التنوع والاندماج سمة الأطباق لشرقية 

السمك يعطي إضافة جديدة للأطباق الرمضانية بسوق اهراس

سوق أهراس: العيفة سمير

 

 

 

لم تبق الأطباق السوقهراسية حيز المجتمع المحلي فقط، بل انتشرت واتسعت لتشمل العديد من الولايات الشرقية على غرار الطارف وعنابة وكذا ولاية قالمة والمجتمع الشاوي أم البواقي الى غاية تبسة، هذا الى جانب الجارة تونس، أين تدعّمت الأطباق السوقهراسية بالعديد من الوصفات الغذائية التونسية، وحتى اسماء بعض الأطباق المحلية باتت تقتبس من الأسماء التونسية مثل طبق «الكفتاجي» وهو طبق بسيط يقدم بين البطاطا المقلية والبيض وكذا نوعا من الخليط للسلاطة المحلية، بالاضافة الى مجموعة من التوابل المحلية، كذلك مع دخول الأسماك إلى السوق المحلية بسوق اهراس تحولت الأنظار الى العديد من الاطباق العنابية ومنطقة الطارف وكذا القالة والسواحل الشرقية.
حاليا عادات الإحتفال بشهر رمضان بالمدن الشرقية للجزائر هي تقريبا نفسها، إلا أن هناك اختلاف في الأطباق الرمضانية بين بعض ولاياتها، قسنطينة مثلا معروفة بطبق «لجاري» و»الجوزية» الحلوة المكونة من أنواع مختلفة من المكسرات، إضافة إلى العسل الطبيعي و»البوريك» بالخضروات التي لا تستطيع العائلات بتلك المنطقة الإستغناء عنها، إضافة إلى حلوى «المشبك» الشبيه بالزلابية.
إلى أقصى الشرق وتحديدا بولاية الطارف، فإن أهم الأطباق الرمضانية التي لا تزال سائدة هي «الملوخية» و»القناوية» إضافة إلى عصير المشمش، حيث أن الموائد الرمضانية الطارفية لا تستطيع الإستغناء عن هذين الطبقين. أما بخصوص سطيف فإن «البربوشة «أهم طبق بتلك المنطقة، أما عن جيجل فسكان المنطقة الأصليين يعدّون معظم وجباتهم الرمضانية بالأسماك كالبوراك والشوربة بالسمك.
هناك وجبة تأتي مع كل شهر رمضان معظم، وهي وجبة السحور، وهي من الوجبات التي تميز منطقة سوق اهراس، أين يتناول فيها السوقهراسيون وعلى نطاق واسع الكسكس باللبن، أو بالحليب والزبيب، أو استهلاك الحليب والمرطبات وكذا الأجبان خلال فترة السحور وهي من العادات الراسخة بسبب وفرة الحليب الطازج ومشتقاته.
بين ما هو محلي جزائري وتونسي. فمن التليتلي، الشخشوخة المميزة بشكلها المربع، الرغدة، الثريدة، والرفيس وكسرة الرخسيس، وهي احد أصناف الخبز المنزلي، يطهى في داخل الأفران الغازية أو التقليدية، وتنفرد به المنطقة في مكوناته وطريقة إعداده، إذ يتم تحضيره باستخدام الدقيق الرقيق والعادي.
أما القريتلة فهي عبارة عن طبق ضروري في الافراح والمناسبات خاصة في المولد النبوي الشريف، ولا يمكن الاستغناء في إعدادها عن لحم الضأن.
طيلة أيام شهر رمضان تكثر الطلبات على الحلويات التقليدية، خاصة في الفترات المسائية بعد الإفطار وفي السهرات العائلية للمنطقة السوقهراسية أصنافها الخاصة من الحلويات سواء ما تعلّق بحلويات شهر رمضان أو حلويات الأعياد أو حلويات الأعراس، أشهرها «شباح الصفرة»، وهي عبارة عن قطع حلويات يتم إعدادها باللوز، تقدم في العديد من الأفراح والمناسبات إضافة إلى المقروط والذي يعد سلطان المائدة السوقهراسية بلا منازع.
 يعد أيضا الكسكسي من أكثر الأطباق المفضلة لدى سكان المنطقة، فهو يختلف عن كثير من الأصناف من حيث اللون والطعم، كما أن لهذا النوع من العجائن تقاليد وطقوس خاصة لدى العائلة السوقهراسية مع فاكهة الرمان والعنب، ويحضى هذا الطبق بمكانة مميزة في فصل الخريف أيضا في فترة جني ثمرة الرمان والعنب، حيث تزيد حبا الرمان والعنب العديد من الأطباق التقليدية ومنها الكسكسي، لتزيد من جمالية لونه، ناهيك عن ذوقه المميز.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024