أطلقت الجزائرية للمياه ـ وحدة ورقلة ـ مبادرة تحسيسية جديدة تحت شعار “سفراء الماء” في إطار حملة وطنية، تهدف إلى نشر الوعي بأهمية المحافظة على الموارد المائية داخل المجتمع، حيث تنطلق العملية من تحسيس وتوعية التلاميذ في الطورين الابتدائي والمتوسط وتأتي هذه الخطوة في ظلّ التحديات المرتبطة بتزايد الطلب على هذا المورد الحيوي وسبل الحفاظ عليه.
ترتكز أهداف الحملة على ترسيخ ثقافة الترشيد لدى المجتمع، انطلاقا من الفئات الناشئة وتشمل الأهداف الأساسية، نشر سلوكيات عقلانية في استهلاك الماء والتحسيس بأثر التبذير على الفرد والجماعة وإبراز الدور المجتمعي في حماية المورد الحيوي.
وقد جاء اختيار المؤسسات التربوية كنقطة انطلاق للمبادرة، بالنظر إلى دورها في تشكيل السلوكيات الاجتماعية، حيث ينتظر أن يساهم التلاميذ بدورهم في نقل الرسائل التوعوية إلى أسرهم ومحيطهم، ما يوسع دائرة التأثير لتشمل المجتمع المحلي وفق تأكيدات مصالح وحدة ورقلة للجزائرية للمياه.
من خلال هذه الحملة سيستفيد التلاميذ من تعريف بالدورة الطبيعية للماء وأهمية المورد في حياتنا اليومية، كما سيتمّ تنظيم حصص بيداغوجية داخل المؤسسات التربوية بالتنسيق مع مديرية التربية لولاية ورقلة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للتلاميذ إلى محطات الضخ والتوزيع وكذا التعريف بكيفية القيام بالتحاليل المائية عبر المخابر المتنقلة.
ولن تقتصر هذه المبادرة على التوعية النظرية، بل سترافقها إجراءات عملية، فيما تعلّق بالجانب التطبيقي، وفي هذا الصدد باشرت الفرق التقنية بالموازاة مع هذه الحملة الوطنية، إصلاح التسربات المائية داخل المؤسسات التربوية، إلى جانب تنظيم عمليات مراقبة دورية لجودة المياه عبر أخذ عينات وتحليلها للتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الحملة تحمل أبعاد مواطنة بيئية واجتماعية واضحة، إذ تستهدف إشراك الأسرة بشكل غير مباشر من خلال الأطفال، فالتلميذ الذي يتعلم أهمية غلق الصنبور أثناء غسل الأسنان، أو ضرورة إصلاح أي تسرب منزلي بسيط، ينقل هذه الرسائل إلى بيته ويحولها إلى نقاش يومي مع أفراد عائلته، بهذه الطريقة، يصبح الأطفال وسطاء فعليين بين المؤسسة والمجتمع.
ويتوقع أن تساهم المبادرة في توسيع مجال التوعية وتعزيزها في أوساط المواطنين، من خلال إدراك أن كل لتر مهدور من المياه قد يحرم آخرين من حصتهم، كما أن تعزيز ثقافة الترشيد قد يقلل من النزاعات الاجتماعية المرتبطة بنقص التزويد أو انقطاعات الشبكة.
من جانب آخر، يشجع المشروع المواطن على التعاون مع المصالح التقنية، سواء عبر الإبلاغ عن الأعطاب أو المشاركة في حملات التنظيف والصيانة، وهو ما يعزز الثقة بين المجتمع والمرفق العمومي.
وتسعى المبادرة إلى جعل السلوكيات الرشيدة جزءا من العادات اليومية، على غرار ما تحقق سابقا في مجالات أخرى وترى الجزائرية للمياه أن هذه الثقافة لا يمكن أن تحقق إلا عبر إشراك المجتمع المحلي بكل فئاته، من الأسرة إلى المدرسة وصولا إلى الحي.
وتؤكد الجزائرية للمياه أن “سفراء الماء” ليست مبادرة ظرفية مرتبطة بموسم أو حدث، بل مشروع اجتماعي طويل المدى يرمي إلى بناء ثقافة جديدة في التعامل مع الماء، كما تعتبر المؤسسة أن إشراك الأطفال في هذه العملية يمثل استثمارا استراتيجيا، حيث يتحول الوعي الفردي بمرور الوقت إلى سلوك جماعي راسخ يسهم في ضمان استدامة الموارد المائية.





