يتخبط فريق اتحاد العاصمة في أزمة نتائج حادّة منذ انطلاق الموسم الكروي (2025 – 2026)، حيث لم يتذوق أصحاب الزّيّ الأحمر والأسود طعم الفوز في بطولة الرابطة المحترفة الأولى، سوى في مواجهة وحيدة من أصل 5 لقاءات خاضها الفريق، الأمر الذي جعل أنصار الاتحاد يتخوّفون على مستقبل فريقهم.
يواصل فريق اتحاد العاصمة مسلسل إهدار النقاط بملعبه، بعدما فشل في معانقة الفوز في ثلاث مباريات متتالية أمام جمهوره، واكتفى منذ انطلاق الموسم بالفوز على نادي أتليتيك بارادو بهدف دون رد، الأخير الذي انهزم في 5 لقاءات، وتعادل في خرجته الأولى بالموسم الكروي خلال تنقله إلى الشلف، لمواجهة الجمعية المحلية بملعب محمد بومزراق.
يعاني أبناء سوسطارة مع انطلاق الموسم الكروي الجاري من العقم الهجومي، حيث تمكن الفريق من التسجيل في ثلاث مناسبات فقط، أين بلغ الجناح الأيمن أحمد خالدي شباك نادي بارادو في الجولة الثانية في (د 46)، وتمكن الجناح الأيسر العائد من الإصابة سيد أحمد غناوي من التعديل للاتحاد أمام اتحاد خنشلة في (د 75)، في اللقاء الذي استقبل فيه الفريق بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، بالإضافة إلى بلوغ الظهير الأيمن ريان عبد المجيد محروز شباك فريق مولودية البيض الإثنين المنصرم في (د 90 + 4) بملعب عمر بن رابح بالدار البيضاء، لكن هدفه لم يكن كافيا لتحقيق الفوز بما أن الزوار تمكنوا من التعديل في (د 90 + 7).
يعود العقم الهجومي الذي يعاني منه فريق اتحاد العاصمة مع انطلاق الموسم الكروي، إلى غياب عناصر قادرة على صنع الفارق أمام المرمى، حيث لم يتمكن الوافد الجديد من فريق تيرانا الألباني، اللاعب إيمانويل إيرنست، من تسجيل هدفه الأول بألوان الفريق، في حين أن المهاجم الحر رياض بن عياد يواصل عروضه المتواضعة مع الاتحاد منذ الموسم المنصرم، أين لم يتمكن من تسجيل هدفه الأول هو الآخر لحد الآن، بالرغم من أنه خاض الجولات الأربع الأولى أساسيا، كما أن الجناح الأيمن حسام الدين غشة والشاب ضياء الدين مشيد، رفقة الوافد الجديد من فريق اتحاد الحراش الجناح الأيسر محمد بودربالة، والجناح الأيسر خالد بوسليو لم يتمكنوا من جلب الإضافة المرجوة منهم مع انطلاق الموسم الكروي الجديد، كما أن المتألق سيد أحمد غناوي عائد من إصابة خطيرة، تعرض لها في الجولة الثالثة من بطولة الرابطة المحترفة للموسم المنصرم، ويعود تدريجيا إلى الميادين بسبب غيابه الطويل عن المنافسة الرسمية.
متاعب المدرب الجديد القديم لفريق اتحاد العاصمة، عبد الحق بن شيخة، تضاعفت مع انطلاق الموسم الجديد بعد عودة عناصر الفريق الأساسية الذين كانوا متواجدين رفقة المنتخب الوطني للمحليين، لخوض نهائيات البطولة الإفريقية للأمم «شان 2024» الماضية، حيث عاد إلى الفريق 5 عناصر يتعلق الأمر بكل من سعدي رضواني وضياء الدين مشيد، الذين لم يلعبوا أي دقيقة منذ انطلاق منافسة «شان».
وخاض الظهير الأيسر إلياس شتي الذي لعب مواجهتي الدور الأول أمام منتخبي أوغندا وجنوب إفريقيا، قبل أن يقرّر الناخب الوطني مجيد بوقرة وضعه على دكة الاحتياط بسبب تراجع أدائه البدني، في حين أن القائد آدم عليلات لعب المباريات الأربع من المنافسة القارية، وخاض مواجهة الداربي أمام مولودية الجزائر، ويغيب منذ ذلك اللقاء بسبب معاناته من إصابة على مستوى الغضروف.
