شهدت ولاية البيّض والمناطق المجاورة خلال الأيام الأخيرة تساقط كميات معتبرة من الأمطار، ساهمت في تدفق أكثر من 6 ملايين متر مكعب من المياه نحو سدّ بريزينة، حسب مدير السد بخايتية الجيلالي، ويُعد هذا السد من أكبر السدود بالجنوب الغربي للجزائر، حيث عززت هذه الكمية من الأمطار رصيده المائي الذي عرف خلال السنوات الماضية انخفاضًا ملحوظًا خاصة في فترات الجفاف الطويلة.
يقع سد بريزينة على وادي صقر جنوب ولاية البيّض، وقد شُيّد على مدى سبع سنوات (1992 – 1999)، وتبلغ سعته التخزينية حوالي 123 مليون متر مكعب وفق بعض المصادر. وبحسب آخر المعطيات، فقد بلغ السد نسبة امتلاء كاملة بـ100٪ بعد الأمطار الأخيرة، حيث استقبل ما يقارب 16 مليون متر مكعب إضافية ليصبح مخزونه الإجمالي بما يزيد عن 47 مليون متر مكعب.
هذا الانتعاش المائي رفع من القدرات الاستيعابية للسدّ وضَمِن مرونة أكبر في تسيير الطلب المتزايد على المياه، سواء في التزويد بالماء الصالح للشرب أو في سقي الأراضي الفلاحية بمنطقة ضاية البقرة، التي تضمّ أزيد من 160 مستثمرة فلاحية. كما فتحت إدارة السد صمامات الفائض لتصريف المياه الزائدة بمعدل 85 مترًا مكعبًا في الثانية عبر مفرغ الفيضانات الأعلى، إلى جانب فتح الصمامات السفلى بنسبة 50٪ لتصريف حوالي 20 مترًا مكعبًا في الثانية.
وقد لقي هذا الحدث ارتياحًا واسعًا لدى سكان الولاية، الذين عبّروا عن تفاؤلهم بعودة الحياة إلى الأودية والمجاري المائية التي جفّت لسنوات طويلة، معبرين عن أملهم في تواصل هذه التساقطات خلال الموسم الحالي لتعزيز المخزون المائي ودعم المشاريع التنموية التي تعتمد بشكل كبير على المورد المائي.




