أفادت المكلفة بتسيير مديرية الثقافة لولاية جانت بهية بوسدي، بأن المهرجانات الفنية في الجزائر تشكّل أكثر من مجرد فضاءات للاحتفال والإبهار الجمالي، فهي منصات استراتيجية للتعريف بالصناعات الإبداعية والترويج لها، فضلًا عن دورها في تنشيط الدورة الاقتصادية وتعزيز الروابط الثقافية بين مختلف مناطق الوطن.
أوضحت بهية بوسدي في تصريح لـ«الشعب” أن المهرجانات الفنية “بحد ذاتها فضاءات تعرض فيها جميع الإبداعات الصناعية والفنية، وتوفر للمبدعين والحرفيين فرصة للتعريف بإنتاجاتهم أمام جمهور واسع، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم وصقل أعمالهم، إلى جانب خلق جسور للتعارف والاحتكاك بين مختلف التجارب”. وأضافت أن هذه التظاهرات “تفتح المجال لاكتشاف إبداعات جديدة تعكس التنوع الثقافي الجزائري وتبرز خصوصيات العادات والتقاليد المحلية”.
وعن مدى مساهمة هذه التظاهرات في الترويج للصناعات الإبداعية، أكدت بوسدي أن المهرجانات “تعمل على إبراز الإبداعات الصناعية التي يتفنن فيها الحرفيون والفنانون على حدّ سواء، وهو ما يسهم بشكل مباشر في تعريف الجمهور بها وتوسيع نطاق انتشارها”. وترى أن التبادل الثقافي الذي تتيحه هذه اللقاءات “يشكل بدوره وسيلة مهمة للترويج، بما أنه يعرّف الحضور على خصوصيات جديدة ويعزز فرص التعاون والإنتاج المشترك”.
أما فيما يتعلق بكيفية استغلال المهرجانات الفنية لتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي، فقد شدّدت بوسدي على أن هذه الفضاءات “تستقطب السياح والزوار، وهو ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي من خلال تنشيط مختلف الخدمات المرتبطة بالضيافة والإيواء والمطاعم والنقل”. وأبرزت أن وجود معارض تجارية موازية للفعاليات “يتيح فرصًا للتسويق المباشر وجمع إيرادات عبر المبيعات والعروض، ما يخلق فرص عمل جديدة في مجالات متنوعة، ويساهم في تقليص نسب البطالة”.
وتابعت قائلة: “يمكن استغلال المهرجانات بتنظيم معارض متنوعة على هامشها، بما يتيح للعارضين عرض منتوجاتهم الصناعية الإبداعية وفق معايير الجودة والاتقان، وهو ما يعزز ثلاثية العرض والطلب والجودة، ويحفز المبدعين على تطوير إنتاجاتهم لمواكبة رغبات الجمهور”.
وختمت بوسدي بالقول إن تنوع المهرجانات على امتداد التراب الوطني يعكس ثراء الثقافة الجزائرية وتعدد عاداتها وتقاليدها، مؤكدة أن هذا التنوع “يساعد على تعزيز التبادل الثقافي وترسيخ الروابط بين مختلف مناطق الوطن، في انسجام تام بين البعد الفني والإبداعي والبعد الاقتصادي”.، “وبذلك تظل المهرجانات الفنية رافدًا استراتيجيًا لدعم الصناعات الإبداعية في الجزائر وتعزيز حضورها محليًا ودوليًا”، تقول المتحدثة.





