شهدت ولاية الجلفة، خلال السنوات الأخيرة، تطوّرا نوعيا في مشاريع البنية التحتية الرياضية، حيث تمّ إنجاز وإعادة تأهيل عدد من الملاعب البلدية والجوارية في مختلف البلديات والقرى، ولعبت هذه الملاعب الجوارية دورا بارزا في تعزيز النشاط الرياضي وتوفير بيئة ملائمة لاكتشاف وصقل المواهب الرياضية، خاصّة في المناطق النائية. هذه الجهود تأتي ضمن البرامج التنموية التي استهدفت تحقيق توازن جغرافي بين المدن والقرى، بما يعزّز دور الرياضة كرافد للتنمية الاجتماعية والثقافية.
أفادت مصادر مطّلعة بأنّ 35 ساحة لعب جوارية يتم إنشاؤها حاليا في إطار البرنامج التكميلي لرئيس الجمهورية. ويشمل المشروع إنشاء 15 ساحة لعب مجهّزة بالعشب الاصطناعي داخل المركبات الرياضية في 15 بلدية، بالإضافة إلى 20 ساحة لعب أخرى مخصّصة للمناطق النائية موزّعة على 20 بلدية، مع مراعاة التوازن الجغرافي بين البلديات.
وأكّدت المصادر ذاتها، أنّ الأشغال ستنطلق أواخر شهر ديسمبر الجاري، على أن تنجز هذه الساحات في مدّة لا تتجاوز أربعة أشهر.
مدارس كروية لاكتشاف المواهب
أكّد رئيس الرابطة الولائية لكرة القدم بالجلفة، سبع مخلوف، أنّ ولاية الجلفة شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوّرا ملحوظا في إنشاء وتأهيل الملاعب الجوارية والبلدية، ممّا أسهم بشكل كبير في تعزيز النشاط الرياضي واكتشاف المواهب الشابة، خاصّة في المناطق النائية.
وأشار سبع إلى أنّ هذه المشاريع شملت معظم بلديات الولاية، حيث تمّ على سبيل المثال إعادة تأهيل ملعب بلدي في بلدية زكار، حيث تمّ تزويده بعشب اصطناعي، بالإضافة إلى إنشاء ملعب جواري، خلال السنوات الثلاث الأخيرة. كما تمّ تجهيز بلدية الدويس بملعبين، أحدهما بلدي والآخر جواري، وكذلك الحال بالنسبة لبلديتي سيدي لعجال وسيدي بايزيد وقرية سد أم الذروع، حيث استفادت هذه البلديات من ملاعب بلدية وجوارية. وأشار أيضا إلى أنّه تمّ مؤخرا، افتتاح مركب جواري حديث في بلدية المجبارة، الذي يضمّ ملعبا جديدا، يضاف إلى ملعب بلدي وملعبين جواريين في أحياء البلدية.
وأوضح سبع أنّ جميع الملاعب البلدية قد خضعت لعمليات تأهيل تتوافق مع المعايير الرياضية، بما في ذلك تجهيز غرف تبديل الملابس والمدرجات، بينما تمّ تجهيز الملاعب الجوارية، التي أنشئت وفق الكثافة السكانية، بالعشب الاصطناعي لتلبية احتياجات الشباب سواء في الأحياء أو المناطق النائية.
وأشار سبع إلى أنّ الرابطة تشرف على 45 مدرسة كروية لفئة أقلّ من 13 عاما، موزّعة عبر بلديات الولاية. وتهدف هذه المدارس إلى تدريب الأطفال وتنظيم منافسات لاختيار المواهب المميّزة التي يتمّ تصعيدها للعب في الأندية المحلية.
وأوضح أنّ المدارس الكروية التابعة للرابطة تلعب دورا محوريا في صقل المهارات الرياضية للأطفال والشباب.
حيث تعتمد هذه المدارس على حصص تدريبية منتظمة في الملاعب الجوارية، ويتمّ من خلالها تنظيم منافسات محلية لاختيار اللاعبين الموهوبين.
برامج للشباب غير المهيكل
من جهتها، أطلقت مديرية الشباب والرياضة برنامجا رياضيا يستهدف فئة الشباب غير المهيكل، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 سنة، من أجل اكتشاف المواهب الشابة في كرة القدم، من خلال دورات بين أحياء المدن والقرى، وذلك في إطار برنامج وزارة الشباب والرياضة.
وبدأت الفعّاليات بالمرحلة الأولى وهي “المرحلة البلدية”، حيث تمّ تنظيم دورات بين أحياء المدن لتحديد الفرق الممثلة لكلّ بلدية. بعد ذلك، تأهّلت الفرق الفائزة إلى “المرحلة الدائرية”، التي شهدت منافسات مماثلة لاختيار الفرق المتأهّلة من كلّ دائرة.
في المرحلة الثالثة، التي كانت على مستوى الولاية، تنافست فرق من 12 دائرة، وأسفرت النتائج عن تأهّل فريق من عين وسارة للمشاركة في “المرحلة الجهوية” التي أقيمت في ولاية المسيلة. ويهدف هذا البرنامج إلى اكتشاف المواهب الشابة التي لم تتح لها الفرصة للانضمام إلى النوادي الرياضية.
التوازن بين المدن والقرى
بدوره، أكّد مختار ميلودي، مستشار رياضي لدى مديرية الشباب والرياضة بالجلفة، على الدور الحيوي للملاعب الجوارية في استقطاب الشباب غير المهيكل، وهو الشباب الذي لا ينتمي إلى النوادي الرياضية، وأوضح أنّ هذه الملاعب ساهمت بشكل ملحوظ في تخفيف الضغط عن الملاعب والوحدات الرياضية الكبرى داخل المدن، فضلا عن دورها في شغل أوقات فراغ الشباب بممارسة الرياضة.
