تشق قوارب “أسطول الصمود العالمي” أمواج البحر الأبيض المتوسط في طريقها إلى غزة متحدية الحصار والتهديدات الصهيونية، وعلى متنها رسالة إنسانية تتجاوز الحدود والسياسة.
أكثر من 50 قاربًا تحمل ناشطين من مختلف دول العالم، جمعهم هدف واحد، كسر الحصار الصهيوني المفروض على غزة وفتح ممر إنساني للفلسطينيين المحاصرين فيها.
وفي حديث للصحافة، قالت الناشطة الإسبانية المشاركة في أسطول الصمود العالمي، أليخاندرا مارتينيز، إن معنويات الجميع مرتفعة، وأن هناك تصميما على تحقيق الهدف الإنساني المنشود.
وأشارت مارتينيز إلى أن غاية الأسطول هي فتح ممر إنساني للفلسطينيين في غزة وكسر الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ أكثر من 18 عاما على القطاع.
وذكرت أن الأسطول، الذي يبحر في البحر المتوسط، “تعرض ليلة 23 سبتمبر الجاري لهجوم من قبل طائرات مسيّرة صهيونية”.
وأضافت: “كان أول هجوم قد وقع صباح 8-9 سبتمبر في تونس، أما الهجوم الأخير فكان الأعنف والأخطر حتى الآن، حيث بدأ حوالي الساعة 11 ليلا، وشاهدنا أكثر من 15 طائرة مسيّرة، وقبيل منتصف الليل سمعنا انفجارات”.
وتابعت: “على الأقل اكتشفنا هجوما كيميائيا على أحد القوارب، والهدف من هذه الهجمات هو بث الخوف بين المشاركين في الأسطول، وشن حرب نفسية تدفعنا للعودة دون إتمام مهمتنا، إضافة إلى استهداف القوارب الصغيرة من نوع اليخوت لإلحاق الضرر بأشرعتها ومنعها من مواصلة الطريق”.
من جانبها، قالت الناشطة الإسبانية أليسيا أرمستو، إن المشاركين في الأسطول مستعدين لاحتمالات التدخل الصهيوني، ولديهم رؤية واضحة جدا حول إمكانية حدوث ذلك.وأكدت أرمستو أن الأسطول يضم مواطنين من 44 دولة وأن مهمته سلمية بحتة.
وأضافت: “أول رد فعل من طرفنا (في حال التدخل الصهيوني) سيكون تهدئة الوضع وإظهار سلميتنا دائما. نحن لم نأتِ هنا للقتال، بل نريد ببساطة فتح ممر إنساني”.وصباح الأحد، أعلن “أسطول الصمود” العالمي، عبر منصة “فيسبوك” الأمريكية، أنه بات على بُعد نحو 825 كيلومترا فقط من قطاع غزة، فيما حلقت طائرتان مسيرتان فوق سفنه في تهديد دون تسجيل هجوم.
وسبق أن مارس الكيان الصهيوني، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولى عليها ورحّل الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة.
وكانت قناة صهيونية رسمية أكدت أمس الأول أن الكيان الغاصب يستعد للسيطرة على سفن أسطول الصمود، وجهّز فرقة كوماندوس من الجيش للتعامل مع الأسطول.
وستكون الخطوة المرتقبة بمثابة تكرار لسيناريو السفينتين مادلين وحنظلة، اللتين ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني بحقهما قرصنة في جوان، وجويلية الماضيين على التوالي.



