طباعة هذه الصفحة

السّفير الصّحراوي لدى الجزائر..خاطري الدوه:

ممتنّـون للجزائــر على مواقفها القوية الداعمة للمبادئ النضالية

فضيلة بودريش

الحـل والمخرج الوحيد هـو تمكـين شعبنـا مـن حقــه في تقريـر مصيره

 الشعـب الصحراوي نجـــح بقـــوة في تثبيـــت قضيتـه

لا فائدة مـن محاولات الالتفـاف علـى الحــق المشروع

القضية الصحراويــة العادلـة لم تغب يومــا عن صفحـات “الشعــب”..وشكــرا للإعلام الجزائـري

 أكّد سفير الجمهورية الصّحراوية بالجزائر، خاطري الدوه، أنّ الشعب الصّحراوي، بعد نصف قرن من الكفاح، نجح في انتزاع الشرعية الدولية كسند قوي لنضاله، مشدّداً على استمرار المسيرة حتى استرجاع الأرض وتحقيق الاستقلال، ومثمّناً دعم الجزائر ودور الجامعة في تعزيز الوعي بالقضية.

نوّه سفير الصّحراء الغربية خاطري الدوه، خلال منتدى جريدة “الشّعب” بمناسبة انعقاد الجامعة الصيفية لجبهة البوليساريو بولاية بومرداس، باستمرار ومواصلة وتواصل طبعات الجامعة الصيفية منذ عقد 12 لقاء في كل ما تحمله، من أجل احتضان عدد من أفراد النخبة الصّحراوية الملتئمة في ولاية بومرداس ولقائها مع نخب من الجزائر، في إطار التفاعل والتعاطي بالكثير من الاهتمام للشأن الصّحراوي، ويهمّ كذلك الجزائر الشقيقة والتعاون معها بقواها الحية وحكومتها عبر المسار الكفاح والنضالي، مجدّدا في نفس السياق امتنانه للجزائر وعرفانه بمواقفها القوية المدعمة للمواقف النضالية.

مسيرة كفاح بهدف الحرية

 كما جدّد السفير الصّحراوي في الطبعة 13 للجامعة الصيفية، تأكيد اللجنة الصّحراوية وولاية بومرداس ومنظمو الجامعة، بأنّ اللقاء يعد فرصة لتسليط الضوء بعمق وتناول القضية الصّحراوية خارج قاعة المحاضرات بجامعة بومرداس، ليتم التعاطي والتعامل معها سياسيا وثقافيا على الساحة الجزائرية، ولأنها كذلك تعد فرصة جوهرية لطرح مستجدّات القضية الصّحراوية بالجامعة، والتي تنعقد تحت شعار “كفاح..تضحية لفرض الحرية والاستقلال”، وعلما أنّ الشعار يحمل مضمونا واضحا وحاسما لتأكيد أنّ القضية الصّحراوية، قضية كفاح ونضال وتضحيات وهو مسار انطلق من أجل الاستقلال والحرية ولن يتوقف إلا عندما تصل مسيرة الكفاح والنضال إلى هدفها النهائي والمتمثل في الحرية والاستقلال.
واعتبر السفير الصّحراوي، أنّ الرسالة التي ينبغي أن يفهمها الجميع اليوم قوية وواضحة بقيادة البوليساريو خاصة أنها من أرض الجزائر، مكة الثوار، مفادها أنه لا فائدة وراء محاولات الالتفاف على الحق المشروع المتمثل في تقرير المصير وتحقيق الاستقلال للشّعب الصّحراوي، سواء تعلّق الأمر بالنظام المخزني أو كل من يحرص الضم والابتلاع، مشدّدا في هذا المقام على ضرورة التعامل مع القضية الصّحراوية على أنها قضية تمسّك وحزم الشعب الصّحراوي والتشبّث بتقرير المصير وتحقيق الاستقلال، ولا فائدة من كل من يحاول هدر الوقت من أجل منع تقرير المصير الذي بذلت من أجله الجهود منذ 1991 من أجل إنهاء مسألة تصفية الاستعمار وتحديد الوضع النهائي للصّحراء الغربية من ضمن 17 إقليما يتواجد ضمن قائمة تصفية الاستعمار. وذكر السفير بأنّ المرحلة حاسمة ومفصلية، على اعتبار أنّ الحل والمخرج يكمن في تمكين الشّعب الصّحراوي من حقه في تقرير مصيره. وفي نفس الإطار سلّط سفير الصّحراء الغربية الضوء على المسار الكفاحي الناصع لشعب بلده المحتل وعلى كل ما يرتبط بالسير في هذا المسار، وكما تناول مجالات هامة من كفاح الشعب الصّحراوي، وكذا المعركة ضدّ نهب الثروات وتجاوزات حقوق الإنسان ووضعيتها في الصّحراء الغربية المحتلة، وإلى جانب النضال اليومي بالمناطق المحتلة في الصّحراء الغربية.

