الملفوف والمحمّر سيّدا الموائد

إحياء عيد الأضحى..عادات راسخة بالنعامة

سعيدي محمد امين

عادات وتقاليد خاصة يتميز بها أحياء عيد الأضحى المبارك بولاية النعامة، توارثها السكان أبا عن جد، ولعل من أهمها هو الملفوف الطبق المفضل والمميز عند نحر أي شاة في أي مناسبة، إلى جانب المحمر أو المشوي في الليلة الأولى لعيد الأضحى المبارك.

تحتفل العائلات النعماوية كغيرها من العائلات الجزائرية بعيد الأضحى المبارك بالتحضير الجيد لهذه المناسبة منذ بداية العد التنازلي له، بحرصها على نظافة المنزل والأواني، واستخراج أفرشة جديدة تستعمل في المناسبات فقط، كما يتم شراء أو تهيئة أدوات النحر كالسكاكين، إحضار الخشب، أو الفحم، تحضير أدوات الشواء، وغيرها من المستلزمات الضرورية لهذه المناسبة.  
عيد الأضحى وبعد عملية التنظيف التي قد تدوم لعدة أيام حسب السيدة فاطمة من مدينة عين الصفراء، تأتي ليلة العيد أين يتم تحضير الملابس الجديدة خاصة للأطفال، كما يتم وضع بعض مواد التجميل التقليدية، خاصة مادة الحناء التي تتزين بها أيدي وأرجل المرأة، كما يتم وضعها على أيدي الأطفال سواء كانوا ذكورا أو إناثا، ومن فرحة الأطفال بكبش الأضحية يتم تخضيب جبهة الأضحية بالحناء، أما في صبيحة العيد فتنهض النساء باكرا لوضع الأفرشة الجديدة، وتزيين البيوت بالروائح والبخور وانتظار عودة الرجال من المساجد بعد أداء الصلاة والاستماع إلى خطبتي العيد وسط ديكور تصنعه البراءة بلباسها الجديد، والفرحة بالضيف الجديد الذي زارهم خلال الأسبوع الأخير ألا وهو كبش العيد.
بعودة الرجال من المساجد تقل الحركة تماما إن لم نقل تنعدم بالشوارع لأن الكل مشغول بنحر الأضحية، فيما تحضر ربات البيوت بعض المأكولات الخاصة خلال صبيحة العيد وهي تختلف من عائلة لأخرى، فبعضهن تحضر السفة وهي نوع من الكسكس رقيق جدا يقدم مع الحليب أو اللبن، والأخرى تحضر الرفيس وهو أكلة تقليدية تصنع من الخبز والتمر، وبعضهن تفضل تحضير مأكولات جارية كالحريرة أو الشوربة أو سباغيتي كل حسب عاداتها أو طريقتها، إلى جانب إعداد وتحضير خبز المطلوع المطلوب بكثرة خلال هذا اليوم.
أما الرجال فدورهم نحر الأضحية وسلخها، وهنا تختلف طريقة السلخ، البعض وهو المتمكن جدا يقوم بإجراء فتحة في بداية فخذ الشاة بعد ذبحها ثم يدخل يده بين اللحم والجلد إلى أن يصل إلى الرقبة دون جرح اللحم أو ضياعه فينزع الجلد كاملا دون تمزيقه، وهذه الطريقة كانت تستعمل في القديم في صناعة القربة الخاصة بالماء، أو الشكوة التي كانت تستعمل للبن والحليب، أو العكة المستعملة لتخزين السمن والدهان، والبعض يستعمل الهيدورة كسجاد للصلاة بعد غسلها وتجفيفها.
وبعد الانتهاء من عملية سلخ الأضحية يفصل الرأس والأطراف، لتبدأ المرأة بـ«تشويطهم” بحرق صوفها، كما يفصل الكبد والرئة ويتم وضعهم في قدر به ماء ويوضع القدر فوق النار إلى درجة الغليان وبعدها يتم إعداد الملفوف الذي يفضله كثيرون خاصة في عيد الأضحى، وبعد أن يتم نضج الكبد والرئة يقطع قطع صغيرة ويغلف بغشاء رقيق من الشحم ثم يتم شوائه على الجمر ويقدم مع خبز المطلوع والشاي.
كما يقدم الملفوف لكل زائر خلال يومي العيد، وإلى جانب الملفوف يشوى اللحم ويقدم مع الشاي والمطلوع.
بعد الانتهاء من شواء الملفوف وبعض أجزاء الدوارة على الجمر وتقديمها مع المطلوع والشاي بعد الانتهاء من عملية النحر تقدم كذلك مع ما تم تحضيره سواء السفة باللبن، أو الرفيس، أو الحريرة وغيرها، أما وجبة الغداء فمعظم العائلات تفضل تحضير طبق الدوارة، والقليل من يقم بتحضير الطعام بالمرق واللحم، أو المرق واللحم، أما في الليل فإن المحمر أو المشوي فهو سيد المائدة، حيث يجتمع كل الأبناء في الدار الكبيرة، ويهدون الوالد جزءا من الصدر أو الجزء الأيمن بالنسبة للأب.
كما يتم في الفترة المسائية تقطيع الشاة لتوضع في أكياس بلاستيكية، وإدخالها الثلاجة، كما تقوم السيدات بتنظيف الرأس أو الـ “بوزلوف” ويتم وضعه في الثلاجة لعدة أيام، يتم تحضيره كوجبة عشاء أو غداء لاحقا.
هي باختصار بعض عادات وتقاليد سكان ولاية النعامة في إحياء عيد الأضحى المبارك توارثوها عن الأجداد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19791

العدد 19791

الخميس 05 جوان 2025
العدد 19790

العدد 19790

الأربعاء 04 جوان 2025
العدد 19789

العدد 19789

الثلاثاء 03 جوان 2025
العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025