طباعة هذه الصفحة

دنيا حجاب وباية رحولي بمناسبة اليوم العالمي للرياضة والمرأة

عمل ميداني متواصل لترقيتها وفتح آفاق جديدة أمام الرياضة النسوية

حامد حمور

رياضياتنــــا تميزن على المستوى الدولي بخبرة واسعة وألقاب عديــــدة

أجواء مميّزة و نقاش شيّق وثري عرفته الجلسة التي استضافت فيها يومية الشعب النجمتين دنيا حجاب رئيسة الجمعية الوطنية لترقية وتطوير الرياضة النسوية والبطلة العالمية والإفريقية في الوثب الثلاثي باية رحولي.. وذلك بمناسبة اليوم العالمي للرياضة والمرأة المصادف للـ24 جانفي من كل سنة .

مسار كل واحدة منهما وطموحاتهما وكذا واقع الرياضة النسوية بالجزائر وآفاقها، كانت من بين المواضيع الرئيسية التي تم التطرق إليها خلال هذا اللقاء الذي تم تسليط الضوء خلاله في أول الأمر عن مسيرة كل واحدة من الضيفتين .
نشاط مكثف و متعدد ...
دنيا حجاب المعروفة بنشاطها المكثف و المتعدد ترأس الجمعية الوطنية لترقية و تطوير الرياضة النسوية حيث كسبت تجربة معتبرة كرياضية في السنوات الماضية  قبل أن تصبح حكمة دولية في الجيدو الى جانب عملها كإعلامية في القسم الرياضي بالتلفزيون الجزائري .. و أشارت دنيا حجاب في هذا الاطار : « خطواتي الأولى في الرياضة كانت في الجمباز  ثم كرة السلة و السباحة بسطيف  حيث أن عائلتي كانت تقطن قرب المركب الرياضي لسطيف و كانت نقطة مساعدة للغاية في هذا الميول للممارسة الرياضية .. وسرت على درب شقيقي و شقيقتي بالتوجه لرياضة الجيدو ..  و عند اختيار طريق المستقبل رجحت الكفة للدراسة أين التحقت بجامعة سطيف في تخصص الأدب الانجليزي  ، و اتجهت إلى التحكيم في الجيدو الذي أشغله بتركيز كبير و شاركت بفضله في العديد من المناسبات الدولية الكبرى .. «
و في المجال الاعلامي أكدت دنيا أنها لم تكن تحلم يوما أنها سوف تمارس هذه المهنة ، لكن ولوعها بالرياضة جعلها تدخل هذا العالم بالتلفزيون الجزائري اين تعمل منذ سنوات عديدة و كسبت مكانة خاصة لدى المتتبعين بفضل تغطيتها للعديد من المحطات الوطنية و الدولية بأسلوب مميّز .. و تقول في هذا الموضوع : « اجتزت الاختبار بنجاح و الذي كان تحت إشراف الإعلامي بن يوسف وعدية ، و واصلت و عملت مع إعلاميين كبار على غرار دريس دقيق  ، مما أكسبني خبرة أكثر في العمل بالقسم الرياضي للتلفزيون «.  
تنظيم  المهرجان الوطني الأول للرياضة النسوية بالجنوب
و بفضل هذا الرصيد المعتبر و معرفة جيدة للميدان الرياضي في الجزائر ، الى جانب الرغبة الكبيرة للمساهمة في إعطاء دفع للممارسة الرياضية النسوية كان ولوج دنيا حجاب للجمعية الوطنية لترقية و تطوير الرياضة النسوية ، حيث قالت : « التراجع الكبير في ممارسة المرأة للرياضة خلال العشرية السوداء دفع الى إنشاء الجمعية الوطنية لترقية و تطوير الرياضة النسوية على مستوى الولايات ..و هذه الجمعية الوطنية أترأسها منذ مارس 2017 .. كنت على مستوى ولاية سطيف و ترشحت لمنصب رئيس الجمعية ليتم انتخابي من طرف الأعضاء بوضع الثقة في شخصي حيث قمنا بعدة نشاطات التي تصب في تطوير الممارسة  و ذهبنا الى  أبعد من ذلك و نسعى لوضع أليات لتشجيع المرأة الماكثة في البيت لممارسة نشاط رياضي .. و تضم هيئتنا 44 جمعية ولائية على المستوى الوطني .. هدفنا تعميم الممارسة من أجل الوصول الى 3 أهداف رئيسية التي تخص أولا اللياقة البدنية ، ثانيا الصحة و في المقام الثالث الوصول الى مستوى النخبة .. و هذه النقطة الأخيرة تأتي من خلال احتكاكنا بمختلف الاتحاديات .. الأمر الذي دفعنا  لإمضاء اتفاقية مع مختلف الاتحادات الرياضية الوطنية  .. كما أن  الوزارة الوصية  قامت بإجبار كل الاتحادات بتواجد العنصر النسوي في المكتب الفيدرالي .. و هذا ما سيساعد عملنا و عمل الاتحاديات في تطوير الرياضة النسوية بالجزائر حيث أننا سنكون على اتصال دائم مع الاتحاديات المختلفة .
