يحاكي الحب والانتحار وقضايا أخرى

عبد المنعم بن سايح يصدر «المبشرون بالجنائز»

حبيبة غريب

من بين الكتب الحاضرة في الطبعة 25 من صالون الجزائر الدولي للكتاب «المبشرون بالجنائز» للكاتب عبد المنعم بن السايح، والصادر هذه السنة عن دار فواصل للنشر والإعلام، ومن تقديم البروفيسور العيد جلولي عميد كلية الأدب واللغات لجامعة قاصدي مرباح ورقلة.

الإصدار الجديد للكاتب عبد المنعم بن سايح عبارة عن مسرحيتين، عنوان الأولى «المبشرون بالجنائز» وهي المسرحية التي صنفت حسب ما صرّح به المؤلف لـ»الشعب» «ضمن أفضل 20 نصا مسرحيا عربيا في جائزة الهيئة العربية للمسرح عام 2019م»، مضيفا «أن المسرحية تتكوّن من ثلاثة فصول، وتتحدث عن فتاة تبحث في زمن الحرب عن الأمان، الحياة، وعن براءتها، وطفولتها ودميتها.. تطلق الكثير من الأسئلة في زمن الموت ولكن لا تجد إلا الفراغ. تتعارض هذه الفتاة مع العديد من الشخصيات المنهزمة كل شخصية لها حكاية ولكن كل هذه الشخصيات تشترك في شيء واحد، أنها أصبحت لا تبالي بالموت ولا بالخوف ولا بالحرب. لهذا تبقى هذه الفتاة تبحث عن شيء ما يعيدهم إلى واقعهم ولكن للأسف تجد نفسها وحيدة تصارع هذه المأساة».
وتحمل المسرحية الثانية عنوان «غواية الشيطان الرحيم والحب»، وهي متكونة من فصلين. وتحكي حسب ما كشف عنه بن السايح «عن شخص انتحر بسبب الحب، وبعد موته تنكشف له الكثير من الحقائق، ويدرك أنه تسرع في قرار الانتحار، وهنا يزهر له الشيطان في عالم البرزخ ويحاول أن يقنعه أن الانتحار لم يكن قرار خاطئ. ولكن هنا يتشكّل الصراع بين الميت والشيطان في حوار مطول حول الحب والموت والخطيئة. بعدها يدرك الميت أن الشيطان يمارس معه الغواية من أجل إيهامه أنه سيقوده نحو النعيم المؤجل، ولكنه يكتشف أنه مساقُ نحو الجحيم كونه انتحر واختار الهروب من الحياة، بدلا من مواجهة كل الصعاب وكان سبب انتحاره هو الحب».
ويواصل الكاتب في الكشف عن أحداث المسرحية قائلا، «إن الميت بعد موته يكتشف أن الكثير من الأشياء والأحداث تغيرت بعد موته، حبيبته أصبحت زوجة أخيه، ويكتشف أن أخيه لم يكن يطيقه، وأن والده الذي كان يعتقد أنه لا يحبه كان يحبه سرا، وأن أمه من تعاني الوجع من بعده، ولكن لا رد إلى الحياة بعد الموت».
وأشار الكاتب أيضا أن «شخصيات هذه المسرحية هم: الشيطان، الميت، الجثث، عشيقات الجثث، الأم، الزوجة، أخ الميت. كل هذه الأحداث تقع في البرزخ»، مضيفا أن «كل شخصية في هذه المسرحيات بفاه، وكل فاه بصوت، وكل صوت بصدى، وكل صدى بصرخة إنها صرخة الوجع والبكاء».
وجاء في تقديم البروفيسور العيد جلولي أنه «لا شكّ أن الكتابة المسرحية تحتاج إلى قدرات خاصة تتعلق بالبناء والموضوع، لا يقدر عليها إلا من استحصدت ملكته ورزق الموهبة وامتلك الرؤيا، لهذا نلاحظ قلة الكتاب الذين يجيدون الكتابة المسرحية بشكل صحيح، فهناك اليوم أزمة نصوص قادرة على تحقيق رؤيا الإنسان الراهن، هناك تراجع مخيف في هذا النوع من الكتابة على صعيد الرؤية والتشكيل». مضيفا أنه انطلاقا من هذا الحاجة تأتي تجربة عبد المنعم المسرحية لتكون شاهدا على معاناة الإنسان، وهو يخوض صراعه مع الموت ويقف ضد المبشرين بالجنائز، ففي حوارات هذا النص صرخات تمثل هذه المواجهة وتكشف هذا الصراع».
 للإشارة، سبق للكاتب أن أصدر في المسرح بنشره مسرحية درامية بعنوان «شعائر الإبادة» والتي فازت  بالمركز الأول بجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع 2021، فئة النص المسرحي الموجه للكبار. كما في رصيده العديد من الروايات، على غرار رواية «المتحرّر من سلطة السواد»، «قد بلغت من الوجع عتيا»، «بقايا أوجاع سماهر»، «حكاية الوهراني المقلقة»، ورواية «لنرقص الترانتيلا ثم نموت»..، ونال العديد من الجوائز الأدبية مثل: «جائزة محمد ديب الكبرى للرواية»، جائزة «رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب»، «الجائزة الوطنية للرواية القصيرة»، «وسام التميز الإبداعي من طرف وزارة الدفاع الوطني».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024