«الشعب» تنقل آراء البدو الرحل في الحمادنة بغليزان

واعون بأهمية الانتخاب والمشاركة ضرورة لضمان مستقبل البلاد

غليزان: ع. عبد الرحيم

أكدت الجولة الميدانية التي قامت بها جريدة « الشعب» إلى منطقة « القاعة»، المتواجدة على مستوى إقليم بلدية الحمادنة بغليزان، أن عائلات « البدو الرحل» واعون جدّا بأهمية الانتخابات الرئاسيات في ضمان استقرار البلاد، مشدّدين على ضرورة المشاركة من أجل ضمان مستقبل أفضل للبلاد، وأكد كبار القوم بأنّهم لم يتخلفو يوما عن واجبهم اتجاه الوطن.

« الانتخابات واجب وطني، نشارك فيها ونؤديه في كل مناسبة، منذ استقرارنا هنا في منطقة الحمادنة، نشارك لأنّنا نريد حياة مستقرة لعائلاتنا، التي عانت من قساوة الظروف، وإيجاد حلول لأبنائنا حتى يكون لهم مستقبل مع الدراسة». هذا كلامهم حول الانتخابات، الذي يكشف عن وعيهم بأهميتها.
وأوضحت الفئة الشبانية لـ «الشعب»، بأن « البدو الرحل» لم يتخلفوا عن موعد الانتخابات، وأنّهم يتابعون هذه الأيام الحملة الانتخابية بكل اهتمام، وتمنوا  وهم يتحدثون عن هذا الموعد، بأن تكون الجزائر آمنة ومستقرة، داعين « وفق الله من يخدم هذه البلاد».
وعلى وعكس ما يروج بأنّ عائلات « البدو الرحل» لا تتابع الحدث السياسي الذي تعرفه البلاد،  حيث كشفت الدردشة التي قامت بها «الشعب» مع الشباب، بأنّهم مطلعون على كل تفاصيل الحملة الانتخابية وما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، التي تعتبر عندهم مرحلة هامة لضمان حياة  أفضل للجزائريين.
أكد محمد وهو من سكان هذه المنطقة  بأنّ هذه العائلات التي تطالب اليوم بحقوقها، لم تطالب يوما بالتشغيل، وما استفادوا من ذلك، فهم موالون، يسيرون حياتهم بأنفسهم، وأثنوا على الإنجازات التي استفادوا منها في عهد بوتفليقة، الذي أعطى أهمية للبدو الرحل، حيث مكنت البرامج التنموية من استفادة المنطقة بشبكة الكهرباء سنة 2001، وهي المادة التي  كانت غائبة.
واعتبر سكان منطقة القاعة، التي تنحدر أصولهم من عرش « لخضر»، الذي يتجذر من عرش أولاد نايل، بأنّ المطلب الذي يعتبر أساسيا عندهم  تحقيق التسمية الإدارية بدوار « القاعة»، لأنّ غياب التسمية وبقاء صفة «  البدو الرحل»، التي خلقت حساسية كبيرة، خصوصا وأنّ العائلات التي يزيد تعدادها عن 150 فرد، استقروا في هذه المنطقة منذ سنوات الخمسينيات، وأضاف السكان بأنّهم يطالبون اليوم بترسيم معالم هذا الدوار، وفق ما استفادت به الدواوير الأخرى في هذه البلدية.

«هذه مطالبنا للرئيس الجديد»...

وكشف سكان « القاعة» بأنّ الحلم بحياة أفضل للعائلات، يبقى مشروعا في ظلّ المشاريع التي تخصصها الدولة لكل الفئات، حيث أكدوا بأنّ المترشحين اليوم مطالبون بإيجاد حلول حقيقية للمشاكل، وتعجب السكان من مرور شبكة الصرف الصحي والمياه عن المنطقة بمسافة لا تتعدى 700 متر، ورغم ذلك لم تستفيد منها العائلات، موضحين بأنّهم يعتمدون على شراء المياه لهم ولما يزيد عن 1000 رأس من الماشية و100 رأس من البقر، الأمر الذي وضعهم أمام فاتورة غالية، خصوصا مع الارتفاع الذي يصاحب « الأعلاف».
لا يستطيع أطفال هذه العائلات مواجهة قساوة ظروف التمدرس، والسير يوميا نحو أكثر 2 كلم للالتحاق ببلدية الحمادنة من أجل التمدرس، خصوصا في فصل الشتاء، بسبب غياب النقل المدرسي، التي خصصتها الدولة للمناطق الريفية، لكنّ مصالح بلدية الحمادنة حسبهم لم تفكر في تخصيص حافلة لهم، الأمر الذي ساهم في التسرب المدرسي، بسبب المشاكل التي تواجها الفئة المتمدرسة، التي فرض عليها أن ترتدي الأحذية المطاطية بسبب الأوحال في طريقهم نحو الحمادنة، ولم يفلح ذلك بعدما تبددت أحلامهم في أن يكونوا مثل الأطفال الآخرين.
يعد غياب طريق يربط منطقة « القاعة» ببلدية الحمادنة مشكلا كبيرا  في نظر هذه الفئة، التي قامت بصرف ما يزيد عن 40 مليون من أجل القضاء على الأوحال، لكنّ رغم الجهود التي قاموا بها لم يفلحوا في تحقيق هذا المطلب، الأمر الذي دعاهم لطلب تزفيته من أجل ضمان نقل مضمون من مصالح بلدية الحمادنة، حيث أكدوا بأنّهم قاموا بذلك، بعدما لم ينجحوا في الخروج من المنطقة ليلا، لنقل إحدى النساء على وشك الولادة ، ما أجبرهم على حملها على الألواح، وقطع الطريق السيار به في ظروف صعبة، ويومها فكروا في شراء مادة « التيف» من أجل القضاء على الأوحال التي تسببها الأمطار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024