التكافل، التراحم والتقوى

عادات وتقاليد حافظ عليها سكــــــان بجــــايــــة في رمضـــان

بجاية: بن النوي توهامي

يرحب سكان ولاية بجاية ككل عام، بشهر رمضان، في جو مثالي من التقوى والاحترام العميق لعادات وتقاليد المنطقة، القائمة على الأخوة والتضامن والتآزر.

 حيث تبدأ الاستعدادات قبل أسبوع تقريبًا من بداية هذا الشهر، من خلال عمليات التنظيف التي تشمل المنازل، شراء أدوات المطبخ الجديدة، وجميع المواد الغذائية اللازمة لإعداد وجبات رمضان، حتى أن بعض العائلات تقوم بتغيير الستائر وأغطية الموائد وأحيانًا حتى طلاء شقتهم، ويتم إجراء هذه التغييرات وفقًا للإمكانيات المادية لكلّ أسرة.
«الشعب»، نقلت انطباعات بعض المواطنين، حيث تقول سيدة التقيناها: «شهر رمضان يعتبر من أهم الشعائر الدينية التي تحظى بمكانة جدّ متميزة كباقي الشعائر الإسلامية، حيث أن البجاويين مازالوا متمسّكين بعاداتهم وتقاليدهم المتوارثة عن الأجداد، ويستقبلون هلال الشهر الفضيل بشغف كما لو كانوا يستقبلون ضيفا عزيزا عليهم طال انتظاره، ويكون التحضير لدى بعض العائلات بإعادة طلاء المنازل، في حين يلجأ البعض لتنظيف المنازل واقتناء مستلزمات المطبخ والتوابل».
وفي نفس السياق، تقول السيدة نسيمة: «يتميز اليوم الأول بتحضير أطباق متنوعة ولذيذة وعلى رأسها الشربة، حيث هي سيدة المائدة طيلة شهر الصيام وأطباق أخرى ومنها الكسكس المرق وغير الممرق، الممزوج بالحبوب الجافة المطبوخة كالحمص، الفاصوليا، والفول، ويحظى الأطفال الصغار الذين يصومون لأول مرة في حياتهم، بوجبات خاصة يتناولونها، وتتمثل في البيض المسلوق وكأسين من الحليب والماء، وهو ما يجعلهم يحسّون بالمسؤولية والاعتماد على النفس، ويوجد من يضع لهم داخل الإناء خاتما من فضة ويشربونه، لأن الفضة ترمز إلى البياض والصفاء، ويتفاءل الجميع بحياة سعيدة ملؤها الحب، الهناء، الأمن والتقوى».
أما الحاج محند فيقول: «يتميز شهر رمضان المبارك بحركة غير عادية، ويستقبله السكان بفرح لأنه يتيح لهم الاقتراب من الله عزّ وجلّ، من خلال الوفاء بأحد أركان الإسلام وتحقيق كافة تعاليم هذا الدين الحنيف، فضلا عن أنه مناسبة للتضامن والمساعدة المتبادلة بين أفراد المجتمع، والتي تعد أيضًا قيمًا متأصلة لدى البجاويين على غرار باقي بلدان المسلمين، علما أن  التضامن يعتبر أحد أولويات هذا الشهر المقدس، سيما مع الانخفاض الحاد في القوة الشرائية لغالبية المواطنين، وبالتالي، فإن ذوي البر والإحسان يساهمون بمساعداتهم على توفير المنتجات الأساسية للمحتاجين.
كما تقام سهرات رمضانية بالمناسبة، يتبادل فيها العائلات الزيارة تجسيدا لصلة الأرحام وتوطيد العلاقات بين أفراد المجتمع، حيث تجتمع الأسر وتعدّ مختلف الأطباق التقليدية وتناول الشاي والقهوة، في حين يتوجّه الرجال إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، ويتضرعون إلى الله عز وجلّ لتعمّ السعادة والبركة على الجميع، كما تنظم في ليلة 27 من رمضان عملية ختان الأطفال، لأن هذا فال خير وفرصة لإبراز مظاهر التكافل في المجتمع».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024