قوّة الدولة في اقتصاد وجيش قويّين وشعب وطني واع
بلادنا في موقع ريادي لاحتضان أحداث اقتصادية إقليمية ودولية
نجاح «إياتياف 2025» يدفعنا لتكثيف حضورنا بالقارّة
المعرض تجاوز كل التّوقّعات..والأفارقة اكتشفوا الجزائر من جديد
متابعة تجسيد التزاماتنا..ولن نتهاون مع من لا يفي بالعقود
تحويل لجنة متابعة نتائج المعرض إلى مصالح الوزير الأوّل
راهنّا على اقتصاد تنافسي بعيدا عن البيروقراطية
الإنتاج الوطني تمّ قتله في فترات سابقة..والمؤسّسات النّاشئة تشرّف حاليا بلادنا
تسجيل 17 ألف مشروع استثماري..وخلق 420 ألف منصب شغل
لا فرق بين المتعاملــين العموميّـين والخــواص وكلّهم معنيّون بالنّهضـة الاقتصـاديــة
أكّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أنّ نجاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية التي احتضنتها الجزائر في سبتمبر الماضي، يدفعنا لتكثيف الحضور الجزائري في القارة الإفريقية.
وأوضح رئيس الجمهورية لدى إشرافه بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال»، على افتتاح لقاء مع المتعاملين الاقتصاديّين من أجل تعزيز نجاح الطبعة الرابعة للمعرض، أنّ هذه التّظاهرة «سمحت للأشقّاء الأفارقة والعارضين من خارج القارّة باكتشاف الجزائر من جديد»، لافتا إلى أنّهم وجدوا في الجزائر مناخا جذّابا «بدأنا نجني ثماره بفضل جهود الصّناعيّين والشباب حاملي المشاريع».
وذكر رئيس الجمهورية أنّ الأهداف التي تمّ تسطيرها هي ضمان جودة وتنافسية المنتوج الجزائري، مشيرا إلى أنّ الدول الإفريقية «تعلم الآن أن المنتوج الجزائري ذو جودة»، مبرزا أنّ الجزائر راهنت على اقتصاد تنافسي بعيدا عن التعقيدات البيروقراطية، ومرتكز على المؤسسات الناشئة التي أصبحت الجزائر رائدة فيها على المستوى الإفريقي.
ولفت رئيس الجمهورية إلى الشُّعَب التي قطعت فيها الجزائر أشواطا هامّة، كالصّناعات الغذائية، الإنتاج الصيدلاني والكيماويات والكهرومنزلية، مبرزا أنّ هذه الأشواط تعدّ حافزا لمضاعفة الجهد لرفع قيمة الصادرات خارج المحروقات، وأضاف أنّه لم يكن بالمقدور المرور مرور الكرام على نجاح المعرض، الذي كان «استثنائيا» مقارنة بالطبعات السابقة، والذي سيكون انطلاقة جديدة نحو مرحلة أخرى، يكون المتعاملون الاقتصاديون فيها، فاعلين أساسيّين.
وبعد أن شكر كل من ساهم في إنجاح المعرض وتجنّدهم لإعطاء صورة مشرفة للبلاد، لا سيما وزارتي التجارة الداخلية والخارجية، مجلس التجديد الاقتصادي، وأجهزة الأمن «الذين أثبتوا احترافية عالية»، أوضح رئيس الجمهورية أنّ هذا الإنجاز تمّ بقدرات وخبرات جزائرية، جعلت الجزائر في موقع ريادي لاحتضان أحداث اقتصادية ذات طابع إقليمي ودولي، لا سيما وأنّ المعرض كان محلّ متابعة من داخل وخارج القارة.
وأكّد رئيس الجمهورية أنّ المعرض تجاوز كل التّوقّعات، بعد بلوغ قيمة الصّفقات 48.3 مليار دولار، مع استحواذ الجزائر على حصّة تقدّر بـ 11.4 مليار دولار، وعقود ما تزال في إطار التّفاوض بقيمة 11.6 مليار دولار.
