثقة في العملية الانتخابية، وهل بإمكان السلطات أن نجري الانتخاب الالكتروني، وكيف يتم مراقبتها في حال اعتماد الطريق التقليدية.