طباعة هذه الصفحة

خلفة عبد الرحمان، أستاذ محاضر بجامعة سطيف «02»

مجازر 08 ماي جريمة شنعاء وإحقاق الحق مطلب لابد منه

قسنطينة: مفيدة طريفي

أكد «خلفة عبد الرحمان» الأستاذ المحاضر بقسم التاريخ بجامعة لمين دباغين سطيف «2»، أن جريدة «الشعب» تعتبر السباقة في إحياء المناسبات التاريخية وفي الاهتمام بكل المراحل التي مرّت بها الثورة الجزائرية، واليوم وبمناسبة ذكرى مجازر 08 ماي 1945، التي تعتبر مرحلة حاسمة لتغيير مجرى الثورة الجزائرية.
باعتبارها حدثا تاريخيا متكرّرا، فإن جامعة ولاية سطيف نظمت عديد الأنشطة وموضوعات مختلفة مرتبطة بالحدث التاريخي بعدد من أقسام على رأسها قسم الإعلام والإتصال وكذا قسم الآثار، حيث تمّ استضافة العديد من الأساتذة المختصين بدراسة التاريخ الجزائري، حيث يأتي في هذا اليوم الذي يتم فيه إحياء مجازر 8 ماي، والذي قسمها الأستاذ خلفة إلى ثلاثة جوانب أساسية قانونية، إعلامية وتكوينية اعتمدت تشريح هذه الأحداث التي تعرض لها الشعب الجزائري، والتي شهدتها وعاشتها ولاية سطيف وضواحيها على غرار منطقة عموشة، بني عزيز، وهي مناطق عرفت قوة في طريقة الإبادة التي انطلقت من الريف ثم تدريجيا نحو المدينة لتنتشر وتمسّ كافة الشرائح الوطنية. هذه الأحداث وللأسف لم تأخذ ـ حسبه ـ نصيبها من الدراسة والبحث الكافي وكذا الزخم الإعلامي والقانوني، فتاريخ شعبنا لابد أن يؤخذ من الآن بعدم الحياد والدفاع عنه إلى غاية إحقاق الحق وإظهار الانعكاسات الخطيرة جراء هذه الإبادة الجماعية على الجزائر شعبا ودولة، وهنا لابد من  التعبير عنها بمختلف الطرق والجوانب.
الجانب التاريخي وحسب الأستاذ «خلفة» عن أهمية ضبط الحقائق والأحداث وتوثيقها وتكون موثقة بطريقة مفصلة ودقيقة ليس فقط من أجل الجزائر وأبنائها وإنما للخصم المبيد للإنسانية، ذلك من خلال جمع الشهادات وحصر الضحايا ليليه الجانب القانوني الذي يعتبر مهمة القانونيين لتحديد التوصيف لهذه الجرائم وتوثيقها وتكوين ملفات لتترجم ويتم الدفاع عنها، أما فيما يخصّ الجانب الإعلامي سيما خلال فترة حدوث هذه الإبادة لابد أن يكون عملا ممنهجا بعيدا كل البعد عن الارتجالية والفردية بل يكون عمل شاملا وكاملا والانتقال به ليس بمنطلق تقليدي ومحاورة الذات، بمعنى يجب العمل على إقناع العالم عن طرق كافة المؤسسات الفاعلة وأجهزة الدولة بكل مكانتها الدولية وطاقتها في إخراج جرائم المبيد للإنسانية للعالم وعقاب المسؤول ألا وهو المستعمر، ليأتي بعدها الجانب التكويني والتوعوي أين شدّد من خلاله الأستاذ «خلفة عبد الرحمان»، على أنه يخص الأجيال القادمة التي تعتبر قاعدة المجتمع والذي يكون ـ حسبه ـ من خلال عرض هذه الحقائق التي ينظر إليها في سياق منظومة استعمارية شاملة والتي يمكن أن تعطي انعكاسات مهمة وجديدة وذلك من خلال توثيقها وسردها وتحضيرها للمستقبل وهو ما يعتبر عملا تنسيقيا يشمل كافة الجهات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ويكون أيضا من خلال مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات مجازر 08 ماي والأفراد في العدالة واستغلال القوانين الموجودة والعمل على الانتقال لمرحلة أخرى لإعطاء الاعتبار وعدم النسيان وتكليف المبيد للشعب الأعزل بالاعتراف بجريمته الشنيعة.