كانت تقتصر على الفقراء والمعوزّين

مطاعــم الرّحمــة وجهــة لمختلــف شرائـح المجتمـــع

تيزي وزو: نيليا - م

إفطـار مجـاني لتخفيـف تكاليـف وأعبـاء الحيـاة

 تتكرّر مشاهد التكافل والتضامن مع حلول شهر رمضان من كل سنة، لتعطي أجمل الصور التي نادرا ما نراها في الأيام العادية من شهور السنة، حيث تتسابق الجمعيات والمنظّمات لافتتاح مطاعم الرحمة، في مبادرات خيرية لتخفيف العبء والمعاناة على العائلات الفقيرة والمعوزة التي تعاني كثيرا خلال هذا الشهر، خاصة مع الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الأساسية، ما يؤزم من حياة تلك العائلات التي يعاني أربابها من أجل كسب لقمة العيش وإطعام أولادها.

 مظاهر التكافل والتضامن تتعزّز في شهر رمضان، حيث لا تخلو بلدية أو دائرة من افتتاح مطعم أو مطاعم للرحمة من أجل مساعدة هذه العائلات المعوزة، وضمان الوجبات الساخنة للصائمين، حيث يسارع الجميع إلى فعل الخير في أبهى الصور التي تدخل البهجة والسرور في قلوب الجميع، حيث يتشاركون نفس الوجبة على طاولات الإفطار، وهو ما يزيد من نجاح هذه المبادرات التي تبعث قيم التكافل والرحمة، والتي أصبحت مع الوقت تقليدا يتكرّر كل سنة.
مفهوم مطاعم الرحمة تغيّر مع مرور السنين، حيث تجاوز مفهوم تقديم المساعدات للعائلات المعوزة، لتتعدى ذلك الى توفير الوجبات للصائمين من عابري السبيل، العاملين الذي يعملون بعيدا عن منازلهم وكانوا يكتفون في السابق بالإفطار على الوجبات الباردة، الأمر الذي جمع مختلف فئات المجتمع على طاولات إفطار واحدة، وغيّر من المفهوم الضيق لهذه المبادرات ونظرة المجتمع لتلك العائلات، التي تجد إحراجا في التقرب من هذه المطاعم لتناول وجبة الافطار بسبب العوز والفقر.
شعارات كثيرة رفعت وزيّنت بها واجهات هذه المطاعم لإعطاء مفهوم أوسع لهذه الخدمات، والهدف منها تغيير النظرة ورفع الحرج عن المعوزين، الذين أصبحوا يقاطعون هذه المطاعم بسبب نظرة المجتمع لهم، ولرفع الحرج عن أنفسهم، مفضّلين إيصال هذه الوجبات لهم الى منازلهم لضمان السرية والسترة، ولكي لا تتحوّل تلك اللقمة إلى مذلة لهم بعد ذلك، حيث عمد الكثير منهم إلى توسيع نشاطهم من خلال تنظيم الطبعة الاولى للإفطار لفائدة الطلبة المقيمين في الاقامات الجامعية، المساكين، والعمال وعابري السبيل الذين يتعذّر عليهم الافطار في منازلهم، وهي المبادرة التي نظّمتها «مجموعة بلال للمساعدات الخيرية»، والتي لاقت استحسانا كبيرا من طرف المواطنين، حيث جمعت مختلف فئات المجتمع على طاولة واحدة تقاسم فيها الجميع وجبة إفطار واحدة.
مطاعم الرحمة في شهر رمضان، ومبادرات الافطار الجماعي التي تنظّم في الساحات الكبرى لمختلف المدن، أصبحت تقليدا جميلا ورائعا يتكرر مع حلول شهر رمضان من كل سنة، وقد تغير مفهومها من إطعام الفقراء والمعوزين، الى تخفيف الضغط عن المواطنين من عابري السبيل، العمال وحتى طلبة الاقامات الجامعية، الأمر الذي يعزز من مظاهر التكافل والتضامن بين مختلف فئات المجتمع، التي تجتمع على طاولة واحدة، لتعطي مفهوما أعمقا لهذه المبادرات الخيرية التي يتسابق الجميع الى تنظيمها، خاصة الشباب الذي يتطوّعون لإنجاحها طيلة شهر رمضان.
ولاية تيزي وزو، شأنها شأن الولايات الأخرى عبر ربوع الوطن، تشهد سنويا افتتاح العديد من مطاعم الرحمة، حيث بلغ عددها هذه السنة 47 مطعما على مستوى 30 بلدية، 10 مطاعم تابعة للهلال الاحمر الجزائري، 3 مطاعم أخرى افتتحت من طرف الكشافة الاسلامية، في حين بادر المحسنون بافتتاح 23 مطعما لضمان توفير الوجبات الساخنة للصائمين، والتي بلغت خلال هذا الشهر 8160 وجبة افطار، تقدم العديد منها على طاولات الافطار على مستوى المطاعم، في حين يتكفل البعض الآخر بإيصالها إلى منازل العائلات المعوزة بطلب منها.   

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024