تمكن فريقا مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، من اقتطاع تأشيرة العبور للدور التمهيدي الثاني، لمنافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، بعدما أبعدا من طريقهما أف. سي فاسيل الليبيري وبيبياني غولد ستارز الغاني.
واصل ممثلا الكرة الجزائرية، مولودية العاصمة وشبيبة القبائل مغامرتهما في منافسة رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، بعدما تجاوزا الدور الأول دون عناء، وحققا نتائج باهرة في لقاء الإياب بالجزائر، ليعبروا إلى الدور الثاني الذي سيعرف دخول كل الفرق المشاركة بالمنافسة.
أطاح بطل النسختين الماضيتين لبطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم مولودية الجزائر بضيفه نادي فاسيل الليبيري، خلال مواجهة الإياب التي احتضنها ملعب علي عمّار المدعو علي لابوانت بالدويرة بثلاثية نظيفة، بعدما انتهت مباراة الذهاب بنتيجة التعادل السلبي، ليواصل العميد مغامرته القارية بثبات، بعدما غادرها الموسم المنصرم من الدور ربع النهائي أمام فريق أورلاندو بايراتس الجنوب إفريقي بمرارة كبيرة، هو الذي سيطر على مواجهتي الذهاب والإياب، دون تجسيد الكم الهائل من الفرص المتاحة، وأقصي بأقل النتائج بمجموع اللقاءين بنتيجة (1 – 0) من لقطة وحيدة صنعها وسجلها المنافس بملعب 5 جويلية الأولمبي.
دخل العميد منافسة هذا الموسم وعينه على بلوغ دور أبعد من الموسم المنصرم، وبلوغ المربع الذهبي على الأقل في النسخة الحالية لأعرق منافسة قارية، مثلما أكد ذلك المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا بعد نهاية مواجهة فاسيل بقاعة الندوات، أين قال بالحرف الواحد: «الإدارة حددت لي هدف القيام بمسيرة أفضل من تلك المحققة الموسم المنصرم في المنافسة القارية، وأنا هنا من أجل تحقيق ذلك».
تأهل أصحاب الزي الأخضر والأحمر إلى الدور الثاني التمهيدي لم يكن سهلا كما يتوقعه البعض، حيث وبالرغم من الفوز في لقاء الإياب بثلاثية نظيفة، إلا أن الفريق ضيع كما هائلا من الفرص السانحة للتهديف في المواجهتين، ولم يتمكن من العودة بالزاد كاملا من تنقله إلى مونروفيا، الأمر الذي يؤكد بأن العاصميين لا يزالون يعانون من انعدام ثقافة الفوز بأدغال إفريقيا، بسبب الخوف من الهزيمة وقلة الثقة في النفس قاريا، وهو ما يفسر عدم تجسيد الفرص المتاحة، بالإضافة إلى وجود مشكل غياب النجاعة الهجومية أمام المرمى، ما يؤكد بأن الفريق إذا لم يتطور أكثر في المباريات المقبلة سيعاني عند مواجهة فرق كبيرة قاريا في مواجهات مغلقة التي تكسب فيها المباريات من أنصاف الفرص.
بدأ فريق مولودية الجزائر الموسم الكروي (2025 – 2026) باحتشام كبير، بعدما سجل 7 أهداف من أصل 5 مقابلات خاضها محليا وقاريا، الأمر الذي يفسر البداية الصعبة للمولودية في بطولة الرابطة المحترفة، حيث سجل تعادلا سلبيا في الداربي أمام اتحاد العاصمة ضيع خلاله على الأقل 3 أهداف محققة، كما عانق الفوز في مناسبتين متتاليين أمام أولمبيك أقبو (1 – 0) بملعب الوحدة المغاربية ببجاية، وضد مولودية وهران بنتيجة (3 – 2) بالدويرة.
كولومب الكاميروني منافس المولودية المقبل
سيواجه عميد الأندية الجزائرية خلال الدور التمهيدي الثاني، فريق كولومب الكاميروني بملعب أحامادو أهيجو بياوندي بعد أسبوعين من الآن، وتحديدا بتاريخ 17 أكتوبر المقبل، أين سيلعب ضد منافس عنيد أقصى نادي جاراف السنغالي، الذي واجه الموسم المنصرم فريق اتحاد العاصمة في دور المجموعات لمنافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية، وأسال العرق البارد لرفقاء القائد سعدي رضواني، حيث تعادلا سلبا في موقعة الذهاب بداكار، وفاز الاتحاد بثنائية نظيفة في لقاء الإياب بملعب 5 جويلية الأولمبي لحساب الجولة السادسة والأخيرة.
