آفاق جديدة للتفاوض وترويج المنتجات وتبادل الأفكار والخبرات
أوضح أستاذ الاقتصاد، الدكتور أحمد طرطار، أنّ الجزائر تمثل «قلعة» للتحرّر الاقتصادي بالنسبة لإفريقيا، مبرزا أهمية معرض التجارة الإفريقية البينية في طبعته الأخيرة، من خلال ما وفّره من ترابط تجاري واقتصادي يفضي إلى تأسيس قوة إقليمية على غرار الاتحاد الأوروبي.
أكّد الخبير طرطار في تصريح لـ»الشّعب»، أنّ الجزائر أصبحت قلعة للتحرّر الاقتصادي، بعدما كانت بالأمس قلعة للتحرّر من الاستعمار وقبلة للثوار الأفارقة، في سيرورة متواصلة قوامها حسن الجوار والاستدامة في التعاون مع دول القارّة. ويرى أنّ وجود طريق الوحدة الإفريقية، وفتح الطريق الجديد (زويرات) نحو موريتانيا الشقيقة، كفيل ببعث حركية تجارية واعدة عبر النقل البحري، مشيرا إلى أنّ انتشار الأسطول البحري الجزائري بسواحل عدة دول إفريقية والشراكات القائمة في مجال الطاقة من شأنها إنعاش المبادلات، فيما يمثل بناء مناطق حرّة على الحدود خطوة إيجابية تعزّز انفتاح الجزائر على عمقها الإفريقي.ومن خلال متابعته لمعرض التجارة الإفريقية البينية الذي اختتم منذ أيام، وبالعودة إلى طبعته الأولى بمصر عام 2021، سجّل الخبير طرطار تطورا ملحوظا في المعطيات والاستهدافات، بما يحسّن التبادل ويعزّز التعاون الاقتصادي بين بلدان القارّة، وصولا إلى تحقيق الرفاهية المنشودة.ويعتبر المتحدث أنّ المعرض يفتح آفاقا للتفاوض والترويج للمنتجات وتبادل الأفكار والخبرات، إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا المتاحة وعقد شراكات لتطوير البنية التحتية الإفريقية، بما يحدث نقلة نوعية في مسار التنمية المستدامة، التي تشكّل ركيزة أساسية للنهوض الاقتصادي بالقارّةكما يتوقّع أن يُسهم المعرض في تكثيف الجهود والموارد لتفعيل استغلال الثروات الباطنية التي تزخر بها إفريقيا، وبناء جسور ربط بين الدول عبر منشآت قاعدية للنقل بمختلف أنواعه، دعما للتبادل التجاري. أما القيمة الاقتصادية للمعرض فتتجسّد، بحسب طرطار، في التعريف بالمنتجات والفرص الاستثمارية داخل القارّة، ممّا يمنح دفعا للاستثمار المباشر ويحفّز الاستثمار الداخلي عبر التحفيزات التي توفّرها بيئات الأعمال الإفريقية.
ويخلص الخبير إلى أنّ معرض التجارة الإفريقية البينية، يشكّل أرضية صلبة لإعادة هيكلة الاقتصاد الإفريقي على أسس جديدة، تضمن تحقيق التكامل الفعلي بين الدول وتجاوز الطابع التجزيئي الذي عانت منه القارّة لعقود طويلة. ويرى أنّ هذا المسار، إذا ما تكرّس بإرادة سياسية واقتصادية موحّدة، قد يقود إلى بروز قوة إقليمية متماسكة تمتلك مؤسّسات مالية مشتركة، على غرار بنك مركزي قارّي، بما يسمح بتوحيد أنظمة الدفع والتعامل بعملة موحّدة، الأمر الذي من شأنه تعزيز الثقة في السوق الإفريقية وجعلها أكثر جاذبية للاستثمارات العالمية، في تجربة قد تستلهم ملامحها من النموذج الأوروبي ولكن بروح إفريقية خالصة تستجيب لخصوصيات القارّة وتطلّعات شعوبها.





