الدكتورة ناصرية بغدادي العرجي لـ«الشعب»:

الجالية الجزائرية بنيويورك ستكون في الحدث مثلما عهدته دوما

نورالدين لعراجي

د/ناصرية بغدادي العـرجى: أصحح.. أنا صوت نسوي جزائري أدبي شعري، أصبغني غصن الأعرجيين الزكي ببعض من جينات الكتابة الروائية.. فحملت منه ومازلت أحمل نبض القلم والإبداعية..!
قبل الإجابة على سؤالكم.. اسمح لي أن أصبّح من خلال الشعب على وطن لايزال يحرقني شوقا إليه ويقتلني ليحييني صبابة فيه.. وأقول له.. مهما حاولوا تأخيرك أو دفنك حيّا ياوطن؛ فإنهم لا ولن يقدروا على طمس معالمك الأمازيغية البريرية العروبية.. مادام فيك رجال ظلِّك ساهرين على سلامتك ومرابطين على حراسة تاجك..! المرصع بهذا الثالوث التاريخي رمزا للهوية والكرامة والوفاء.. والذي زادته حلاوةً ووشمته زينةً تآخي وتعايش مذاهبنا الفقهية السمحاء..
في سؤالك شقان هامان، أولهما شق الغربة والاغتراب. وثانيهما شق الوطنية والانتماء.. ورغم اختلاف الشقين تعريفاً وتقديماً، إلا أنني أراهما يكملان بعضهما البعض، فالوطن الذي أنجب وزرع، وهو يعي أن يوما ما ستباغته محصدة الغربة فتأكل ما شجّر وتقطف ما أنبت؛ لا يمكنه أن ينسى براعمه ومشاتله، أو تتناساه هي الأخرى، أو تنسى معناه في وجع المسافات الخانقة، مادامت هذه البذور تحمل جينات تربته المسقية بدم الشهداء، ومادام حبل الوريد موصولا بها ولم ينقطع..  
وكسيِّدة جزائرية مارستُ السياسة حقبة طويلة من حياتي؛ فتلقفتها كتاباتي واحتضنتها كل إبداعاتي لحد هذه الساعة.. وتغربت طويلا عن الوطن.. أُؤَكد لك أن أجمل لحظة ينتظرها المغترب فينا، هي لحظة تماسّه مع انتمائه الوطني، مهما اختلف في جذوته وأعراشه المسيّسة؛ لحظة يلتقي فيها أبناء الجالية بـ»مُوزايك» لحمتهم الوطنية لحضور عرس وطن بحجم الجزائر.. من خلال انغماسه فرحا في رقصة الديمقراطية وهو يرتدي ثوبها الانتخابي ليتباهى بها أمام الشعوب والأمم.. يتساوى فيها أبناء البلد الواحد الأشم، بين منتخب وناخب.. وبين متزوج وعازب.. إنه فعل لم نكن نعيشه بحقيقته وحقيق فعله قبل عقدين أو يزيد.. واليوم والحمد لله.. ونحن نعيش معاني السلم والأمن، نتباهى أمام الأمم كلها بهكذا رقصة لا تشبه كل الرقصات..
الفعل الانتخابي.. هو الشكل الحضاري لتجسيد الديمقراطية الحقة، بعيدا عن التزوير والغيمية.. وتكريس لمعنى الحرية في تعميق مفهوم التداولية المحض الخالي من شوائب الأنانية والحقد، وليس مواطنا حقيقيا ذاك الذي يدعو إلى كسر وطن من خلال التبخيص في منجزاته التاريخية، أو الدعوة إلى مقاطعة وشم مستقبله، طالما وُسمت هذه الدعوة بعار الأنا والشوفونية، أو خدمت خططا استرتيجية خفية لتكريس واقع الحال، أو طعمت بأجندات سياسية خارجية تصبو إلى فرض المحال؛ فيدّعي ما ليس له ولا يفي بما عليه تجاه وطنيته وأبناء أمته...
جميل أن نختلف في الرؤية.. لكن الأقبح أن نتخالف ندا ونقف إزاء بعضنا البعض ضدا في تجسيد خيبة الرؤية.. والخيبة الكبرى هي الاختباء خلف كواليس التشويش على معنى المواطنة وحرية المواطن، أو الوصاية عليهما بحكم المعرفة بالشيء أو التفقه السياسي الزائف.. فهو/ أو هم في هذه الحالة أقرب للجهل والعمى منهم الى البصيرة ومفهوم الوطنية الوارف.
النخبة هنا في نيويورك.. ستخرج لتلاقي هذا العرس الانتخابي كما عهدناها دائما وأبدا.. وسترقص، كعادتها، على وقع النغمة الجزائرية الحرة الأبية.. وستختار بحرية وباسم الإخلاص للوطن وللمبادئ النوفمبرية أباً لها وسيّداً لأمّها الجزائر من بين خطابها الستة.. بكل ديمقراطية وحرية وتكريس لمفهوم التداولية..
فالرئاسيات القادمة هي الفيصل والمفصل.. في وجه رياح عاتية.. علينا أن نعتصم بحبل الوفاء ونلتزم تجسيد إيماننا النوفمبري من خلال الوقوف إلى جانب صاحب البرنامج الانتخابي الوطني وفارس الرؤية الشمولية الكفيلة بحمل الجزائر إلى برّ الأمان وتوطيد مفهوم الدولة الحديثة.. يكفينا قلقا في المنطقة.. الجزائر سفينة لعروبة عائمة في المحن، وقلعة قارة بأكملها.. متى تحصنّا بها وفيها ولأجلها، خرجنا من التشتت أو الوقوع في الوحل، وتجاوزنا المطبات الكبرى، وحصنّا أملا يعلو بعزيمة حضورنا المكثف كما قد يخبو بتقاعسنا ويأفل..
وسأخرج رفقة الزوج والعائلة، كعادتي.. لأشارك إخوتي داخل الجزائر وخارجها وأعيش معهم هذا الحدث الوطني بامتياز، وأتحمّل مسؤوليتي التاريخية في اختيار حرّ ونزيه مؤّسس على حبَ وطن بحجم الجزائر غير مؤدلج بمصالح ضيّقة أو حساب جائر، وأشرح رؤيتي بمصداقية وإبداع.. أخرج ليسمع العالم صوتي من خلال ورقة الانتخاب وصندوق الاقتراع.. وليشهد هذا العالم على مدى حبّي وتقديسي لوطن سأظل له وفية مهما كوتني ولاتزال تكويني منه المحن، أمثله في السرِّ والعلن، وأحمله معي أينما حللت وأينما نزلت، أعيشه وكراً ضيقا ويحتلني أجمل وأكمل وطن..

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024