طباعة هذه الصفحة

بوعبد الله غلام الله:

المصالحة الوطنية جسدت فكرة “العيش معا في سلام”

حياة كبياش

«المصالحة الوطنية قائمة على فكرة فلسفية تتعلق بكرامة الإنسان، والتعايش مع الآخر مهما كان مختلفا في الرأي”، هذا ما أبرزه بو عبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى من خلال رؤيته لفكرة “العيش معا في سلام” التي أقرتها الأمم المتحدة بمبادرة من الجزائر وخصصت  لها 16 ماي كيوم عالمي.
بنظرته الفلسفية التي عودنا عليها أكد غلام الله، أمس، خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة  “ الشعب”، أن الجزائر التي تنبذ العنف والكراهية عقدت الكثير من  اتفاقيات الصلح و المصالحة والسلام، وجمعت العديد من الفرقاء سواء في البلد الواحد كما هو الحال بالنسبة للبد الشقيق ليبيا أو بين دولتين جارتين كإثيوبيا وإريتريا، مشيرا إلى أن المصالحة في بلادنا “ وضع إنساني عظيم لا مثيل له في التاريخ “.
تناول غلام الله جوانب من موضوع “العيش معا في سلام”، بالرجوع دائما إلى مبادئ  الإسلام  الواضحة في هذا الشأن ، مستدلا بالآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية الشريفة، التي تؤكد أن خلافة الإنسان في هذه الأرض تتعارض مع الحقد والضغينة،  بل العكس تماما ، فهي تقوم على أساس التسامح و التعايش الذي بفضله عم السلام في المعمورة .
وانطلاقا من تصوره هذا، يرى ضيف “الشعب” أن فلسفة العيش معا “عاطفة إنسانية شريفة جدا، تبث الخير، وتحقق الازدهار “، وذكر على سبيل المثال أن فريق العمل الذي تسود فيه الروح المعنوية و تقل أو تنعدم بين أفراده الخلافات، يحقق المعجزات في المشاريع، و هذا ما يجعل قيمة الإنسان تؤخذ من كيفية مساهمته في عملية الإنتاج.
ونبه في سياق ذي صلة على ضرورة إدراك فلسفة العيش معا على أساس التمايز والاختلاف، واحترام الإنسان ككيان وليس كتابع ومطبق للأوامر، موضحا انه يمكن أن تصدر من شخص من أفعال مشينة، “فنكره الأفعال ولا نكره الشخص”، وهذه الفلسفة التي طبقتها الدولة في تعاملها مع مرتكبي الأفعال الإرهابية والإجرامية .
وقد تحقق الهدف من المصالحة  وهو التعايش بسلام بعيدا عن الضغينة والحقد والكراهية، حيث أصبح المعتدي والمعتدى عليه من مخلفات العشرية السوداء، يعملون في مؤسسة واحدة، كما لم يفقدوا مناصب عملهم  ، هؤلاء الذين تاهوا عن جادة الصواب وتورطوا في أعمال إرهابية فعادوا إليها بعد إعلانهم التوبة و تخليهم عن ما كانوا يقترفونه، وقد توفرت لهم الحقوق التي ضاعت منهم، كما خصصت الدولة تعويضات للذين كانوا ضحايا سنوات الدم والدمار التي عاشتها البلاد.
وذكر غلام الله باتفاقيات الصلح بين العراق وإيران التي انعقدت بوساطة جزائرية، مثل  سنة 1975 في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، واتفاق الصلح الذي ابرم بين إثيوبيا وإريتريا بوساطة جزائرية تحت قيادة الرئيس بوتفليقة وذلك عام  2001، بالإضافة إلى العمل الدبلوماسي الهام التي تقوم به الجزائر من اجل التوصل إلى إيجاد حل يرضي جميع الأطراف في ليبيا الشقيقة.