بيتكوفيتـش في حوار مع قناة الـ “فاف”:

البداية كانت صعبة..لكن مستوى اللاّعبين مَنَحني الأمل

عزيز - ب

 فتح النّاخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش قلبه في حوار مطول خصّ به القناة الرسمية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، للحديث عن تجربته مع “الخضر” منذ تعيينه على رأس الجهاز الفني لـ “الخضر” مطلع عام 2024، الحوار جاء في توقيت حاسم، مع اقتراب الإعلان عن قائمة اللاعبين المعنيين بتربص شهر جوان، وشكّل فرصة لتقييم أولي لتجربة يراد لها أن تعيد هيبة المنتخب الوطني على الساحة القارية والدولية.

استهلّ الناخب الوطني بيتكوفيتش حديثه بالتأكيد على صعوبة البداية، مشيرا إلى أنّ توليه تدريب المنتخب الوطني جاء في ظرف دقيق، تخلّلته خيبة خروج مبكر من كأس إفريقيا، وتذبذب في النتائج، وقال بيتكوفيتش: “كانت البداية صعبة للغاية، خاصة بعد الهزيمة أمام غينيا ضمن تصفيات كأس العالم، والتي اعتبرها شخصيا من أصعب اللحظات خلال الأشهر الماضية، لكنها شكلت أيضا نقطة تحول دفعتنا لإعادة ترتيب الأولويات”. وأضاف: “كنت مدركا منذ البداية أنني قادم إلى واقع مختلف تماما، لكنّني وجدت بيئة محفّزة وطاقما متعاونا، ولاعبين لديهم الرغبة في التغيير، وهذا ما ساعدنا على تجاوز المرحلة الأولى”.

العمل الجماعي سرّ التّحسّن

 بيتكوفيتش لم يخف أنّ مهمّته لم تكن محصورة فقط في تصحيح المسار داخل الملعب، بل تطلّبت أيضا إعادة بناء ذهنية المجموعة، وأوضح في هذا السياق: “عملنا على ترسيخ مبدأ اللعب الجماعي، ورفع مستوى الانضباط والتفكير الاحترافي لدى اللاعبين، تطور الأداء البدني والتكتيكي كان نتيجة حتمية للعمل المستمر والثقة المتبادلة”.
وأشار ذات المتحدث إلى أنّ المباراتين الوديتين في بداية مشواره، رغم الانتقادات التي طالتهما، كانتا بمثابة اختبار حقيقي لفهم التشكيلة وتحديد مكامن الخلل، ممّا أتاح له رسم خارطة طريق واضحة للمستقبل.

النّتائج مهمّة..لكن نوعية اللاّعبين أعطتني الأمل

 رغم الضّغوط والانتقادات الكبيرة، يؤكّد بيتكوفيتش أنّ الرّؤية أصبحت أكثر وضوحا بعد مضي قرابة عام على انطلاقته، ويضيف: “اليوم أرى لاعبين متحمّسين، يتجاوبون مع التعليمات ويدركون جيدا قيمة تمثيل المنتخب، لدينا طاقات واعدة، وهذا يعطيني أملا كبيرا لبناء منتخب قوي”. كما أثنى على جودة اللاعبين المحليين قائلاً: “كنت محظوظا بمشاهدة مباريات البطولة الوطنية، الجزائر تملك ملاعب من الطراز الرفيع، وتزخر بمواهب لا تقل شأنا عن اللاعبين المحترفين في أوروبا، علينا فقط صقلها وتوفير المناخ المناسب لتفجير طاقاتها”.

”أنا لا أشتكي...وأرفض الأعذار”

 في موقف يعكس شخصيته القوية ونهجه الواقعي، شدّد الناخب الوطني بيتكوفيتش على أنه لا يبحث عن الأعذار، قائلا: “لست من المدرّبين الذين يتذرّعون بالغيابات أو الظروف، أختار 23 لاعبا أراهم الأجدر، وأثق في كل اسم يمثل الألوان الوطنية، لا أحب الحديث عن الغائبين لأنه يقلل من قيمة الحاضرين”.
وأضاف: “المجموعة الحالية باتت أكثر تماسكا..اللاعبون يأتون للتربص بروح عالية، وبابتسامة واضحة، وهذا في حد ذاته نجاح معنوي يعكس مدى التغير الإيجابي داخل المنتخب”.