رفع مساهمة الصّناعة إلى 13 بالمائة في النّاتج الدّاخلي الخام
وأعلن رئيس الجمهورية أنّه سيتم قريبا تحويل لجنة متابعة نتائج المعرض من قطاع التجارة إلى مصالح الوزير الأول، مجدّدا تأكيده على ضرورة «متابعة التزاماتنا تجاه تجسيد العقود الموقّعة، ولن نتهاون مع من لا يفي بالعقود».
«شكّل المعرض فرصة وحافزا للتفكير في تحريك المزيد من القدرات الكامنة في عدّة قطاعات، على غرار الفلاحة والصناعة، والسياحة وتحريك المزيد من المبادرات لإنتاج الثروة في بلد يعوّل على إيرادات قويّة تستبق أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، وعازمة أن تكون في الموعد». كما أكّد رئيس الجمهورية، وشدّد على ضرورة التواجد «المكثف» للشركات الجزائرية بالقارة الإفريقية، مبرزا أنّ الأفارقة مهتمون بالمنتوج الجزائري.
وحثّ رئيس الجمهورية شركة جزائرية أبرمت عقدا مع نيجيريا لتزويدها بمليوني جهاز دفع إلكتروني (TPE)، على ضرورة الالتزام بالعقد وفي الآجال المحدّدة، «ولو تطلّب ذلك فتح خطوط إنتاج جديدة وتوسعة المشروع، لأنّ مصداقية الجزائر فوق كل اعتبار»، منوّها بتصدير المنتوجات الجزائرية من الألواح الشمسية نحو دول متقدّمة.
وبخصوص الصّناعة، أكّد رئيس الجمهورية التزامه برفع مساهمتها في الناتج الداخلي الخام إلى 13 بالمائة، بعدما كان 3 بالمائة عام 2019 و18 بالمائة عام 1972، لافتا إلى أنّ «الإنتاج الوطني تمّ قتله» في فترات سابقة.
ولدى تطرّقه للحركية الاستثمارية في البلاد، في الفترة الأخيرة، أثنى رئيس الجمهورية على عدد المشاريع المسجلة على مستوى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار وتجاوزها لـ 17 ألف مشروع، مع توقّع خلق 420 ألف منصب شغل، وانتقال عدد المؤسسات الناشئة من 200 فقط، إلى حوالي 10 آلاف حاليا، وهي تشرّف الجزائر في المحافل الدولية».
من جهة أخرى، أشار رئيس الجمهورية أنّ الجزائر تزخر بالإمكانيات والموارد الضرورية لرفع ناتجها المحلي الخام إلى 400 مليار دولار في 2027.
الاقتصاد الوطني في الطّريق الصّحيح
أكّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أنّ معرض التجارة البينية الإفريقية الذي احتضنته الجزائر سبتمبر الفارط «كان فرصة برهن فيها المتعاملون الاقتصاديّون عموميون وخواص أن الاقتصاد الوطني في الطريق الصحيح».
وقال رئيس الجمهورية إنّ التّظاهرة شكّلت فرصة «برهن فيها المتعاملون الاقتصاديّون عموميّون وخواص أن الاقتصاد الوطني في الطريق الصحيح»، مبرزا «أنّ الدولة القويّة هي التي لديها اقتصاد قوي، جيش قوي وشعب واع ووطني».
وتوجّه رئيس الجمهورية بالمناسبة بالشكر «لكل الذين تجنّدوا من أجل إعطاء صورة مشرفة عن بلادنا التي استضافت على مدار أسبوع كامل هذه التظاهرة، والتي استقطبت المتابعة الواسعة من إفريقيا والعالم».
النّجاح ثمرة التّعبئة الجماعية
أكّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أنّ النجاح المحقق لمعرض التجارة البينية الإفريقية يعد ثمرة تعبئة جماعية لكل القطاعات والشركاء الأجانب.
وأوضح رئيس الجمهورية أنّ «الصّفقات المحقّقة هي ثمرة تعبئة جماعية، استقطبت الفاعلين الاقتصاديين والشركاء الأفارقة والدوليين إلى الجزائر».