سيكون المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لفريق مولودية الجزائر، الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، قد نجح في تحسين المردود العام للفريق وتطوير أداء اللاعبين أكثر فوق الميدان عند ملاقاة ممثل الكرة الكاميرونية، هو الذي لم يعمل مع كامل المجموعة خلال فترة التحضيرات لإنطلاق الموسم، بسبب كثرة الإصابات واللاعبين المتواجدين رفقة المنتخب الوطني للمحليين في نهائيات البطولة الإفريقية للأمم «شان 2024».ستخوض المولودية مواجهتين إضافيتين على الأقل في بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم أمام فريقي ترجي مستغانم وأتليتيك بارادو، لحساب الجولتين السابعة والثامنة على التوالي، بملعب علي عمار المدعو علي لابوانت بالدويرة، بحسب ما هو مقرر من قبل الرابطة المحترفة، وهو ما سيكون في صالح موكوينا لضبط الأمور التكتيكية، خصوصا أن مدرب المولودية لا يزال يكتشف في إمكانيات لاعبيه، ويجربهم في أكثر من منصب للفصل في خياراته النهائية للمباريات وضبط نهجه التكتيكي، هو الذي يفضل لعب الهجوم طوال أطوار اللقاء، وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف في المباريات لتوفير الفرجة والمتعة للاعبين.
استرجاع اللاعبين المصابين واندماج الجدد
سيكون فريق مولودية الجزائر أقوى خلال الدور التمهيدي الثاني من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، حيث سيتمكن الوافد الجديد على الفريق الجناح الأيمن زين الدين فرحات من فرض مكانته الأساسية في الفريق، هو الذي يتجه بخطى ثابتة نحو إبقاء زكريا نعيجي على دكة الاحتياط في المباريات المقبلة، بعد خرجاته الثلاثة الأخيرة التي خاضها بديلا وكانت موفقة، والتي أكد خلالها بأنه لاعب يمكنه جلب إضافة كبيرة للفريق في الخط الأمامي في ظل عدم عودة نعيجي الى مستواه منذ الموسم المنصرم، بالإضافة إلى اندماج متوسط الميدان الهجومي الحسن بانغورا، أكثر مع زملائه فوق المستطيل الأخضر، وهو ما قد يجعل المولودية أكثر خطورة في الشق الهجومي.
كما أن عودة هداف الفريق الأول الموسم المنصرم محمد ساليو بانغورا مرتقبة خلال لقاء الإياب بالجزائر، وهو ما سيكون أمرا مهما بالنسبة للفريق، قصد مساعدته على ضمان التأهل، أمام فريق لم يخض بعد مباراته الأولى في الدوري الكاميروني، بما أنه لم ينطلق بعد، وهو ما سيكون في مصلحة العميد، في حين أن الوافد الجديد إسحاق طلال بوصوف سيكون جاهزا بعد مرحلة التوقف الدولي، ويمكن للجهاز الفني الاعتماد عليه بداية من مواجهتي كولومب، وهي كلها معطيات تصب في مصلحة المولودية، لاقتطاع ورقة التأهل إلى دور المجموعات، ودخول غمارها بقوة لبلوغ أهداف الإدارة والأنصار.
شبيبة القبائل .. دخول موفق للمنافسة القارية
من جانبه فريق شبيبة القبائل وصيف بطولة الرابطة المحترفة الأولى للموسم الكروي المنصرم، حقق دخولا موفقا في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، حيث تمكن في لقاء الذهاب أمام نادي بيبياني غولد ستارز الغاني، العودة من العاصمة الغانية أكرا بفوز بهدفين نظيفين بملعب أوهيني جان، ليمطر شباك منافسه بخماسية كاملة في لقاء الإياب، خلال سهرة كروية شيقة احتضنها ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو.
أعاد الفوز الذي حققه رفقاء القائد رياض بودبوز خلال تنقله إلى غانا لمواجهة نادي بيبياني الفريق إلى سكته الصحيحة، بعدما تمكن اللاعبون من التحرر من الضغط الذي عاشوه مع بداية الموسم الكروي الجاري، أين حقق بعدها «الكناري» أول فوز له في بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم أمام ترجي مستغانم العنيد بنتيجة هدف دون رد، ليقسوا على بيبياني في إياب الدور التمهيدي الأول، ويفوز عليه بخماسية نظيفة، جعلت الشبيبة تضمن تأشيرة العبور إلى الدور المقبل بالنتيجة والأداء.
