تغلّب فريق مولودية الجزائر على ضيفه العنيد ترجي مستغانم بصعوبة بهدف دون رد، لحساب الجولة السابعة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، مكّنت العميد من معانقة الفوز الثاني على التوالي بملعب علي عمار المدعو علي لابوانت بالدويرة، والثالث منذ انطلاق البطولة من أصل 4 مباريات خاضها الفريق.
أهدى رفقاء القائد أيوب عبد اللاوي فوزا ثمينا لأنصار الفريق، بمناسبة عودتهم إلى مدرجات ملعب علي عمار المدعو علي لابوانت بالدويرة، بعد انتهاء العقوبة المسلطة عليهم بمباراة واحدة دون جمهور نهاية الموسم المنصرم، أين أكدت المولودية بأنها تسعى هذا الموسم للاحتفاظ بلقبها، بعدما حققت رابع نتيجة إيجابية تواليا، مكنتها من احتلال المركز الخامس مؤقتا برصيد 10 نقاط بفارق 4 نقاط عن المتصدر المؤقت شبيبة الساورة، وبناقص 3 مواجهات كاملة أمام كل من (شباب بلوزداد، نجم بن عكنون وشبيبة القبائل).
سجّل الهدف الوحيد في المواجهة المهاجم زكريا نعيجي في الدقيقة الـ 50، من رأسية محكمة أسكنها شباك الحارس عبد السلام هلال ببراعة، بعد استغلاله توزيعة ميليمترية من قدم الظهير الأيسر أيمن بوقرة، الذي قدّم أول مساهمة تهديفية بالنسبة له منذ تقمّصه ألوان المولودية الصائفة الماضية.
كما كان منتظرا قام المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا بتغييرين اثنين على التشكيلة الأساسية، مقارنة بآخر مواجهة خاضها الفريق أمام نادي فاسيل الليبيري، لحساب الدور التمهيدي الأول من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، حيث اعتمد على الجناح الأيمن زين الدين فرحات لأول مرة أساسيا مكان زكريا نعيجي، الأخير الذي قام بالاعتماد عليه في منصب متوسط ميدان هجومي يلعب خلف المهاجم سفيان بايزيد، الذي عوّض غياب العربي ثابتي المعاقب، في حين أنّه اعتمد على متوسط الميدان محمد بن خماسة أساسيا مكان الغائب محمد زوغرانا المصاب في الكتف الأيسر، وأقحم الجناح الأيسر كيبري زينون أساسيا للمواجهة الثانية تواليا مكان أمين مسوسة.
حقّق فريق مولودية الجزائر فوزا غير مقنع، حيث لم يتجرّع أنصار الفريق الكم الهائل من الكرات الضائعة في وسط الميدان والهجوم خصوصا خلال المرحلة الأولى، وكذا تضييع عدد كبير من الأهداف خلال المرحلة الثانية بسبب أنانية المهاجمين، الباحثين عن التسجيل بأي ثمن، خصوصا أنّ المواجهة كانت معقّدة وفي أي لحظة كان يمكن للزوار تعديل النتيجة.
بدأ اللاّعبون يعانون من ثقل كبير خلال المرحلة الأولى، وذلك راجع للعمل البدني الشاق الذي لا يزال المحضّر البدني للفريق الجنوب إفريقي سيبوسيو ماهلونغو، يعمل على تحسينه طوال الأسبوع للتمكن من تجاوز الجميع بدنيا والرفع من نسق المباريات، وهو الأمر الذي جعل الفريق يظهر بوجه شاحب بعض الشيء في المرحلة الأولى، قبل أن تتحسّن الأمور خلال المرحلة الثانية.
نذير لكناوي: أحرجنا المولودية أمام أنصارها
أكّد مدرب ترجي مستغانم نذير لكناوي خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، بأن فريقه تمكّن من إحراج بطل النسختين المنصرمتين مولودية الجزائر في ملعبه وأمام جمهوره، كونه أعدّ خطّة لشل هجمات المنافس وهو ما نجح فيه حسب قوله: «مولودية الجزائر كان أسلوب لعبها يعتمد على البحث عن الفراغات لتمرير الكرة والتقدم». وأضاف: «كنا نعلم بأن المولودية تبحث عن لعب كرات في ظهر دفاعنا، وهو الأمر الذي يجيدونه جيدا، ما جعلنا نبني خطّة لعرقلة هذا الأمر». وتابع: «أعتقد بأنّنا أقلقنا المولودية كثيرا، وكنا نلاحظ بأننا في كل مرة نقوم بتحرك للأمام بكتلة متقدمة أو نشل هجماتهم، كانوا يتلقون صعوبات في التحرك فوق أرضية الميدان».