وأضاف بأنّ هذا المعرض الذي مثّل فرصة حقيقية للمتعاملين الاقتصاديين، من إفريقيا وخارجها، لاكتشاف الجزائر، تميّز بتسجيل أرقام «غير مسبوقة» في تاريخ هذه التظاهرة، تسمح بالقول بأن طبعة الجزائر شهدت نجاحا فاق كل التوقعات. واعتبر بأنّ التوقيع على العدد الهام من الصفقات المسجل في هذه الطبعة يؤكّد بأنّ «الشركاء وجدوا في بلادنا مناخا استثماريا ملائما، وهذا بفضل الصناعيين وروّاد الأعمال الشباب الحاملين للمشاريع».
يضاف إلى ذلك، الجودة العالية التي تتمتع بها المنتوجات الجزائرية، يقول رئيس الجمهورية الذي أشار إلى أن «المعرض كان فعلا بمثابة حافز للتفكير في تحريك مجالات أوسع في قطاعات الفلاحة والصناعة والسياحة، وتجسيد المزيد من المبادرات الاستثمارية».
وأكّد رئيس الجمهورية أنّ الجزائر تراهن على مواصلة العمل من أجل «اقتصاد متنوّع وتنافسي، خال من التعقيدات البيروقراطية»، لافتا إلى الأشواط الكبيرة التي تمّ قطعها في مجال إنشاء المؤسسات المصغرة والمتوسطة والناشئة.
ويمثّل ذلك حافزا يدفع إلى مضاعفة جهود تطوير الصادرات خارج المحروقات، يضيف رئيس الجمهورية، الذي اعتبر بأنّ هذا اللقاء يشكل مناسبة لتقييم المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين عقب النجاح الكبير المسجل، بالأخص ما يتعلق بحجم الصفقات.
وفي هذا الإطار، شدّد على ضرورة «تحقيق التزامات المتعاملين في صفقاتهم المبرمة خلال الطبعة الرابعة من المعرض، والرفع من الفاعلية واستغلال كل الفرص الاقتصادية المتاحة في أفريقيا».
الوفاء بالالتزامات
في السياق، دعا رئيس الجمهورية، المتعاملين الاقتصاديين العموميين والخواص إلى ضرورة الوفاء بالالتزامات، سواء على المستوى الوطني، أو إزاء الشركاء في الخارج، لافتا إلى أن «مصداقية الدولة فوق كل اعتبار»، كما ألحّ، من جهة أخرى، على «ضرورة رفع القدرات الإنتاجية كمّا ونوعا، وجعلها أكثر تنافسية على المستوى الدولي، مع ضمان ديناميكية إنتاجية أكبر»، بالاعتماد على نظام ثلاثة فرق متناوبة، خاصة بالنسبة لإنتاج المواد التي تسجّل طلبا واسعا.
وأكّد رئيس الجمهورية أنّه «ليس هناك فرق بين المتعاملين العموميين والخواص»، مؤكّدا أنّهم «كلهم معنيون بالنهضة الاقتصادية والمسؤولية التي على عاتقهم إزاء التنمية الوطنية».
وجدّد، في هذا الصدد، التزامه بضمان المرافقة النوعية، لا سيما للمتعاملين الذين يطمحون إلى توسيع نشاطاتهم الصناعية والإنتاجية بشكل عام، من خلال مختلف التدابير والتسهيلات، على غرار التمويل عن طريق القرض، وغيره من الحلول.
الدّولة متمسّكة بمجانية التّعليم
وأكّد رئيس الجمهورية تمسك الدولة بمجانية التعليم، مؤكّدا التزامها بالحفاظ على طابعها الاجتماعي، رغم ثقل التّكلفة التي تشكّلها على ميزانية الدولة.
وأبرز الرّئيس تبون – في هذا السياق – المكاسب التي تمّ تحقيقها بفضل الجهود التي بذلتها البلاد في مجال التعليم، لافتا إلى الجهود الكبيرة التي قضت على الأميّة في الجزائر، «بعدما كانت في حدود 90 بالمائة غداة الاستقلال».

