يتواصل شلال الدم في التدفّق بقطاع غزّة لليوم 684 على التوالي، حيث شدّد الاحتلال الصهيوني استهداف خيام النازحين وطالبي المساعدات، وأغار على منطقة مواصي خان يونس وأطلق النيران على المجوّعين شمالي رفح، مما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء.
أكدت مصادر في مستشفيات غزّة استشهاد 26 فلسطينيا بنيران وغارات قوات الاحتلال في أنحاء القطاع، صباح أمس، بينهم أطفال ومنتظري المساعدات.
ووفق مصادر طبية، فقد استهدفت الهجمات خيام نازحين ومواطنين، إضافة إلى نقاط انتظار المساعدات.
وخلال ساعات الليل، توغل الجيش الصهيوني بشكل محدود في حي الصبرة بمحيط مدرسة الصبرة جنوبي مدينة غزّة، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي عنيف أدى إلى استشهاد 5 أشخاص، بينما واصل جيش الاحتلال حتى ساعات الفجر إطلاق نيران آلياته ومسيراته صوب الحي.
جاء ذلك وسط عمليات نسف عنيفة وواسعة نفذها الجيش الصهيوني في حيي الصبرة والزيتون (جنوب شرق)، وقصف من الطيران الحربي، في خضم العملية العسكرية التي بدأها الاحتلال يوم 11 أوت الجاري.
ووسط القطاع، استشهد 5 فلسطينيين، بينهم سيدة، وأُصيب آخرون في قصف استهدف شارع البركة بمدينة دير البلح.
كما استشهد 5 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال وسيدة، في قصف خيمة تتبع لعائلة مسمح بمنطقة البصة.
وفي محيط محور نتساريم، استشهد فلسطيني وأُصيب آخرون من منتظري المساعدات برصاص صهيوني قرب مركز توزيع المساعدات.
وأما في جنوب القطاع، فقد استشهد 4 فلسطينيين، بينهم أم وطفلاها، في قصف للاحتلال استهدف خيمة نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
كما استشهد فلسطينيان وأُصيب 10 آخرون في قصف صهيوني على محيط الكلية التطبيقية في منطقة المواصي بخان يونس.
تزامن ذلك مع عمليات نسف نفذها جيش الاحتلال لمنازل ومنشآت وسط خان يونس، ومع قصف مدفعي مكثف على عدة أنحاء بالمدينة.
وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد شخصين من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال شمالي مدينة رفح.
وقد تابع جيش الكيان الصهيوني نسف المنازل في غزّة تمهيدا لخطة عسكرية واسعة تشمل احتلال المدينة.
وفي الثامن من أوت الجاري، أقرت الحكومة الصهيونية خطة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزّة.
ويوم 11 من الشهر ذاته، وفي إطار تنفيذ الخطة، بدأ الجيش الصهيوني هجوما واسعا على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزّة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
شهـداء الجـوع في ارتفـاع
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزّة، أمس الثلاثاء، ارتفاع حصيلة شهداء التجويع الصهيوني المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 266 فلسطينيا بينهم 112 طفلا.
وقالت الوزارة في بيان، إنها سجلت استشهاد «3 حالات بين البالغين نتيجة المجاعة وسوء التغذية» خلال 24 ساعة الماضية.
ورغم سماح الاحتلال قبل نحو 3 أسابيع بدخول شاحنات محدودة من المساعدات الإنسانية والبضائع، إلا أن المجاعة ما زالت تراوح مكانها، إذ تتعرض تلك الشاحنات في معظمها للسرقة من تحظى بحماية صهيونية.
هذا، ودعت حركة حماس، أمس، إلى ضغوط دولية على الكيان الصهيوني لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني التجويع المتزامن مع حرب الإبادة الجماعية منذ 22 شهرا.
جاء ذلك في بيان صدر عن الحركة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني والموافق 19 أوت من كل عام.