قبل أيام من حلول الذكرى الثالثة لبدء حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزّة، يواصل جيش الاحتلال عدوانه الدموي، حيث فجر، أمس، آليات في أحياء مدينة غزّة، وواصل إطلاق النيران من مسيراته في خان يونس جنوبا، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، وسط تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية.
ذكرت مصادر في مستشفيات قطاع غزّة أن 21 فلسطينيا استشهدوا بنيران الاحتلال الصهيوني، صباح أمس الجمعة، بينهم 17 شهيدا في مدينة غزّة شمالي القطاع.
كما قال مصدر في الإسعاف والطوارئ أن 6 فلسطينيين استشهدوا، بينهم 3 أطفال، وأصيب آخرون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوبي مدينة غزّة.
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة، استشهد فلسطينيان بقصف لطائرات الاحتلال، وفقا لمستشفى العودة.
وأفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن أحد موظفيها استشهد في هجوم لجيش الاحتلال في دير البلح وأصيب 4 آخرون في الهجوم، وأكدت أن الشهداء كانوا يرتدون سترات تعريف تدل على عملهم مع منظمة إنسانية.
17 شهيـدا مـن أطــباء بـــلا حــدود
وأشارت المنظمة إلى أن عمر الحايك، الذي استشهد، أمس، هو الموظف 14 من أطباء بلا حدود الذي يشتشهد في غزّة خلال الحرب.
كما قصف طيران الاحتلال عمارة سكنية مكونة من 4 طوابق في حي الصبرة بمدينة غزّة، في حين أطلقت الزوارق الحربية للاحتلال النار على شاطئ النصيرات، وأفاد مراسلون بأن مدفعية الاحتلال تواصل قصف المناطق الشمالية من شارع الثورة غرب مدينة غزّة.
وفي شمال القطاع، قالت مصادر إن الاحتلال فجر عربات مفخخة بين منازل المواطنين، وقصف بالمدفعية المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزّة وسط استمرار نزوح المدنيين من داخل أحياء المدينة.
وقال الرائد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزّة، إن الاحتلال يستهدف بكل أنواع الأسلحة مقومات الحياة في مدينة غزّة، مؤكدا أن “الاحتلال يرتكب عمليات قصف ممنهجة لقتل أكبر عدد من المدنيين”.
وفي معرض وصفها للوضع القائم في القطاع، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن عشرات آلاف الفلسطينيين يجبرون على النزوح المتكرر بتكاليف باهظة، ولا يزال الوصول للغذاء والماء محدودا. وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع لوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن.
حمـاس تحتــاج وقتــــا
سياسيا وترقبا لموقفها، قال القيادي في حركة حماس، محمد نزال، إن الحركة ستعلن قريبا جدا موقفها من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزّة، مؤكدا أن من حق المقاومة أن تبدي ملاحظاتها بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي: “حماس ما زالت تواصل المشاورات حول خطة ترامب التي قدمت للحركة، وأبلغت الوسطاء أن المشاورات مستمرة وتحتاج لبعض الوقت”.
وأكد جدية الحركة في الوصول إلى تفاهمات “بعيدا عن سيف الوقت المسلط والضغوط الممارسة بالتهديدات”.
وأوضح نزال، في مقابلة صحافية، أن “حماس بدأت منذ اليوم التالي لإعلان الخطة في 30 سبتمبر المنصرم، مشاورات داخلية وخارجية مع الفصائل الفلسطينية وشخصيات مستقلة، ومع الوسطاء”.
وأضاف أن “الحركة تناقش الخطة بجدية بغض النظر عن الملاحظات الكثيرة الموجودة لدينا”.
وشدد نزال على أن الموقف النهائي “سيأخذ بالاعتبار المصالح العليا للشعب الفلسطيني والثوابت الاستراتيجية للقضية الفلسطينية”.
وتابع: “نرفض التعامل معنا بمنطق أن نقبل الخطة كاملة أو نرفضها كاملة”.
ولفت إلى أن “حماس تتحرك بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ويراعي الاعتبارات السياسية كافة”.
وأشار نزال إلى أن “الحركة على تواصل مستمر وحساس مع الأطراف الصديقة من الدول العربية والإسلامية”.
وأضاف: “خلال الساعات 28 الماضية واصل المختصون الليل بالنهار وهم على تواصل مع الوسطاء والأطراف العربية والإسلامية نحن جادون في الوصول إلى تفاهمات”.
وأكد نزال أن “الجدية في التعاطي مع الخطة لا تأتي من باب الضغط الزمني، بل من منطلق الحرص على وقف المذبحة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزّة منذ عامين، وعدم السماح باستمرارها للعام الثالث”.
في إشارة إلى المهلة التي منحها ترامب لحماس للرد على المقترح خلال 72 ساعة.
والاثنين الماضي أعلن ترامب، عن خطة تتألف من 20 بندا، من بينها: الإفراج عن الأسرى الصهاينة في غزّة خلال 72 ساعة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة “حماس”.
كما تدعو خطة ترامب إلى تشكيل هيئة دولية إشرافية برئاسته، تكون مسؤولة عن تدريب إدارة للحكم في غزّة، دون مشاركة “حماس”.
وأكدت حركة حماس، الخميس، صعوبة عملية إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة الأحياء وتسليم جثث القتلى إلى الجانب الصهيوني خلال 72 ساعة، كما هو منصوص عليه في خطة الرئيس الأميركي.


