أجواء روحانية تعيشها مساجد برج بوعريريج

ليلة القدر..قدسية متعالية وإيمان من صفاء

رابح سلطاني

 

مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المعظّم، تبادر العديد من العائلات ببرج بوعريريج، في التحضير لليلة القدر أو ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وهي المناسبة التي تتخذ طابعا خاصّا لدى العائلات وأفراد المجتمع البرايجي من حيث القدسية وأجوائها الروحانية، تتجلي في الاحتفالات ومسابقات لحفظ القرآن وتجويده، فيما تختصّ بعض العائلات بإعداد أطباق خاصّة بهذه المناسبة المقدّسة.

مثلما هي العادة في معظم مساجد وزوايا ولاية برج بوعريريج، تتأهّب العديد من الزوايا والمساجد بالولاية مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم إلى إحياء احتفالات خاصّة بهذه المناسبة المقدّسة تظهر في ابتهالات ومدائح خاصّة بمدح خير الأنام، مع إقامة أمسيات ودروس يشرف عليها أساتذة وباحثون لإظهار فضل هذه الليلة المباركة، انتهاءً بتكريم حفظة القرآن والمجازين في قراءة وتجويد القرآن الكريم ممّن أتمّوا حفظه وأتقنوا قراءة كتاب الله طيلة العام من طلبة ومكفوفين ومشايخ، وسط أجواء روحانية ونفحات إيمانية صادقة، تعكس قدسية هذه الليلة المباركة التي تعيشها جلّ المساجد والزوايا.
تعويد الأطفال على الصوم
فيما تفضّل بعض العائلات ببرج بوعريريج، تزامنا وهذه الليلة المباركة تعويد أطفالهم على الصيام لأول مرة، حيث تقام احتفالات خاصّة على شرف الأطفال تشجيعا لهم على الصيام، تظهر في تكريمهم من طرف والديهم وأفراد العائلة بإلباسهم أزياء جديدة تظهر في شكل العرائس والملوك، في احتفال تشترك فيه جميع أفراد الأسرة في مناخ عائلي يبرز مدى حرص هذه العائلات على التمسك بتعاليم الدين الحنيف وتمسكها بتلك العادات والتقاليد التي ظلت متوارثة عن الأجداد جيلا بعد جيل، احتفالا بقدسية هذه الليلة المباركة.

”المهيبة”..تقوية الروابط العائلية
وتعتبر “المهيبة” وهي واحدة من العادات الجزائرية المتأصّلة لدى العائلات، حيث تبادر عائلة العريس إلى تقديم هدايا للعروس خلال فترة الخطوبة تكون خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، وتحرص بعض العائلات على تقديمها بمناسبة ليلة القدر، حيث يشرف العريس على تقديم هدية لخطيبته تعرف لدى عموم الجزائريين بـ “المهيبة” تكون في شكل ألبسة مصحوبة بحلويات ومبلغ مالي في شكل هدية مقدّمة للعروس المخطوبة بمناسبة ليلة القدر، مع دعوة أهل الفتاة أو العروس لعائلة العريس للإفطار معا، بهدف تعزير الروابط بين العائلتين.
ختــــــــــــان الأطفــــــــــال
 يتجنّد العشرات من الأطباء والممرّضين بمستشفيات الولاية ومراكزها الصحية، لإنجاح هذه المناسبة حيث تشهد المؤسّسة الاستشفائية بولاية برج بوعريريج أفواجا ووفودا معتبرة  للأطفال للختان الجماعي، الذي تحرص فيه العائلات البرايجية التي لديها أبناء ذكور إلى تأجيل موعد الختان إلى غاية ليلة القدر، لقدسية هذه الليلة المباركة والشهر المبارك، حيث تستعدّ العائلات للمناسبة على إلباس أبنائها ملابس تليق بالمناسبة تكون في الغالب مكوّنة من طربوش أحمر يرتديه الطفل المقبل على الختان، مع جبة بيضاء تكون في الغالب تعبر عن الزيّ التقليدي للمنطقة المتوارث جيلا بعد جيل، فيما ترتفع أصوات الزغاريد من منازل أهالي وعائلات الطفل احتفالا بالختان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025