رئيسة « البشائر» في شهادات حية من المدية:

عادات وتقاليد متوارثة عبر الأزمنة

المدية: علي ملياني

تمارس عائلات المدية عادات وتقاليد متوارثة من جيل إلى جيل، في كل المناسبات الدينية، وخاصة  في الشهر الفضيل من خلال تهيئة البيوت تنظيم القعدات، والترفيه عن النفس بالبوقالات، تحضير وجبة السحور، الاحتفال بالطفل الصائم الصغير،تبادل دعوات الإفطار بين الأسر، وإحياء ليلة السابع والعشرين. هذه شهادات ربات بيوت تنقلها «الشعب» من عين المكان.
  قالت  السيدة « جدو وردة  « رئيسة جمعية البشائر للنشاط العلمي والاجتماعي لبلدية بوسكن لنا ان هذه العادات والتقاليد، موروث  ثقافي  لا يمكن الاستغناء عنه، وهو هوية كل بلد ومنطقة، عرفت الولاية بتنوع طقوسها ، بحكم موقعا الجغرافي وتعداد بلدياتها المقدر بـ64 بلدية.»
واضاف الحرفية « هذا هو السبب في وجود العديد من الجمعيات المهتمة بابراز هذا الموروث والحفاظ عليه، منها  « جمعية البشائر»  التي تهتم بكل ما هو تقليدي للمنطقة ، بمشاركتها في العديد من المهرجانات الوطنية ، عارضة الأكلات الشعبية التقليدية خلال مراسيم إحياء بعض المناسبات ، مثل يناير والمولد النبوي الشريف ،  كما أقامت الكثير من المعارض التقليدية الخاصة في العديد من الولايات»

 التعريف بموروث يقاوم النسيان

وبحسب السيدة جدو، فان جمعيتها التي  تأسست منذ سبع سنوات ، تعمل جاهدة  على ترسيخ بعض العادات الخاصة بشهر رمضان الكريم،  والتي نذكر منها الختان  والإفطار الجماعيين ، كما تعرف الولاية  بعادات أصيلة  خاصة بهذا الشهر الفضيل، حيث تعمل كل عائلة مداينية على التحضير له ، حيث تصنع المرأة بعض الأواني المنزلية الفخارية  من الطين ، مثل القدر والصحون لأنه لم يكن متاح لها فرصة الشراء على عكس حال اليوم.
 فالمرأة تشتري أواني جديدة لهذا الشهر تقوم  بتجهيز بعض المأكولات مثل « فتل الكسكس من أجل السحور « ويتوجب أن يكون السحور كسكس أو مسفوف بالزبيب أو الجلبانة وهذا طيلة أيام الشهر الفضيل،علاوة على قيامها  بتجفيف البرقوق (العينة) من أجل طاجين الحلو، و تجفيف العنب لصنع الزبيب  الخاص بطبق الكسكس.
كما تقوم المراة بالمدية بتحضير مختلف التوابل التي تطحن في المنزل، إلى جانب تجهيز مادة  شربة الفداوش- المقيطفة-  بواسطة بواسطة الكساس والسيار،   إلى جانب  الفريك الذي يحضر بطريقة بسيطة ، بما في ذلك صناعة المرمز الذي تتميز به المناطق الريفية للولاية ، وهو مصنوع من الشعير ، الذي يفور ويحمص ويطحن ليستعمل في تحضير الشربة.

أسر تتقاسم بركات الشهر والبوقالة زينة القعدات

واصلت محدثتنا قولها « كانت أغلب العائلات تجتمع في هذا الشهر المبارك في منزل واحد ، أما في الفترة الأخيرة، ومع كثرة الانشغالات أصبح لا يمكنهن  ذلك ، ولكن تبقى دعوات الإفطار المتبادلة  قائمة بين العائلات حتى تكون اللمة  ، وتتقاسم الأسر بركات هذا الشهر، وحسنات الصيام ،  اما السهرات الرمضانية فعادة ما تزينها مائدة متنوعة من قلب اللوز وابريق الشاي والقطايف والزلابية وبعض الحلويات التقليدية ، وتجتمع عليها النساء من أجل التفنن في القاء البوقالات والعقدة ،  حيث يوضع اناء من طين تضع فيه كل واحدة، منهن خاتمها وتبدأ احداهن في قراءة البوقالة، بعد أن تتمنى الأخريات أمنيات ويقال تنوي وتعقد أي تربط طرفا من خمارها.
  وبعد قراءة البوقالة ، يتم سحب خاتم من داخل الإناء وتكون البوقالة لصاحبة الخاتم المسحوب،كما يعرف هذا الشهر ايضا  بإقامة ليلة السابع والعشرين، بشكل مميز ،بدعوة كل افراد  العائلة إلى اجتماع  ولمة روحانية ، وتجهيز فطور خاص من أكلات تقليدية ، خاصة كالرشتة والشخشوخة، وتقوم معظم العائلات بختان الأطفال في هذه الليلة المباركة ، حتى تبقى ذكرى طيبة لهم ، لتستمر  هذه العادات والتقاليد على هذا النحو كموروث ،  يجب المحافظة عليه وترسيخه للأجيال القادمة اعتمادا على التكنولوجيا وبالخصوص عبر مواقع التواصل الاجتماعي،  اذ تعد هذه الأخيرة في نظري فضاءا يجمع العائلات والأفراد من مناطق مختلفة ، ويتيح لهم فرصة مشاركة الآخرين الصور وفيديوهات الجميلة والمعبرة  وكذا قصص عن عادات وتقاليد كل منهم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024