وسط ظروف صحية دقيقة، يواصل مئات مرضى القصور الكلوي بولاية الجلفة رحلتهم اليومية مع جلسات التصفية، في مشهد تختلط فيه الإرادة بالألم، ويغلب فيه الأمل على التحديات. جهود السلطات العمومية لم تتوقف في سبيل تحسين التكفل بهذه الفئة، حيث تم توفير العلاج المجاني، الأدوية، ونقل المرضى عبر آليات الضمان الاجتماعي، ما يعكس التزام الدولة بتجسيد مبادئ العدالة الصحية.
ـ في هذا الإطار، تحتل ولاية الجلفة مكانة متقدّمة من حيث التغطية الصحية الخاصة بمرضى القصور الكلوي، من خلال ثمانية مراكز لتصفية الدم، منها ثلاث مراكز خاصة موزعة على بلديتي الجلفة وحاسي بحبح، بطاقة استيعاب تقارب 680 مريض.
وتكمل جمعية “أمل الحياة” لمرضى القصور الكلوي، المعتمدة منذ سبتمبر 2018، هذه الجهود من خلال دعم ميداني مستمر، يزاوج بين التأطير المعنوي والمرافقة التنظيمية. وفي تصريح خصّ به “الشعب”، أكّد رئيس الجمعية، ميلودي منصور، أنّ “ما تحقّق في مجال الرعاية الصحية المجانية بفضل الدولة، خاصة في التكفل بالعلاج والتنقل، هو نموذج يحتذى به”.
ومع ذلك، وانطلاقا من احتكاكها اليومي بالميدان، تقترح الجمعية بعض الإجراءات الداعمة، منها توفير طبيب جراح مختص في الأوعية الدموية داخل الولاية لتقريب الخدمة، تعزيز التغطية الطبية بأخصائيي الكلى في مراكز مثل بلديتي حاسي بحبح ومسعد، إلى جانب دعم مراكز تصفية الدم العمومية بأجهزة إضافية ومحطات معالجة المياه، التفكير في فتح وحدات جديدة للتصفية بدوائر دار الشيوخ، البيرين، والإدريسية. بالإضافة إلى ضرورة تدعيم المخابر الطبية وبنوك الدم، وكذا جهاز الوزن الدقيق (BCM).
كما تدعو الجمعية إلى التفكير في فتح آفاق زرع الكلى لبعض الحالات، خاصة فئة الشباب، وذلك في إطار قانوني وشرعي واضح أقره المجلس الإسلامي الأعلى منذ سنة 1986.
جمعية “أمل الحياة”، التي اختارت أن تكون صوتا إنسانيا موازيا للمؤسّسات، تؤكّد التزامها التام بمواصلة الدعم والتوعية، واضعة خبرتها في خدمة المريض، ومؤمنة أنّ “الرحمة والرعاية ليستا مجرد علاج..بل حياة تمنح من جديد”.