الشرعية الدولية فنّدت مزاعم الاحتلال

 التزم السفير الصّحراوي بمواصلة شعبه الكفاح إلى غاية تحقيق الاستقلال، وأشار إلى أنّ نهاية عام 2025 ومطلع 2026، تحملان محطات مهمة جدّا في مسار كفاح الشعب الصّحراوي، باعتبار أنه بتاريخ 31 أكتوبر المقبل، سيمر 50 عاما على الاجتياح المغربي للأراضي الصّحراوية، ونصف قرن كاملة، تنقضي من تاريخ الاجتياح المغربي البغيض.وأكّد السفير أن مخطّطي الاحتلال ومنفذيه وداعميه، اعتقدوا أنهم سيقضون على الشعب الصّحراوي خلال أسابيع قليلة، فقد استصغر المخزن المغربي الشعب الصّحراوي الصامد، غير أنّ السنون المتوالية أثبتت قوة الشّعب الصّحراوي، وفشل الاجتياح والاحتلال العسكري، وكذا فشل النظام المخزني اللّئيم في فرض الاحتلال. وواصل السفير سرد أهم المحطات التاريخية لكفاح الشعب الصّحراوي، وسجّل أنه بتاريخ 6 نوفمبر القادم، ستمر 50 سنة على إطلاق ما سميت بـ«المسيرة الخضراء” المشؤومة وهي مسرحية ساذجة نظمها المغرب لتغطية الاجتياح، خاصة وأنّ جميع القرارات والشرعية الدولية والعدالة الدولية، تؤكّد أنّ هذه الأرض ليست مغربية، وكل المزاعم تعد بهتانا مبينا.
وينقضي في 16 أكتوبر المقبل - يواصل السفير - نصف قرن على صدور فتوى محكمة العدل الدولية، بعد أن درست الملف بكل تفاصيله، ووقفت على أنه لم يكن هناك علاقات سيادية من المغرب والصّحراء الغربية، وأعادت محكمة العدل الدولية إلى الأمم المتحدة ملف القضية الصّحراوية واعتبرته مسألة “تصفية استعمار”، وزكي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1963 لما سجّلت القضية الصّحراوية على مستوى الأمم المتحدة، ومنح الشعب الصّحراوي الحق الحصري في تقرير مصيره.

محطة مركزية هامة

 وتعود يوم 12 أكتوبر المقبل، الذكرى الوطنية الصّحراوية الخالدة -يقول السفير الصحراوي- وبعد سنتين من الكفاح الصّحراوي، أجمع الصّحراويّون على رفض الاجتياح المغربي ويجنوا للكفاح المستمر، وفي يوم 28 نوفمبر المقبل، سيحيي الشعب الصّحراوي كذلك الذكرى الخمسين لتأسيس المجلس الوطني الصّحراوي، وتأسيسه شكّل محطة مركزية مهمة، على اعتبار أنه بعد هذه الوحدة، انخرط جميع الفاعلين الوطنيّين في صفوف جبهة البوليساريو.
وعقد الصّحراويّون في 28 نوفمبر من نفس العام مؤتمر الحل الذاتي للجمعية، علما أنه جاء ليزلزل وفي مواجهة اتفاقية مدريد وانسحاب اسبانيا من الصّحراء الغربية والاجتياح العسكري المغربي، وبالتالي سقوط رهان الأعداء على هذه الجمعية العامة، لأنه كان يراهن عليها في المصادقة على اتفاقية مدريد المشؤومة، لكن حل محلها المجلس الصّحراوي المؤقت وفي عام 1976 تأسّست الجمهورية الصّحراوية الديمقراطية لتجسيد طموحات الصّحراويّين والحق غير القابل للتصرّف للشعب الصّحراوي.
وحذّر السفير من محاولة الاحتلال المغربي من العودة إلى أوضاع عام 1975، وتكريس الاحتلال الذي فشل فيه، وفرض الأمر الواقع من خلال محاولات قال أنها سخيفة وبالنظر إلى ما يقابله من صمود صحراوي قوي، في وقت حقّق فيه الشعب الصّحراوي مكاسب مهمة، لأنه عمل على تثبيت قضيته وكفاحه عبر الشرعية الدولية بجميع صيغها عبر الأمم المتحدة، وكذلك إفريقيا وعلى مستوى المحاكم الدولية.وأثبت أنّ الحق الحصري للشّعب الصّحراوي وبيده ورقة قوية وثابتة تتمثل في الشرعية وما يقابلها من كفاح مستميت. وخلص السفير الصّحراوي إلى القول إنها جميعها مكاسب تكرّست عبر 50 سنة، كما لم يكتف الشّعب الصّحراوي بهذه المكتسبات، لأنّ الاحتلال فشل في القفز عليها وإلى جانب العلاقات الدبلوماسية الصّحراوية التي تربطها بالمحيط الإفريقي والعالمي والعلاقات الواسعة مع البوليساريو، ممّا أكسب الجبهة الشخصية القانونية للدفاع عن الشّعب الصّحراوي.