تألق الشبيبة في ذهاب الدور التمهيدي الأول، جعل لاعبيه يتحررون كليا بتسجيلهم ثمانية أهداف كاملة خلال 3 مواجهات، هم الذين سجلوا ثلاثة تعثرات في بداية بطولة الرابطة المحترفة، أمام كل من نجم بن عكنون (1 – 1) وأولمبيك أقبو (0 – 0)، وهزيمة قاسية أمام مولودية وهران بنتيجة (2 – 0).
أخريب، بودبوز ومرغم .. ثلاثي مميّز في خطة زينباور
تمكن الجناح الأيمن لحلو أخريب من التحرر في مواجهتي بيبياني غولد ستارز الغاني، أين سجل ثلاثية كاملة بمعدل هدف واحد في الذهاب وثنائية في العودة، كما أن صانع الألعاب المخضرم رياض بودبوز وقع ثنائية من ركلتي جزاء وأكد بأنه قادر على إعطاء المزيد للفريق، في حين أن الوافد الجديد مهدي مرغم تمكن من تدوين هدفه الأول بألوان الشبيبة، وسطع اسم لاعب جديد هو الشاب وليد مالكي، الذي تمت ترقيته خلال سوق التحويلات الشتوية المنصرم من الفريق الرديف، أين بصم على هدفه الأول مع الأكابر.كسب المدرب الألماني جوزيف زينباور الرهان بتحرير لاعبيه من الضغط، وإيجاد حل للعقم الهجومي الذي لازم الفريق خلال الجولات الثلاثة الأولى من البطولة المحترفة، بعدما أكد في عديد المؤتمرات الصحفية بأن المشكل ليس في المهاجمين، بل في إيجاد التوليفة المناسبة للوصول الى الشباك، وهو ما نجح فيه خلال مباراة الفريق الرابعة في الموسم الكروي.
إبعاد الاتحاد المنستيري من الطريق لبلوغ دور المجموعات
سيواجه أصحاب الزي الأخضر والأصفر خلال الدور التمهيدي الثاني، من منافسة رابطة أبطال إفريقيا فريق الاتحاد المنستيري التونسي في داربي مغاربي قوي، أين سيقابل رفقاء صخرة الدفاع العائد إلى المنافسة محمد أمين مداني، النادي الأزرق والأبيض ذهابا بتاريخ 17 أكتوبر بملعب رادس بالعاصمة تونس، على أن يلعب لقاء الإياب بملعب المجاهد الراحل حسين ايت احمد بتيزي وزو يوم 24 من نفس الشهر.
سيكون اللقاء أمام الاتحاد المنستيري صعبا للغاية لزملاء زين الدين بلعيد أمام منافس قوي، ومنتشر جيدا فوق المستطيل الأخضر، هو الذي أسال العرق البارد الموسم المنصرم لفريق مولودية الجزائر بالدور التمهيدي الثاني من ذات المنافسة، الذي انهزم أمامه في لقاء الذهاب بنتيجة (1 – 0)، قبل أن يقلب العميد تأخره إلى فوز في أول لقاء يحتضنه ملعب علي عمّار بالدويرة بالتاريخ، ليفوز عليه بثنائية نظيفة دونها زكريا نعيجي بهدف جميل من مخالفة مباشرة، ليضاعف النيجيري موزيز أوركوما النتيجة للمولودية ضد مرماه بالخطأ، وهو ما سمح للمولودية بالتأهل إلى دور المجموعات.سيبحث فريق شبيبة القبائل عن ضمان التأهل إلى دور المجموعات لمواصلة المغامرة القارية والذهاب بعيدا فيها، خصوصا أن الإدارة تستهدف العودة بقوة في المنافسة القارية، بعدما قامت بتدعيمات كبيرة في سوق التحويلات الصيفية بضمان صفقات مدوية، تتقدمها صفقات كل من (بلعيد، موالي، بادا، مسعودي، مرغم، محيوص)، وكذلك الاحتفاظ على نفس الجهاز الفني وتعزيزه بالمدرب المساعد السويسري مارك شيرفاز، مكان عمر عدلاني المستقيل من منصبه، لجلب الإضافة الفنية للفريق وتحليل وقراءة المباريات جيدا، لاتخاذ أفضل القرارات قبل وأثناء المباريات.
