رفعت خلالها راية الجمهورية الصحراوية

جنازة الصبار تتحوّل إلى وقفة احتجاجية ضد الاحتلال

أكدت عائلة المعتقل السياسي الصحراوي الراحل إبراهيم الصبار تشبثها بالعهد الذي سار عليه الراحل دفاعا عن قضيته العادلة.
العائلة وفي بيان لها على إثر الضجة التي أحدثتها بعض الأبواق المغربية بعد دفن الراحل في لكصابي مسقط رأسه، أوضحت أن تلك المحاولات لن تثني العائلة عن مواصلة الدفاع عن القضية العادلة التي ظل الراحل يدافع عنها، مؤكدة “ تمسكها بالعهد الذي سار عليه الفقيد رغم الهجمة الإعلامية الشرسة وكل أساليب القمع”. وقدمت العائلة شكرها لكل الذين تكبدوا عناء السفر لحضور مراسيم دفن المرحوم إبراهيم الصبار، وبشكل خاص رفاق الفقيد والحقوقيين والإعلاميين وكافة الهيئات الصحراوية التي آزرت العائلة وجسدت أسمى معاني الوفاء لرفيقهم في الدرب، والذين تحدوا بدورهم التضييق الممنهج من طرف السلطات القمعية، بما في ذلك المراقبة اللصيقة والتوقيف عند مدخل بلدة لكصابي. وجددت العائلة التأكيد على تمسكها بالمواقف السياسية التي ظل الراحل يدافع عنها.

انتصـر على الاحتـلال حيّــا وميّتـــا

للتذكير، فإن جنازة المعتقل السياسي الصحراوي الراحل، إبراهيم الصبار، تحوّلت إلى وقفة لاستنكار القمع الذي يتعرض له الصحراويون على يد الاحتلال وللتعبير عن تمسك الشعب الصحراوي بقضيته وأرضه.
وقد شكّل رفع الراية الصحراوية في المقبرة وترديد النشيد الوطني الصحراوي والشعارات المدافعة عن حق تقرير المصير، نكسة للاحتلال المغربي الذي لم يستطع هذه المرة تضليل الرأي العام بعد أن انتشر فيديو الجنازة على نطاق واسع ولفت الانتباه إلى تمسّك الصحراويين بحقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال وإصرارهم على مواجهة الاحتلال ومقاومته بكل الوسائل الممكنة، بما فيها تحويل جنازة مناضل كبير إلى وقفة احتجاجية.
ورغم أن المناسبة كانت حزينة، فقد نجح الصحراويون في تحويلها إلى نصر كبير بالنسبة إليهم، وإلى ضربة موجعة بالنسبة للاحتلال المغربي.

تاريـخ طويل مــن المقاومــة

للتذكير، فإن المناضل الحقوقي الوطني الصحراوي إبراهيم حمودي الطيب، المعروف بإبراهيم الصبار توفى الخميس الماضي.
 وقد انخرط الفقيد مبكرا في صفوف جبهة البوليساريو، حيث نشط ضمن الخلايا السياسية وشارك في تنظيم وتوجيه العمل السري.
تعرض للاختطاف بمدينة الداخلة المحتلة سنة 1981 وللاختفاء القسري لمدة تزيد عن 10 سنوات، حيث قضى سنة ونصف بثكنة البيسيسيمي بالداخلة المحتلة، قبل أن ينقل رفقة رفاقه إلى المخبأين السريّين آكدز وقلعة مكونة.
سنة 1994 كان من ضمن المؤسسين لأول تمثيلية للمختطفين الصحراويين المفرج عنهم من المخابئ السرية (آكدز، مكونة والعيون المحتلة). سنة 1998 حصل على العضوية في لجنة التنسيق لضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي.
 وفي سنة 2002 أصبح عضوا بارزا في اللجنة التحضيرية لتأسيس الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف دولة الاحتلال المغربي.
 وفي سنة 2005، أسس إبراهيم الصبار ورفاقه الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الاحتلال المغربي، حيث شغل منصب الأمين العام للجمعية طيلة 17 سنة.وتعرض الفقيد أيضا للاعتقال السياسي والمحاكمات الجائرة سنة 2006 بمدينة العيون المحتلة، بسبب مشاركته الفعالة في انتفاضة الاستقلال، وعلى خلفية نشاطه النضالي والحقوقي، حيث قضى بالسجن لكحل أكثر من سنتين.
وإلى أن أقعده المرض، سجل إبراهيم الصبار حضوره وانخراطه المتواصل تحت لواء البوليساريو، في الدفاع عن حقه المقدس في تقرير المصير والاستقلال داخل مدن الصحراء الغربية وبمدن ومقاطعات اسبانية وغيرها من بلدان العالم.
كما سجل انخراطه ومشاركته النضالية في تأسيس لجان وهيئات حقوقية صحراوية تهدف بالأساس إلى مناهضة التعذيب والقمع والحصار العسكري المغربي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025
العدد 19852

العدد 19852

الإثنين 18 أوث 2025