واثق تماما من خياراتي

 أكّد بيتكوفيتش أنّه يواجه ضغوطا متزايدة مع كل تربص وتحضير للمباريات، خاصة عند اقتراب لحظة إعلان القائمة النهائية، لكنه رغم ذلك يظل ثابتا في قناعاته ويثق تماما في اختياراته الفنية.
وقال: “أعاني فعلا من ضغوط كبيرة، خاصة عند اقتراب موعد إعلان قائمة اللاعبين، والخيارات المتعددة تضعني في موقف معقد، لكن رغم هذه الصعوبات، أود التأكيد أنني أكون مقتنعا بنسبة 100 بالمئة بالقرارات التي أتخذها في نهاية المطاف”.
وأشار الناخب الوطني إلى أنّ الباب سيظل مفتوحا أمام جميع اللاعبين دون استثناء، موضحا أن الأداء الذي يقدمه اللاعبون مع أنديتهم هو العامل الحاسم في اتخاذ قرار استدعائهم.
وأضاف: “لقد قلتها سابقا وأكرّرها اليوم لا يوجد باب مغلق في المنتخب الوطني، كل لاعب يثبت مستواه وجدارته، سواء سبق له تمثيل الخضر أم لا، سيكون محل متابعة واهتمام، بعض العناصر التي تملك خبرة دولية سابقة تظهر حاليا أداء قويا مع أنديتها، وهذا يجعل مهمة منح الفرصة للوجوه الجديدة أكثر تعقيدا، والمهم هو تكوين مجموعة متكاملة ومتجانسة تستطيع التعايش والعمل بروح واحدة”.

مواجهتا رواندا والسويد..تحضير المستقبل

 وبخصوص التربص المرتقب مطلع شهر جوان، أكّد بيتكوفيتش أنّ الجهاز الفني يمنح أهمية قصوى للمواجهتين الوديتين أمام رواندا والسويد، واعتبرهما محطتين مهمتين ضمن مخطط طويل الأمد لتحضير المنتخب للاستحقاقات القادمة، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا.
وأوضح: “نحن نشتغل على المدى البعيد، لكن كل تربص وكل مباراة لها أهمية كبيرة، مباراتا رواندا والسويد تمثلان فرصة ثمينة لتحسين الانسجام واختبار مدى جاهزية اللاعبين، خاصة في ظل صعوبة إيجاد منافسين في هذه الفترة بسبب ارتباط أغلب المنتخبات الأوروبية والإفريقية بمواعيد رسمية، لحسن الحظ، وبفضل مجهودات الاتحادية الجزائرية تمكنّا من تأمين هذين اللقاءين الهامين”.
وأشار بيتكوفيتش إلى أنّ مباراة رواندا ستكون فرصة للوقوف على بعض التفاصيل التكتيكية المرتبطة بكأس إفريقيا، في حين تمثّل مواجهة السويد محطة مهمة لاختبار الجاهزية أمام منتخب أوروبي متطور، خصوصاً وأن عديد اللاعبين يعانون من الإرهاق في نهاية الموسم الكروي.
وفي سياق متصل، نوّه بيتكوفيتش بالدعم الذي يتلقاه الطاقم الفني من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيسها وليد صادي، مؤكّدا أن البيئة التنظيمية والدعم اللوجستي المقدمين يلعبان دورا كبيرا في نجاح التحضيرات. وقال: “الدعم الذي نتلقاه من الفاف ومن رئيسها صادي ضروري وأساسي لنجاح مشروعنا، كل شيء يهيّئ لنا للعمل في ظروف جيدة، بعد ذلك يأتي دور اللاعبين الذين يتحلون بالحماس والإيجابية ويملكون الجودة المطلوبة، نحن نعمل ضمن طاقم فني يمتلك الخبرة اللازمة لتنظيم الجهود والتحكم في تفاصيل التحضير البدني والتكتيكي، بداية من اليوم الأول للتربص وحتى نهاية كل مواجهة”.وبيتكوفيتش خلال حديثه أكّد على أنّ النجاح لا يرتكز فقط على العمل التقني، بل يتطلب أيضا العناية بالجانب البدني، ما يضمن للمنتخب الحفاظ على المستوى العالي طيلة 90 دقيقة من كل مباراة.
وفي ختام حواره، جدّد الناخب الوطني التزامه الكامل بهدف التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، معتبرا ذلك “الرهان الأكبر”، وأضاف: “نعلم أن الطريق لن يكون سهلا، لكن لدينا ما يلزم من أدوات وطموح لتحقيق هذا الهدف، وسنواصل العمل دون توقف للوصول إليه”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025
العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025
العدد 19782

العدد 19782

الإثنين 26 ماي 2025