نقطة إلى السطر

تحايل و لا مسئولية

فتيحة كلواز

بسبب الاخلال بالتدابير الوقائية تم اغلاق الكثير من المحلات التجارية بعد أسبوع من فتحها، فرغم التوصيات التي فرضت شروطا وقائية محددة يتوجب احترامها من الزبون والبائع ، اثبتت صور  وعايشناها ان الرهان على وعي المواطن صعب جدا لذلك كان لا بد من التعامل معها بصرامة انهت  بقرار الغلق لمنع أي تجمعات تكون سببا في نشر العدوى وبالتالي ارتفاع حصيلة الإصابات بكوفيد-19.
الامر لم يتوقف هنا، لان التجار اوجدوا لأنفسهم طريقة لممارسة نشاطهم دون ان يكونوا مجبرين على فتح محلاتهم، ولعل الكثير شاهد اشخاص يخرجون من محلات لبيع الملابس بطريقة مشبوهة، حاملين معهم سلعا بل يطلب الباعة ممن يعرفونهم الاتصال بهم واعلامهم بما يريدونه من ملابس او سلع ليحضروها لهم او يفتحون المحل لهم فقط ليختاروا ما يريدونه من مستلزمات.
اصبح التحايل اذا ، طريقة ملتوية لممارسة النشاط التجاري بعيدا عن اعين المراقبة، لكن لولا تواطؤ المواطن لما استطاع التاجر فعل ذلك، الأهم هنا ان التحايل تعبير صريح عن حالة  لا وعي يعيشها المواطن، فكيف له المراهنة على صحته وصحة أبنائه والمجتمع من اجل ملابس العيد او أدوات تجميل، كيف لهذا المواطن ان يقبل ان يضع حياته ثمنا رخيصا امام متطلبات ظرفية لم تكن يوما جوهر الشهر الفضيل او عيد الفطر؟ كيف لهذا المواطن ان يعيش فرحة العيد ان أصيب و ابناءه بفيروس كورونا؟، و أي عيد يريده في ظل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي؟.
أتساءل في كثير المرات عن سبب اللامبالاة التي تطغى على حياة المواطن ، كيف يستطيع التلاعب بحياته في وضع استثنائي  يعيشه اليوم لم يعرفه من قبل؟ فغلق المساجد لا يكون الا في حالات الخطر ، وهو تعبير صريح عما يمكن للأمور ان تصل اليه، لذلك كان الاجدر بالمواطن ان يحتاط و يلتزم بإجراءات الوقاية.
 منذ يومين توفي عم أحد معارفي بفيروس كورونا رحمه الله، و قد حجر على كل عائلته فزوجته في الإنعاش، ابنته الحامل وأبناؤه  وكل اقاربه الذين جاؤوا لزيارته قبل التأكد من الإصابة في الحجر الصحي، الكل كان بإمكانه تفادي بلوغ هذه المرحلة فقط ان لزموا البيت وسألوا على صحته بالهاتف، لان التجمعات ممنوعة وبعض لا تظهر عليهم الاعراض ما يشكل خطرا حقيقيا على مخالطيهم.
على المواطن إذا، ان يعي ان سعيه وراء شراء ما يريده من تاجر همه الأول والأخير الخروج من الازمة الصحية بأقل خسائر لن يكون سببا في سعادته بل ربما في المصيبة التي ستقضي على كل احبائه لا قدر الله، وعليه ان يدرك كذلك حجم المسئولية الملقاة على عاتقه لأنه الوحيد القادر على قلب معادلة الحد من انتشار وباء كورونا في الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024