قبل أسبوع من دخول حرب الإبادة على غزة عامها الثالث، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الصهيوني في البيت الأبيض، أمس الأول، أنه بات “قاب قوسين أو أدنى” من إنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
وعدّد ترامب، في المؤتمر نفسه، أبرز بنود خطته لإنهاء الحرب، مطالباً حركة حماس بقبولها بعدما عبّر رئيس وزراء الكيان عن دعمها.
وفي حين نقلت الأنباء تسليم “خطّة العشرين نقطة” لمفاوضي حركة حماس التي أوردت بأنها ستدرسها بحسن نية وترد عليها، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة إنّ الخطة وصفة لتفجير المنطقة، محذراً من أنّ الاحتلال يحاول أن يفرض عبر الولايات المتحدة ما لم يستطع تحقيقه بالحرب.
أما السلطة الفلسطينية فرحّبت بما اعتبرتها “جهوداً صادقة وحثيثة” للرئيس الأمريكي لوقف الحرب على غزة، وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا): “ترحّب دولة فلسطين بجهود الرئيس دونالد ترامب الصادقة والحثيثة لإنهاء الحرب على غزة، وتؤكّد ثقتها بقدرته على إيجاد طريق نحو السلام. كما تشدّد على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في تحقيق السلام في المنطقة”.
دعـم عربـي ودولـي للخطـة
وسارعت دول عربية وإسلامية وغربية إلى الإشادة بخطة الرئيس الأمريكي، حيث رحّب وزراء خارجية كلّ من قطر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية ومصر “بالدور القيادي للرئيس الأمريكي وجهوده الصادقة الهادفة لإنهاء الحرب في غزة، وتكثيف المساعي لإيجاد طريق للسلام”.
وشدّد الوزراء، في بيان مشترك، على “أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة”، ورحّبوا “بإعلان الرئيس ترامب عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضمّ الضفة الغربية”. وأكد الوزراء “استعدادهم للتعاون بشكل إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لإنجاح الاتفاق وضمان تنفيذه”.
ترحيــب أوروبــي
بدورهم، رحب زعماء ومسؤولون أوروبيون، بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، وفي هذا الصدد، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، عن ترحيبها بخطة السلام التي طرحها ترامب، داعية كافة الأطراف لاستغلال هذه الفرصة والموافقة على الخطة.
من جهته، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخطة ترامب لوقف الحرب في غزة، وإطلاق سراح الأسرى، وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، في بيان، إن خطة ترامب تعتبر فرصة استثنائية من أجل إنهاء الحرب المروعة في غزة.
وفي هولندا، قال رئيس الوزراء ديك شوف، إنه “مع خطة ترامب باتت نهاية الحرب في غزة ممكنة”.
نفس الموقف عبّر عنه كل من رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيس الوزراء البرتغالي لويس مونينغرو والإسباني بيدرو سانشيز والبريطاني كير ستارمر الذي أعلن دعم بلاده لخطة ترامب بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
من جهته، صرّح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للصحافة بأنه متفائل للغاية بشأن فرص نجاح خطة ترامب، مشيراً إلى أنه لا تزال هناك تفاصيل لم تُحسم بعد.
تدفّــق متواصل للـــدم الفلسطينـي
ورغم هذه التطورات الدبلوماسية وحالة الترقب لمسار خطّة ترامب، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه لمختلف مناطق قطاع غزة المحاصر وذلك بالموازاة مع توغله برياً في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة، واستمراره في نسف وتفجير المباني والمنشآت السكنية بتلك المناطق ضمن مساعيه لاحتلال المدينة وتهجير الفلسطينيين منها.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة، أمس، باستشهاد 43 فلسطينيا، بينهم 15 من طالبي المساعدات في غارات على مناطق عدة بالقطاع، في حين تراجعت آليات الاحتلال من شارع الجلاء وسط مدينة غزة.
واستهدفت هجمات الاحتلال منازل مأهولة وخيما تؤوي نازحين في مناطق متفرقة بالقطاع.
كما قال مجمع الشفاء الطبي إن “طفلا توفي في مدينة غزة بسبب سوء التغذية ونقص العلاج، لترتفع وفيات التجويع الصهيوني إلى 453 بينهم 150 طفلا.



