نقلوا شهاداتهم عن معاناتهم اليومية في التنقلات

حماية ذوي الهمم.. واجـب الجميـع

علي مجالدي

نظمت أمس الجمعية الوطنية للممرنين في السياقة وممثلين عن السلطات المدنية والأمنية بمشاركة ممثل عن الدرك الوطني والحماية المدنية ووزارة النقل، ندوة تحت عنوان الحث والتحسيس حول معاناة ومأساة فئة ذوي الهمم في الطرقات بمقر “الشعب”، لاسيما وأن عددا كبيرا من هذه الفئة يعاني في صمت ويجد صعوبة كبيرة، في التنقل والعمل والدراسة، في ظل غياب الممرات الخاصة في بعض الأحيان والتي تسمح لهذه الفئة بالتنقل بكل سهولة.

ترى رئيسة جمعية الممرنين في السياقة، نبيلة فرحات، أن فئة ذوي الهمم تعاني بشكل يومي، لاسيما وأن وسائل النقل لا تساعد بشكل كبير هذه الفئة في تنقل سلس وسهل، وتطرقت فرحات لأهم التشريعات التي وضعتها الدولة الجزائرية لحماية هذه الفئة لاسيما القانون 01-14 المؤرخ في 2002 والمتعلق بتنظيم حركة المرور.
ومن فصول هذا القانون لاسيما الفصل الأول الذي تطرق لفئة المعاقين وذوي الهمم خاصة مسألة المركبات الخاصة بهم وحمايتهم في الطرقات واحترام إعاقتهم، كما تطرقت لأهم الاتفاقيات الدولية والتي وقعت عليها الجزائر لحماية حقوق وحريات هذه الفئة في شتى المجالات بما في ذلك توفير شروط نقل محترمة، لاسيما التشريع المعتمد من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاربة كل أشكال التمييز ضد هذه الفئة خاصة الأطفال والنساء واحترام حرياتهم الشخصية وتسهيل حياتهم.
الإعاقة لا تستثني أحدا..
وخلال تدخله في فعاليات الندوة، أكد الرائد الممثل للدرك الوطني، أن الإعاقة والاهتمام بهذه الفئة هي مسؤولية الجميع، لاسيما وأن كل شخص مرشح لا قدر الله أن تصيبه إعاقة بسبب حادث مرور، وفي هذا الإطار قدم أرقاما هامة حول الأربعة الأشهر الأولى للسنة الحالية، حيث تم تسجيل 2..819 حادث مرور ووفاة 880 شخص وإصابة 4.251 شخص وهناك الكثير منهم لا يزال في المستشفى وأصبح معاقا. وحسب الرائد، يبقى العامل البشري هو المتسبب الأول في هذه الحوادث لاسيما الإفراط في السرعة والتجاوزات الخطيرة.
وأكد ممثل الدرك الوطني على ضرورة احترام هذه الفئة من طرف المجتمع لاسيما وأننا نرى باستمرار ممارسات غير مقبولة مثل احتلال الرصيف من قبل التجار والباعة غير شرعيين ما أثر على الناس العاديين في سيرهم فما بالك بأصحاب الهمم الذين يحتاجون في العادة إلى ممرات خاصة وآمنة لقضاء حوائجهم اليومية، كما أكد على ضرورة التحسيس ونشر الوعي المجتمعي فيما يخص الثقافة المرورية خاصة وأن 10 بالمائة تقريبا من الحوادث التي تشهدها الجزائر سنويا، سببها قطع الطرق من قبل الراجلين، دونما أخذ الاحتياطات اللازمة، وهذا ما يستلزم ضرورة تعليم الأطفال قواعد السلامة المرورية في المدارس وإدخالها في المناهج التربوية لتكوين جيل مستقبلي يعي أخطار الطريقة وأن السياقة فن وتربية ومسؤولية مجتمعية.
معاناة يومية..
علاوة على ذلك أكد ناجي بوعزيز رئيس منظمة ذوي الهمم في الجزائر الجديدة على المعاناة اليومية التي يعيشها المعاق، وأن المنظمة تتلقى اتصالات بشكل يومي من شرائح مختلفة من فئة ذوي الهمم، لاسيما ما تعلق بسوء معاملتهم في الإدارات العمومية، أضف الى ذلك صعوبة وصولهم لبعض المكاتب وصعود السلم، وهذا ليس تقصير من الدولة نظرا لصعوبة توفير منشآت متوافقة مع حالة المعاق في كل مكان. أما فيما يخص وسائل النقل الحضري، ناشد السيد ناجي بوعزيز السلطات المعنية بتخصيص مقاعد مخصصة لذوي الهمم لاسيما في وسائل النقل العمومية تتوافق وحالتهم خاصة إذا عرفنا، على حد قوله، أن هذه الفئة حساسة جدا من الناحية النفسية، وأي شعور بالتمييز يؤثر عليها نفسيا لاسيما وأن بعض السلوكيات من قبل سائقي سيارات الأجرة تبقى غير إنسانية حينما يرفض السائق حمل المعاق لأسباب واهية تتعلق بعدم القدرة مثلا على تخزين مستلزمات المعاق مثل الكرسي المتحرك الذي يستخدمه في تنقلاته. وقدمت خلال الندوة شهادات حية لذوي الهمم سردوا فيها معاناتهم اليومية سواء في الطرقات أو وسائل النقل الجماعية، مع التأكيد على أهمية التحسيس بمعاناة هذه الفئة وحمايتها من طرف الدولة والمجتمع لأن الإعاقة لا تستثني أحدا والاهتمام بهذه الفئة هي مسؤولية الجميع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024