و قامت الجمعية بعدة نشاطات خاصة في الجنوب بتنظيم  المهرجان الوطني الأول للرياضة النسوية بالجنوب و ذلك في مدينة .. و قبل شهر من ذلك تم تنظيم تربص خاص بالأيروبيك الذي يسمح للنساء المشاركة في التدريب على المستوى المحلي ، و هو الأمر الذي يفتح لهن أفاقا واسعة في حياتهن .
و عن وضعية الرياضة النسوية بالجزائر أكدت دنيا حجاب : « أن الرياضة الجزائرية تزخر منذ الاستقلال بأسماء لامعة على غرار سكينة بوطمين الى أن وصلنا الى بطلات أولمبيات على غرار حسيبة بوالمرقة التي أهدت الجزائر أول ميدالية ذهبية أولمبية عام 1992 ببرشلونة .. لكن الممارسة الرياضية عرفت تراجعا خلال لعشرية السوداء و انخفضت وتيرتها .. لكن منذ 1999 فتحت أبواب عديدة لإعادة ترقيتها و توسيع الممارسة بإنشاء الجمعية و تم أول نهائي لكأس الجمهورية لكرة القدم النسوية عام 99 بعنابة .. و تنوعت الرياضات التي عرفت نموا فعليا حتى في التتويجات فقد أصبحت المرأة في مراتب متقدمة .. الى جانب الحصيلة المعتبرة لرياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة حيث أن الرياضيات تألقن في المحافل الدولية الكبرى «
و في تدخلها ثمنت دنيا حجاب الدور الكبير الذي تقوم به الاتحاديات ، لا سيما اتحادية كرة القدم التي بوجود منتخبات في كل الفئات العمرية و هناك راضية فرتول التي تتواجد ضمن المكتب الفيدرالي و مسؤولة عن كرة القدم النسوية .. و تعرف كرة القدم النسوية تطورا ملحوظا بالجزائر بوجود 20 فريقا «
 لكن من جهة أخرى تقول حجاب : « من هذا المنبر ألوم بعض النوادي عندما يقدمون طلب الدعم للبرنامج يدخلون الفئتين (الرجال و النساء)  لكن على الميدان نجد الذكور فقط ..لكن عندما يتحدث عن التتويج نرى أن التتويجات النسوية في المنافسات الدولية تكون أكثرها نسائية ..
باية رحولي .. مسيرة  حافلة و ألقاب عديدة
 أما باية رحولي فانها صنعت الحدث من خلال مسيرة ذهبية في اختصاص صعب و هو القفز الثلاثي حيث انها  بطلة عالمية ،  افريقية و نالت عدة ذهبيات في ألعاب البحر المتوسط ..و تقول في هذا المجال : «  دخلت عالم رياضة النخبة  و عمري لا يتجاوز ال 14 سنة .. و كانت أول مشاركة لي خلال الألعاب الافريقية في هراري عام 1995 .. و خضت عدة منافسات دولية كبرى و هي الألعاب الأولمبية و العالمية أخرها في بكين ..
و عبرت باية رحولي عن ارتياحها للمسيرة التي عرفتها في رياضتها المفضلة منذ بداياتها بنادي طليعة باب الوادي بالعاصمة  .. فقد كانت دائما ضمن كوكبة النخبة على الصعيد العالمي في مسيرة عرفت خلالها العديد من التتويجات و أهدت للجزائر ألقاب مميّزة  الى غاية المنافسة الأخيرة و هي ألعاب البحرالمتوسط في مرسين 2013 .. و دخلت البطلة رحولي مجالا جديدا في مسيرتها من خلال عالم التحليل في التلفزة الوطنية و التي تعطي بفضلها التحاليل التقنية المناسبة .. من أجل اعطاء الأفضل للمشاهد من جهة و حماية الرياضي من خلال اعطاء التفاصيل التي يعرفها رياضيو النخبة حول نتائج العدائين و التي تكون جد مهمة للمتتبعين و المشاهدين العاديين .. و بالمقابل فانها تسبعد دخول عالم التدريب في الوقت الحالي بسبب « انعدام الامكانيات» حسبها .. و تقول رحولي : «ضرورة استغلال الخبرة التي تتمتع بها بطلات عالميات لكي تعطي دفعا للرياضة التي مارستها منذ سنوات و الأمثلة عديدة عن البطلات ..إذا لم تكن الإمكانيات لا يمكنني أن أعمل في ألعاب القوى»