المزيـد مـن الشهداء باستهداف مراكـز المساعــدات فـي رفــح
ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني مجددا، سلسلة من المجازر المروعة في مناطق وأجزاء مختلفة في قطاع غزة، على وقع استعدادات بتوسيع العدوان، وتزامنا مع استمرار مجاعة طاحنة وغير مسبوقة. واستهدف جيش الاحتلال الصهيوني لليوم الثاني على التوالي فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات قرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهذا أدى لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وإلى جانب ذلك صعّدت قوات الاحتلال الصهيوني من عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، مستهدفة الأبراج السكنية بشكل غير مسبوق.
أعلنت مصادر في مستشفى ناصر استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 35 بنيران الجيش الصهيوني لدى محاولتهم الوصول لمركز مساعدات الشركة المدعومة من الكيان الصهيوني وأمريكيا غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال اليوم الثاني. ومن جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ارتفاع عدد ضحايا المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني قرب مراكز توزيع “مساعدات” إلى 52 شهيدا و340 جريحا منذ 27 ماي الماضي. كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة غزة، فيما شنّت الطائرات عدّة غارات على المناطق الشمالية الغربية لمدينة خانيونس، ما تسبّب في سقوط عدد من الجرحى.
استهـــداف طفلــين بمسـيرة
وفي مشهد يتجاوز حدود الألم، ويختصر حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة منذ ما يقارب 20 شهرا من القصف والتجويع والتهجير، وثّق مقطع فيديو جديد لحظة استهداف طفلين كانا يحملان أدوات بسيطة لجلب المياه لعائلتهما، قبل أن تستهدفهم مسيرة الكيان الصهيوني المحتل بشكل مباشر.
وبلغت حصيلة الشهداء، 54 فلسطينيا، وأُصيب عشرات آخرون، بالقصف المدفعيّ والغارات الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة، والتي تأتي على وقع مجاعة تضرب كافة المناطق، وتحرم نحو مليوني فلسطيني من الحصول على قوت يومهم. فيما استشهد 4 فلسطينيين بينهم طفلة وأصيب عشرات المواطنين، إثر قصف مدفعية الاحتلال خيام النازحين في منطقة مواصي خانيونس، جنوب قطاع غزة.
وفي خضم ضراوة حرب الإبادة على غزة، رحّبت حماس باستمرار الجهود القطرية والمصرية للتوصل إلى إنهاء حرب الاحتلال في قطاع غزة. وأبدت الحركة استعدادها لبدء جولة مفاوضات غير مباشرة للوصول لاتفاق يفضي لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للاحتلال الصهيوني.
ويأتي هذا بعد أن أصدرت مصر وقطر، بياناً مشتركاً أكّدتا فيه مواصلة جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في الحرب الصهيونية على قطاع غزة، والعمل على تذليل النقاط الخلافية بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك استناداً إلى مقترح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
دمـــار كبـــير خلفّتـــه غـــارات الاحتــــلال
شنّت طائرات الاحتلال الصهيوني غارات استهدفت عددا من البنايات السكنية في حيّ الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، مما أسفر عن إصابة عدد من السكان ودمار واسع في منطقة أبو إسكندر. وتم رصد حجم الدمار، الذي خلّفته الغارات الصهيونية على حي الشيخ رضوان، كما وثقت شهادات سكان المنطقة بشأن ما جرى. وإلى جانب ذلك تشهد مناطق متفرقة من قطاع غزة غارات عنيفة وعمليات نسف للمنازل في وقت تتفاقم فيه المجاعة، وسط تقارير وشهادات عن استهداف الاحتلال الصهيوني للمدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن قوات الاحتلال الصهيوني نسفت مركز “نورة الكعبي” لغسيل الكلى، الواقع في شمال قطاع غزة، ما يهدّد حياة مئات المرضى ويُفاقم الكارثة الصحية المتصاعدة في المنطقة. وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إن المركز كان يقدّم خدمات الغسيل الكلوي لمرضى الكلى في شمال القطاع، وإن تدميره “يضع الحالة الصحية لمرضى الفشل الكلوي أمام كارثة لا يمكن توقّع نتائجها”.
ومازال الاحتلال الصهيوني يكثّف قصفه الجوّي والمدفعي على مناطق شمالي قطاع غزة وقلب مدينة غزة، بوتيرة متسارعة خلال الأيام الأخيرة، ويترافق القصف الصهيوني المتصاعد وعمليات تدمير المنازل والأبراج السكنية المتبقية، مع أوامر إخلاء يصدرها الجيش الصهيوني للسكان شمالي غزة يدفعهم فيها إلى التوجّه جنوباً، على غرار ما كان يجري بداية الحرب. ويستهدف الاحتلال من وراء عمليات القصف والتدمير المتواصلة في تلك المنطقة، إفراغ شمالي القطاع وقلب مدينة غزة من السكان، ودفعهم إلى النزوح نحو مناطق الوسط والجنوب لتنفيذ مخطط التهجير..
مجـزرة المبانـي ..!
ويبدو الاحتلال معنياً بإفراغ شمالي غزة حتى من خلال نقاط المساعدات تلك، التابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية” ثلاث منها جنوباً في رفح، ونقطة في وسط القطاع، فيما لم تُدشَّن أي نقطة في مدينة غزة وشمالها. ويتحرك السكان في مناطق الشمال ومدينة غزة بمنطق النزوح الداخلي من خلال الحركة بين الأحياء دون النزوح وسطاً أو جنوباً حتى اللّحظة، في ظل عدم الرغبة في ترك تلك المناطق والخشية من المصير المجهول. في الوقت ذاته، تشهد مناطق شمالاً، مثل حي التفاح والدرج، بالإضافة إلى منطقة بيت لاهيا وتل الزعتر وجباليا، قصفاً للاحتلال الصهيوني لا يتوقف، بالتزامن مع عمليات عسكرية وعمليات نسف ممنهجة. ويصعد الاحتلال باتباع سياسة “الأرض المحروقة”، إذ تدمر قواته المباني والطرق والبنية التحتية كافة قبل أن تتقدم برياً، ما يتسبب في مسح أحياء بأكملها فيما يعرف بـ«مجزرة المباني”.
وقصفت طائرات الاحتلال الصهيوني، عدداً من البيوت والأبراج الواقعة في منطقة شمال مدينة غزة وشمالها الغربي، بعد سلسلة من الغارات وعمليات التدمير التي جرت منذ يوم السبت الماضي. وبحسب جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، فإن الاحتلال الصهيوني دمّر خلال 48 ساعة الماضية نحو 70 منزلاً وبرجاً في القطاع، غالبيتها في نطاق جغرافي مرتبط بشمال مدينة غزة أو شمالها الغربي أو المناطق الشمالية الشرقية للقطاع.