طباعة هذه الصفحة

شهادات وفد فرنسي عائد من مخيمات اللاجئين:

الصحراويون متمسكون بتقرير المصير

حمزة محصول

  الكفاح السلمي التحرري انموذجا

أشاد وفد عن بلدية فيتري سورسين الفرنسية، بالكفاح السلمي للشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير، ونوّه بمكانة المرأة  في المجتمع ومؤسسات الجمهورية الصحراوية، وندّد في المقابل بالحصار الذي يفرضه الاحتلال المغربي على الأراضي الصحراوية.

قالت إيما غابتيبون باشات وفيولان بارون، اللتان أنهتا زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين، أين شاركتا في سباق الماراتون في إطار تخليد الذكرى الـ 44 لتأسيس الجمهورية الصحراوية، ضمن وفود لبلدية فيتري سورسين الفرنسية، أن «الإنسان الصحراوي أنموذج للكفاح السلمي».
وأكدت الناشطتان الفرنسيتان، إعجابهما الشديد بخصال المرأة والطفل الصحراويين بعد الذي وقفتا عليه من «إصرار على  الصمود وعدم الاستسلام»، في الكفاح والمقاومة من أجل التحرر عبر تنظيم استفتاء تقرير المصير.
وقالتا من منبر «ضيف الشعب»، إننا «التقينا بأناس (الصحراويين)، إلى جانب تمتعهم بقدر عال من كرم الضيافة، فهم مقاومون لا يستسلمون، ويصرون على الاستمرار حتى النهاية، (الاستقلال)».
وسمحت الزيارة للوفد الفرنسي، بالتعرف عن قرب ومن الميدان على حقيقة القضية الصحراوية، من خلال الاحتكاك باللاجئين الصحراويين نساء وأطفال، «الذين شرحوا لنا وضعهم وقضيتهم بكل تحضر وسلمية وبكل تضامن فيما بينهم»، تقول إيما غاتيبون.
ومن الاكتشافات التي رسخت في ذهن الوفد الفرنسي، «مكانة المرأة الصحراوية» في المجتمع، إذ تحظى بنسبة معتبرة على مستوى المجالس المنتخبة، والهيئات التابعة للحكومة الصحراوية، التي تدير شؤون الشعب الصحراوي.
وأفادت فيولان بارون، بأنها أعجبت كثيرا، بالمساواة بين الرجال والنساء الصحراويين في العمل السياسي، ناهيك عن الدور الريادي للعنصر النسوي على مستوى الأسرة، مؤكدة أنه أمر ينم عن «ثقافة وتحضر» المجتمع الصحراوي.
وإلى جانب الناشطتين، طالب رئيس الوفد سعيد عموري، المجتمع الدولي بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الصحراوي، قائلا: «رغم التحسن الملحوظ في الشروط الأساسية للحياة في مخيمات اللاجئين، بفضل المساعدات الكبيرة التي تقدمها الجزائر، إلا أن الحكومات مطالبة بتقديم الدعم بشكل مستمر».
وقال لعموري الذي زار المخيمات لأول مرة سنة 2009، أنه لاحظ تطورا في مجال الربط بالطاقة وفتح بعض الطرقات، إلا أن الصحراويين بحاجة إلى مساعدات خاصة في مجال المعدات الصحية والأدوية والأغذية.
مشروع صحي
وأفادت إيما غاتيبون، باعتبارها ممرضة متخصصة في الأمراض النادرة ببلدية فيتري بفرنسا، أن العيادات الموجودة في المخيمات تتوفر على الحد الأدنى من الوسائل، «لكننا لاحظنا النقص الفادح في الأدوية ومستلزمات الأمراض المزمنة على وجه الخصوص».
وفي السياق، كشف سعيد عموري لـ «الشعب»، أنه وبمجرد عودته إلى فرنسا، سيعمل على إطلاق مشروع صحي لفائدة المخيمات، يقوم على إرسال بعثة من الأطباء المتخصصين بشكل  دوري، «يقفون على الوضع الصحي للصحراويين».
ومن شأن الأطباء لفت أنظار المجتمع الدولي، إلى الواقع المزري لشعب أبعد عن دياره منذ أزيد من أربعين سنة، ويكابد ويلات الاحتلال بأبسط الوسائل، يعتبر المتحدث.
الحصار المغربي
ولفت عموري، الذي يتولى تنظيم برامج رياضية تضامنية، لفائدة الشعبين الصحراوي والفلسطيني، إلى سياسة الحصار المنتهجة من قبل المغرب على الأراضي المحتلة، وقال «حاولنا مرارا دخول الأراضي الصحراوية المحتلة ولكن السلطات المغربية ترفض منحنا التراخيص للدخول».
ويشتكي العديد من النشطاء والصحفيين الأوروبيين، من التعتيم الإعلامي المغربي على الأراضي المحتلة، وقال الوفد الفرنسي في هذه النقطة «أن القضية الصحراوية غيبت إعلاميا في فرنسا مقارنة بالقضية الفلسطينية»، وأضافوا أن «كثيرين يجهلون وجود جدار عازل ومعتقلين يتعرضون للتعذيب والتنكيل».
ولم يفوت ضيوف «الشعب»، الفرصة، للإشارة إلى تواطؤ الحكومات الأوروبية وبالأخص فرنسا مع الاحتلال المغربي، لمصالح ضيقة، وقال لعموري « نحن كمجتمع مدني لا نتوقف عن الضغط على الأجهزة التنفيذية، لكنهم يرفضون الاستماع لنا».
ولفت المتحدث إلى وجود تنسيق دائم مع بعض المنتخبين المتضامنين مع القضية الصحراوية، يشغلون مقاعد نيابية على مستوى البرلمان الأوروبي بما يسمح بالمرافعة المستمرة والتعريف بوجود شعب صحراوي يكافح من أجل حقه في تقرير المصير.