فضيحـة المغـرب

 وأقرّ السفير الصّحراوي بالجزائر بأنّ المغرب فشل في فرض الأمر الواقع في محاولة يائسة وبائسة ومثيرة للسّخرية، لأنه يريد فرض واقع لا علاقة له بالقانون وحل غير واقعي، لأنّ صمود الشعب الصّحراوي يؤكّد أنه لا فائدة من الرجوع إلى الوراء، ومحاولة المغرب الذي يستجمع مواقف من هنا وهناك ويحاول فرض الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو فضيحة في ظل القوانين وقرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، ومن يدعمه اليوم كان يدعمه بالأمس لأنه بعد فشل الاستعمار الإسباني استخلف بالنظام المغربي وعلى اعتبار أنّ المخزن موالي للقوى الغربية المتنفذة بالعالم وهذا النظام مهوس بإيديولوجية التوسّع. كما أشاد السفير بمرافقة الجزائر ودعم الدول الصديقة لذا لن تعود حسب تقديره القضية الصّحراوية إلى عام 1975، لأنّ المقاومة الصّحراوية متواصلة على جميع الجبهات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

الشّعب الصّحراوي الوحيد صاحب القرار

 وفي سؤال طرحته “الشّعب” خلال نقاش مستفيض حول كيفية ردّ الشعب الصّحراوي وممثله جبهة البوليساريو، على المخطّط الخبيث الذي يبيته المغرب بهدف تغيير الخارطة الديمغرافية للصّحراء الغربية، تحسّبا لأي استفتاء شعبي قد تنظمه الأمم المتحدة، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية، أوضح السفير الصّحراوي أنّ المغرب، منذ البداية، عمل على ابتلاع عدد من الصّحراويّين الذين عاشوا مدة قرن كامل تحت الاستعمار، وفي نهاية عقد السبعينيات، حاول نقل عدد كبير من المواطنين الصّحراويّين إلى المدن المغربية، من أجل “مغربتهم”، وهي استراتيجية ترمي إلى تغيير ديمغرافي عميق، غير أنّ هذا المخطط فشل، لأنّ الصحراويّين تشبثوا بأرضهم حتى داخل المغرب، وعقب ذلك، حاول المغرب، منذ نهاية عقد الثمانينيات وبداية التسعينيات، إغراء المغاربة بالتوطّن في العيون المحتلة، لكنه فشل في إخماد صوت الشعب الصّحراوي وتوقيف النضال، بعد ذلك، أغرق الصّحراء الغربية بالمخدرات، وهيّأ الظروف التي تدفع الشباب للانحراف من أجل إبعاد الصحراويّين عن ثقافتهم وطبيعتهم..وعبر مسار مع الأمم المتحدة في تحديد الناخبين، عندما حضرت قوائم ناخبين، حاول إدراج مغاربة في قوائم الناخبين، وذهب إلى محاولة إلباسهم اللّباس الصّحراوي، وتلقينهم اللّهجة الحسانية عام 1999.
غير أنّ المغرب تراجع عام 2000، لأنه أدرك أنّ نتيجة الاستفتاء ستكون الاستقلال، وقوائم عام 1999 مازالت موجودة والبصمات مثبتة، ومن السّهل تحديث القائمة، من خلال التحديث السكاني، وليس صعبا تحديث القوائم في ضوء النمو الاجتماعي على مستوى الشّعب الصّحراوي، لكن في الوقت الراهن، ليس للمغرب أي نية في إيجاد الحل، وهو يحاول ابتلاع الصّحراء الغربية.
في 2007 -يقول السفير الصّحراوي- قدّم المغرب مقاربة الحكم الذاتي، بينما قدّمت البوليساريو ثلاثة خيارات تعد ضمن الاستفتاء، وناقش مجلس الأمن القضية، وفي جلسته عام 2012، تأكّد أنّ المقترح المغربي لا يمكن أن يكون قاعدة للحل، بحكم أنه لا ينسجم مع الطبيعة القانونية لقضية الشّعب الصّحراوي، بينما السيادة يحكمها الشّعب الصّحراوي ولا أحد يمكنه أن يحسم في مكانه، وحتى البوليساريو، الممثل الشرعي لا يمكن أن تتفرّد بالقرار دون استفتاء الشعب الصّحراوي والحصول على موافقته.
وسجّل السفير الصّحراوي خاطري الدوه، أنّ القضية الصّحراوية العادلة لم تغب يوما عن صفحات أم الجرائد “الشّعب”، سواء متابعة وتحقيقا وكذا تقديما، وتستمر في كشف مختلف المعطيات المتعلّقة بكفاح الشّعب الصّحراوي على عدة أصعدة، وأشار إلى أنّ اهتمام الجريدة يعكس اهتمام الإعلام الجزائري بكفاح الشعب الصّحراوي، معبّرا عن امتنانه العميق لمختلف المؤسّسات الإعلامية الجزائرية.