وذهب إلى أبعد من ذلك، حين قال: «أجبرنا المولودية على اللعب الطويل، وخطّتنا نجحت في المرحلة الأولى، وبعد استئناف اللعب كان لدينا وقت فراغ قصير قلّ فيه تركيز اللاعبين، وهو الأمر الذي استغلّه مضيفنا وسجل خلاله الهدف الأول والأخير في المواجهة». وختم: «قمنا بالتغييرات اللازمة في المناصب وعلى خطة اللعب، لكن لم نتمكن من تعديل الكفة، نحن نتطوّر من مواجهة لأخرى ويلزمنا مضاعفة العمل في التدريبات، لتطوير أداء الفريق أكثر بهدف تحقيق نتائج أفضل».
وعن قضية تواصل غياب الحارس رايس وهاب مبولحي للمواجهة الثانية على التوالي، تحدّث قائلا: «لا يوجد لاعب لا يمكن تعويضه، مبولحي يغيب عنّا لأن لديه ظرف عائلي طارئ متمثل في مرض أحد الأقارب». واستطرد: «الحارس هلال خاض مواجهتين، الأولى كانت أمام وفاق سطيف، وأدى مواجهة كبيرة قام خلالها بصد عديد الكرات الحاسمة، واليوم كان جيّدا ولا يمكن أن نلومه على الهزيمة».
موكوينا: علينـــا العمل لتطوير أدائنا في الثلـث الأخـير مـن الملعب
في الجهة المقابلة، شكر المدرب موكوينا لاعبيه على الأداء المقدم في المواجهة، موضحا بأن هناك تطورا تقنيا كبيرا مقارنة بالمواجهة المنصرمة، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نشطه بعد اللقاء، حين قال: «نعمل منذ شهرين ونصف مع الفريق وفي الفترة المقبلة أكثر، ولكن ما قدمناه أعتقد بأنه يوضح للجميع الطريقة التي نريد أن نلعب بها، وما نريد تقديمه خلال الموسم». وشدّد: «لدينا لاعبين مميزين وفريق جيد، المدربان بوميل وبن يحيى قاما بعمل كبير من قبلي، والفريق قابل للتطور أكثر، علينا أن نتطور أكثر في الثلث الأخير من الملعب، وسيأتي ذلك قريبا».
أكّد موكوينا صعوبة مواجهة الفرق التي تتجمع جيدا في الخلف وترفض اللعب، وأوضح أن الصعوبة تكمن أكثر حين تواجه فرقا من هذا النوع، والتي تعتمد على لاعبين يملكون خبرة كبيرة في الميادين، على غرار خريجي أتليتيك بارادو بن خليفة وقعقع، وكذا اللاعب تومي الذي ضغط كثيرا على المدافعين طوال اللقاء.
انبهر موكوينا من جمهور المولودية الذي حضر المواجهة، وقال: اشتغلت في مسيرتي التدريبية مع 4 فرق كبيرة، عندما تشرف على فريق كبير يجب أن تدرك أهمية اللاعب رقم 12، يمكننا السيطرة والفوز بكل المباريات بمساعدتهم لنا». وقال أيضا: «أريد أن أحيّي الشغف الكبير للأنصار ومساندتهم في كل هجمة وكل لقطة وكل عمل كروي مميز، وهي طاقة إيجابية بالنسبة للاعبين تحفّزهم لبذل المزيد من المجهودات». وطالب الجماهير بضرورة الصبر على أشباله حين صرّح: «أطلب منهم أن يكونوا صبورين بعض الشيء على اللاعبين، هم يقدّمون أقصى ما لديهم في التدريبات ويوم المباراة وسيتطوّرون أكثر».
تجدر الإشارة إلى أنّ إدارة مولودية الجزائر قامت بتكريم عائلة الشهيد علي عمار المدعو علي لابوانت قبل انطلاق المواجهة، في سلسلة التكريمات التي جعلت منها إدارة الفريق سنّة حميدة في كل لقاء يستقبل فيه الفريق للموسم الثالث تواليا، وتزامن ذلك مع أول لقاء يحضره الجمهور بالموسم الكروي، أين قام أسطورة النادي وسفير مولودية الجزائر عمر بطروني بتكريم العائلة، التي قامت بدورة شرفية حول الملعب.
