يواصل جيش الكيان الصهيوني حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر مخلّفا عشرات الشهداء والمصابين وموجة نزوح كبيرة، في الأثناء أكدت مصادر أمنية صهيونية أن جيش الاحتلال بات يطوق حالياً مدينة غزة بشكل تام.
استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، منازل مأهولة وخيام نازحين وحشدا للمجوعين الباحثين عن الطعام في قطاع غزة مما أسفر عن شهداء ومصابين.
قالت مصادر في مستشفيات غزة إنّ 40 فلسطينيا بينهم امرأة حامل وجنينها، استشهدوا في غارات صهيونية صباح أمس، 15 منهم في مدينة غزة، وتواصل القصف الجوي والمدفعي العنيف على أحياء مدينة غزة، وبالتزامن مع ذلك استمرت قوات الاحتلال في تدمير المناطق السكنية.
وأدى القصف المركز إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من المناطق الجنوبية والشمالية لمدينة غزة باتجاه الساحل غربا، يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الجيش الصهيوني حشد القوات تمهيدا لبدء عملية “عربات جدعون 2” الرامية لاحتلال مدينة غزة.
وكان الجيش الصهيوني استدعى 40 ألفا من قوات الاحتياط، وخاطب رئيس وزراء الاحتلال أمس الأول عساكر الاحتياط الذين بدأوا الالتحاق بوحداتهم استعدادا لتوسيع الحرب في مدينة غزة بالقول “إن مسار توسيع الحرب وصل مرحلة الحسم”، وفق تعبيره.
أهـداف مدنيــة
وفي تفاصيل التطورات الميدانية، أفاد مجمع الشفاء الطبي باستشهاد 5 فلسطينيين، بينهم سيدة حامل وجنينها، وإصابة آخرين في قصف جوي صهيوني على شقة في محيط ميناء الصيادين غربي مدينة غزة صباح امس.كما أصيب عدد من الفلسطينيين - بعضهم بحالة خطرة - إثر استهداف صهيوني لخيام تؤوي نازحين في محيط مستشفى الرنتيسي بحي النصر غربي مدينة غزة.واستهدفت غارة صهيونية منزلا في منطقة النفق شمال شرق مدينة غزة ممّا أسفر عن 4 شهداء، واستشهد 3 في غارة مماثلة على منزل بحي الصبرة جنوبي المدينة، وفي وقت سابق استشهد 3 في قصف على حي الدرج شرقي غزة، وتجدد القصف الجوي والمدفعي صباح امس على الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة غزة، وبينها الشجاعية والصبرة، وفي الوقت نفسه يستمر الاحتلال في التصعيد بحي الشيخ رضوان ومنطقة أبو إسكندر القريبة منه شمال غرب المدينة.
قنابـــل حارقـــة
وقال مصدر في الإسعاف والطوارئ بغزة، إن طائرة مسيّرة صهيونية ألقت قنابل حارقة على سيارات إسعاف في عيادة الشيخ رضوان بمدينة غزة، ممّا أدّى إلى احتراق مركبات وخروجها عن الخدمة.كما قصفت المسيّرات الصهيونية طواقم الخدمات الطبية والدفاع المدني بقنابل حارقة أثناء محاولتهم إطفاء الحريق، وبالتزامن مع القصف العنيف، أفاد مراسلون بأن قوات الاحتلال نسفت فجر امس مباني سكنية شمالي مدينة غزة. وأظهرت صور اللحظات الأولى لتفجير قوات الاحتلال منطقة حي أبو إسكندر شرق حي الشيخ رضوان.
في الأثناء يواصل جيش الاحتلال قصف منازل الفلسطينيين شرقي حي الشيخ رضوان، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية شرق المدينة.
استهـداف المجوّعـــين
وفي جنوب القطاع، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 3 وإصابة أكثر من 50 إصابة صباح أمس جراء استهدافهم برصاص الاحتلال قرب نقطة للتحكم بالمساعدات تديرها ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” بمنطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح.
وقالت المصادر “إنّ آليات الاحتلال أطلقت نيرانها بشكل كثيف على حشد من المجوّعين، الذين كانوا ينتظرون للحصول على بعض الطعام”، وفي خان يونس القريبة، جرى صباح أمس تشييع شهداء قصفوا في غارات صهيونية على المدينة، وأثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، وأدّى المشيّعون صلاة الجنازة على الشهداء في مستشفى ناصر في المدينة.
وبالتوازي مع الغارات واستهداف حشود المجوّعين، نفذت قوات الاحتلال فجر أمس عمليات نسف للمنازل شمال خان يونس، وفقا لمصادر فلسطينية.
وفي وسط القطاع، قال مستشفى العودة في مخيم النصيرات إنه استقبل خلال الـ 24 ساعة الماضية 12 شهيدا و16 مصابا - من بينهم 5 أطفال وسيدة - جراء قصف قوات الاحتلال تجمعات المواطنين عند نقطة للتحكم بالمساعدات، تديرها ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”.
وأمس الأول الثلاثاء، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 105 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال. وأوضحت هذه المصادر أن من بين الشهداء 53 مواطنا في مدينة غزة، و32 من طالبي المساعدات وسط وجنوبي القطاع.
ارتفــاع شهــداء الجـوع إلـى 367
توازياً، تزداد الظروف الإنسانية صعوبة وتعقيداً إثر إحكام الاحتلال حصاره على غزة، ومنع دخول المساعدات الكافية لسكان القطاع، إذ أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس الأربعاء، تسجيل 6 وفيات جراء التجويع الصهيوني الممنهج، ما يرفع الإجمالي إلى 367 بينهم 131 طفلا، منذ 7 أكتوبر 2023. وتتكشف يوماً بعد يوم صور مأساوية لمعاناة الغزيين الذين وجدوا أنفسهم بلا مصدر دخل وبلا عمل أو قدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرهم، في ظل حرب ممتدة تلتهم مقومات الحياة، وتتزامن مع ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة وغلاء الأسعار نتيجة شح البضائع.
