عادات تبجّل أطفال من طينة الكبار

صيـام الطفـل المبتدئ فرحـة يتقاسمها سكان قصر ورڤلــــة

ورقلة: إيمان كافي

 تأخذ العادات الاجتماعية في شهر رمضان طابعا خاصا يميزها عن سائر الأيام، ففي رمضان ترتبط الكثير منها بالأجواء الروحانية وترتبط معظمها بالعبادات والخصال الطيبة والأخلاق الحميدة التي يدعو إليها ديننا الحنيف من وصل للأرحام وصدقة وأخرى عديدة.
تتنوع العادات والتقاليد في صحراء الجزائر لتعكس صورا متوارثة جيلا بعد جيل عن تفاصيل الشهر العظيم في الماضي، لتكون حياة الأجداد بالأمس عبق الحاضر وزينته، وورقلة احدى الولايات الساكنة بين رمالها تروي كل حبة منها حياة انسان، يستخلص دروسها من بذور يزرعها الآباء في الأبناء لتستمر وتتواصل عبر عادات يشكل اجتماعها هوية وتاريخ مجتمع. 
 علـى شـرف صيــام الطفـــل المبتـــدئ
في ولاية ورقلة وتحديدا بقصر ورقلة العتيق، تجمع العادات والتقاليد الرمضانية بين ما هو اجتماعي وروحاني كثيرة، كما يقول رئيس جمعية القصر للثقافة والإصلاح حسان بوغابة لـ»الشعب»، ولعل أبرز هذه العادات المتوارثة جيلا بعد جيل والتي مازالت تحرص العائلات على إحيائها في كل سنة هو صيام الطفل المبتدئ سواء كان ذكرا أو أنثى، حيث تهتم العائلات هنا كثيرا بالاحتفاء بالطفل الصائم والذي يخصص على شرفه مأدبة وأطباق خاصة تحضر على مائدة الفطور احتفالا بانضمامه إلى قوافل الصائمين في شهر رمضان، من بينها الفول والمسفوف والرفيس، كما يحرص على توزيعه على الجيران، إعلانا عن بدء الطفل الصيام.
ولا تكتفي عائلة الطفل بالاحتفال به لوحدها، بل تقام مآدب إفطار على شرفه في العديد من بيوت أقاربه الذين يقومون بدورهم بدعوته احتفالا به، كما تسلم له جوائز وهدايا وتشهر العملية على مستوى حيه ويحظى بالاهتمام والتقدير من الجميع.
وعلى قدر المكانة التي يحتلها الصيام وتقديس هذه العبادة في نفوس الساكنة المحليين، يحظى تعظيم هذه الشعيرة في تنشئة الأطفال بالاهتمام، حيث يهتم أفراد العائلة بالاحتفال بالطفل المبتدئ في الصيام، تشجيعا له على ممارسة هذه العبادة وتعظيما لها في نفسه كذلك ولخلق جو من المنافسة بين أقرانه لتعلم أداء هذه الفريضة.
يــؤم النـــاس في صــلاة التراويـــح
ويتقاسم هذه الأجواء التي تميز هذه العادة وتفاصيلها، الطفل الذي يؤم الناس في صلاة التراويح لأوّل مرة، وتكون الأولوية لإمامة الناس لخاتم القرآن 60 حزبا وحافظه حفظا جيدا بعده بحسب السور والأجزاء، حيث يحتفى به وعلى مستوى واسع، سواء في محيطه العائلي أو في المساجد والمدارس القرآنية التي زاول فيها دراسته وحفظه للقرآن الكريم وبين معلميه، وتعد هذه العادة تشجيعا للأطفال على ممارسة هذه العبادة للمحافظة على حفظ وتلاوة كتاب الله وترسيخ قيم الدين الإسلامي، كما ذكر بوغابة.
التكافــل لتوطيـد العلاقــات
عن الجانب الاجتماعي الذي يميز شهر رمضان في قصر ورقلة، أشار بهذا الصدد محدثنا إلى أن العادات كثيرة في هذا الشق أيضا، بما يبرز أهمية الجانب الاجتماعي في صورته المتأصلة بين أفراد هذا المجتمع والتي يساهم في تكريسها بشدة السعي للحفاظ على العبادات والاجتهاد فيها، خلال شهر رمضان.
في هذا السياق، ذكر أن من العادات الاجتماعية نجد خاصة ما تعلق منه بالتكافل بين العائلات المتصاهرة يطغى خلال هذا الشهر، حيث تحرص العائلات على المساهمة والتعاون فيما بينها لتقاسم النعم في أشكال وعادات متعددة تخدم هدف تحقيق التكافل فيما بين العائلات، هذا بالإضافة إلى العديد من العادات التي تبدأ أياما تسبق الشهر الفضيل وتستمر إلى غاية الأيام الأخيرة منه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024