اعتماد الحسابات الفلكية الدقيقة لضبط الرزنامات السنوية
يترقب العديد من المسلمين عبر العالم غرة محرم الموافق لبداية العام الهجري لارتباطه بذكرى هجرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبداية عام هجري جديد وفق التقويم القمري الذي يتعلق بدورة القمر حول الأرض التي تقدر فلكيا بـ29 يوما ونصف تقريبا، مع ما يتضمنه ذلك من مناسبات دينية واجتماعية. لذا تكون مدة الشهر القمري إما 29 أو 30 يوما كما جاء في الحديث النبوي الشريف. جاء هذا في بيان الجمعية العلمية الفلكية البوزجاني بالمدية وقعه رئيسها جمال فهيس وهوعضو في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك.
وبحسب ذات البيان، الذي تسلمت «الشعب» نسخة منه فإن الاقتران الفلكي الجيومركزي يحدث بين الشمس والقمر بحول الله، مساء الاحد 29 ذي الحجة 1439 الموافق ل9 سبتمبر2018 ـ وهونفس اليوم المخصص لتحري هلال محرم لهذا العام في جل الدول العربية والاسلامية ـ على الساعة السادسة ودقيقة واحدة (18:01) بالتوقيت العالمي (الجزائر:+1سا). وهنا يسجل غروب الشمس في مدينتي المديـة والجزائر العاصمة حوالي الساعة السابعة مساء و7 دقائق (19:07) بالتوقيت المحلي، بينما يغرب القمر بعدها بـ10 دقائق تقريبا أي على الساعة السابعة و17دقيقة (19:17) وعمره 6 دقائق فقط. اذا اعتبرنا الاحداثيات المركزية. أما اذا اعتمدنا الاحداثيات السطحية للارض، فسيحدث الاقتران الفلكي بعد غروب الشمس على الساعة السابعة و52 (19:52) بالتوقيت المحلي، مما يجعل رؤية الهلال غير ممكنة تماما بالعين المجردة وحتى باستعمال التلسكوب. أما في مكة المكرمة، فإن الشمس ستغرب يومها على الساعة السادسة و31 دقيقة(18:31) بالتوقيت المحلي للمملكة السعودية (ت ع: +3 سا) بينما يغرب القمر لحظات بعد غروب الشمس، مما يجعل رؤيته مستحيلة تماما في كافة المملكة ودول الجزيرة العربية وحتى في باقي الدول العربية والإسلامية وقارة آسيا وإفريقيا وحتى أوروبا وأمريكا الشمالية..
وبناء على ما سبق ذكره، فإن يوم الاثنين 30 سيكون تتمة لشهر ذي الحجة الجاري. وبالتالي فإن يوم الثلاثاء 11 سبتمبر الجاري سيعتبر ـ فلكيا ـ غرة محرم 1440هـ في كل دول العالمين العربي والاسلامي سواء بالنسبة للدول التي بدأت شهر ذي الحجة يوم الأحد أو الاثنين. كما انها فرصة تتكرر كل عام لضرورة اعتماد الحسابات الفلكية الدقيقة لضبط الرزنامات السنوية مسبقا لتسهيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى الدينية للناس.