قرّر المتألق مهدي مرغم الذي كان يعتبر أحد العناصر القوية بالنسبة للمدرب السابق محمد لاسيت، الرحيل عن الفريق بعد نهاية منافسة «شان»، ليلتحق بفريق شبيبة القبائل، في حين أن الوافد الجديد على الفريق زكريا دراوي الذي لم يتمكن من فرض نفسه الموسم المنصرم بفريق مولودية الجزائر، والتحق بالفريق الجار بعد نهاية مرحلة التحضيرات التي تزامنت مع نهاية «شان»، وينقصه انسجام مع زملائه فوق أرضية الميدان.
في ذات السياق، لم يتمكن اللاعبون الأجانب الذين انتدبتهم إدارة النادي خلال سوق التحويلات الصيفية المنصرمة، من جلب الإضافة المرجوة منهم، حيث انتقد الجمهور بشدة مستوى المدافع المحوري الكاميروني واللاعب السابق لنادي سيمبا التنزاني شي مالون الذي لم يتمكن لحد الآن من خلافة الكونغولي كيفين مونديكو المتنقل إلى النادي الصفاقسي التونسي، كما أن صانع الألعاب السنغالي إيمي تاندينغ عجز هو الآخر من إبراز قدراته الفنية، فيما أن المهاجم إيمانويل إيرنيست يبدو غير جاهز للعب أساسيا ومنافسة رياض بن عياد.
أحد أسباب ظهور رفقاء القائد أسامة بن بوط بوجه شاحب مع انطلاق الموسم الكروي، هو أن الفريق يتواجد في وضعية حرجة عند استقبال منافسيه، أين استقبل غريمه مولودية الجزائر وكذا فريق اتحاد خنشلة بملعب مصطفى تشاكر، ليتم توجيه عقوبة على الفريق بسبب شجار الأنصار فيما بينهم خلال لقاء اتحاد خنشلة، الأمر الذي جعل إدارة الفريق تغير ملعب استقبالها إلى ملعب عمر بن رابح بالدار البيضاء.
يبدو أن فريق اتحاد العاصمة سيعاني بعض الشيء هذا الموسم، خصوصا في الشقّ الدفاعي كون الفريق يعاني نقصا في منصب المدافع المحوري، بتواجد ثلاثة لاعبين محوريين فقط بالفريق، بعد رحيل مونديكو وصفيّ الدين عثامنية إلى نادي أتليتيك بارادو، أين وجد بن شيخة صعوبة في تكوين دفاعه أمام مولودية البيض، بسبب تلقي شي مالون بطاقة حمراء أمام شبيبة الساورة، فاضطر إلى إقحام الظهير الأيمن سعدي رضواني في محور الدفاع، وإشراك الشاب محروز على الرواق الأيمن كحل ترقيعي، ليأتي هدف التعديل في الأنفاس الأخيرة من المواجهة بسبب خطأ فادح من القائد سعدي رضواني.
ينتظر أن تزداد مهمة المدرب عبد الحق بن شيخة تعقيدا مع مرور الجولات، ودخول الفريق في غمار منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أين سيكون الجهاز الفني أمام حتمية إيجاد حلول سريعة لإعادة الفريق إلى السكة الصحيحة خلال الجولات المقبلة، لمحاولة إنهاء مرحلة الذهاب في أحد المراكز الثلاثة للتنافس على اللقب قبل فوات الأوان.
تجدر الإشارة أن فريق اتحاد العاصمة فقد عشرة من لاعبيه خلال سوق التحويلات الصيفية المنصرم، يتعلق الأمر بكل من (لعمارة، بن معزوز، طوال، نعماني، كالاب، مونديكو، موسى علي، شيتة، أداليد، مرغم)، وقام بانتداب ستة لاعبين لم يتمكنوا من الظهور على الأقل بمستوى اللاعبين المغادرين.






