طباعة هذه الصفحة

مساهمة فعّالة في إسماع صوت ثورة نوفمبر عبر العالم

حامد حمور

أسمع دوي الثورة التحريرية في كل أرجاء العالم، انه فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم الذي تم إنشاؤه في 13 أفريل 1958 .. و نحتفل بعد أيام قليلة بالذكرى 60 لميلاد هذا الفريق الرمز الذي أعطى دفعا مميّزا لمسار الثورة التحريرية المجيدة بفضل نضاله الرياضي الذي كانت له دلالات كثيرة و أوصل الرسالة النبيلة بطريقته التي كانت فعالة بدرجة كبيرة ، خاصة أنه خاض حوالي 80 مباراة في مختلف أنحاء العالم .
وبهذه المناسبة و الذكرى العزيزة علينا استقبلنا عضوين من هذا الفريق و هما محمد معوش و عبد الحميد زوبا بجريدة الشعب للحديث عن الدور الذي لعبه فريق جبهة التحرير الوطني آنذاك و كذا العمل الفعّال الذي ساهم به كل أعضاء هذا الفريق في تقديم الإضافة الكبيرة لكرة القدم الجزائرية ، باعتبار أن جل الألقاب الدولية و الانجازات التاريخية كان وراءها أعضاء هذا الفريق .. مما يدل على التضحيات الكبيرة و التفاني في العمل و الكفاءة التي أبانها هؤلاء اللاعبين و المدربين لسنوات طويلة في خدمة الجزائر .
الصدى الإعلامي ليوم 13 أفريل 1958
ويمكن القول أن الصدى الإعلامي الذي أحدثته مغادرة اللاعبين الجزائريين للأندية الفرنسية التي كانوا يلعبون لها كان كبيرا .. و كان له وزن لدى الرأي العام آنذاك بتطرق العديد من الجرائد في اليوم الموالي للأمر حيث أن اللاعبين كانوا نجوما في هذه الأندية و مغادرتهم في يوم واحد لها شكّل مفاجأة و تساؤلات عديدة .
و يرى معوش أن يوم 13 أفريل 1958 يعد نقطة محورية في مسار الثورة الجزائرية بفضل “ العمل “ الذي قام به هذا الفريق كسفير للثورة ، بحكم تنقله للعديد من الدول للعب مقابلات مع منتخبات هذه البلدان في قارات أوروبا ، أسيا و إفريقيا .
 بعد تبلور الفكرة حول انشاء هذا الفريق ،  تم الاتصال باللاعبين الجزائريين الذين كانوا ينشطون في الفرق الفرنسية على غرار رواي ، مخلوفي ، زيتوني ، براهيمي ، بوشوك ، كرمالي ، حيث يقول  معوش  في هذه النقطة : “ أن بومزراق خطط للأمر بشكل جيد باعتماده على رزنامة البطولة الفرنسية و تواجد أكبر عدد من اللاعبين الجزائريين في المقابلات في جولة محددة ،  لكي تكون الأمور أسهل لمغادرة التراب الفرنسي و التحول بعدها الى تونس لتكوين فريق جبهة التحرير الوطني حيث أن الدفعة الأولى شملت 11 لاعبا ، لتتبعها دفعات أخرى “.
محطات ساهمت كثيرا في الدعم الدولي للثورة التحريرية
وفبعد الوصول الى تونس تم وضع اللاعبين في ظروف جيدة  و كان الفريق منظما بشكل جيد و يتدرب بانتظام لخوض المقابلات مع منتخبات وطنية في 18 دولة حيث أن المستوى الذي كان يتمتع به عناصر الفريق أذهل كل المتتبعين في تشيكوسلوفاكيا و يوغسلافيا ( سابقا ) ، المجر ، بولونيا ، المغرب ، الأردن ، فيتنام  .. و مازالت الذكريات في أذهان عناصر الفريق ، حيث يقول محمد معوش : “ الإمكانيات الفنية الكبيرة التي كان يتمتع بها لاعبو الفريق و الانسجام الكبير أعطى قوة حقيقية من الناحية الفنية حيث فاز بنتائج كبيرة مع منتخبات قوية آنذاك “ .. كما أن المحطات العديدة ساهمت كثيرا في الدعم الدولي للثورة الجزائرية حسب العديد من المؤرخين .  
و بعد الاستقلال تواصل العمل الكبير لهذا الفريق من خلال نشاط أعضائه في الأندية و المنتخبات الوطنية بدور فني و تربوي بالنسبة للاعبين  حيث قدموا الطريقة الاحترافية في تحضير الفرق ، لتكون الثمار بعد سنوات بارزة في كرة القدم الجزائرية.
ألقاب بالجملة و تكوين أجيال من اللاعبين المميّزين
فالمنتخب الوطني لكرة القدم استطاع أن ينال الميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1975 بقيادة المدرب رشيد مخلوفي و في 1978 الميدالية الذهبية للألعاب الافريقية .. كما أن أول تتويج افريقي على مستوى الأندية كان وراءه المدرب عبد الحميد زوبة حين توج فريق مولودية الجزائر باللقب بفوز تاريخي على نادي حافيا كوناكري الغيني عام 1976 .
وساهم معوش في تأهل المنتخب الوطني الى مونديال 82 باسبانيا حيث كان ضمن الطاقم يضم الى جانب معوش كل من روغوف و سعدان .. وبعد سنوات نال المنتخب الوطني كأس افريقيا للأمم 1990 بالجزائر و هو اللقب القاري الوحيد ل “ الخضر “ لدى الأكابر.
ونال مختار عريبي كأس إفريقيا للأندية مع وفاق سطيف سنة 1988 حيث كوّن فريقا تنافسيا من مستوى عال ... والقائمة طويل بالنسبة لانجازات المدربين الذين تعاقبوا على الأندية و المنتخبات الوطنية
ويمكن القول أن عمل أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني قدم الكثير للكرة الجزائرية ، و في هذا الاطار يمكننا ذكر أن كل اللاعبين القدامى للسبعينيات و الثمانينيات الذين تحدثنا معهم في عدة مناسبات يؤكدون لنا احترافية “ المؤطرين “ الذين ساهموا كثيرا في نجاحهم خلال مسيرتهم الكروية و بلغوا مستويات كبيرة و أبدعوا في الأندية و المنتخب الوطني من بينهم ماجر ، بلومي ، كويسي ، بن الشيخ ، بن ساولة ، ياحي .. هذا الجيل الذي تدرب على أيدي مدربين كبار أعطوا لكل هؤلاء اللاعبين مفاتيح النجاح في الميدان الكروي و الحياة بصفة عامة .
و يواصل اعضاء الفريق الرمز من خلال “ مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني “ المساهمة في تكوين الأجيال الصاعدة بإنشاء مدارس في العديد من الولايات لاكتشاف المواهب اعطاء تكوين قاعدي للأطفال في ميدان كرة القدم .. ليتواصل العمل النبيل لهذا الجيل الذهبي.